لما نجي في لحظة اتخاذ القرار عند مفترق الطرق والتقاطعات ونحدد نمشي لوين.. هناك نتوقف شوية لوهلة ربما وعند ناس شهور ، والسبب طبعا انو ما عارفين الغيب وما يخبئه القدر لنا ونخشى من العواقب لو ما كان اختيارنا سليم. ولكن كيف السبيل للعلم بالمستقبل..؟ ومن منا لم يمر بتلك الوقفات عند محطات في حياته وربما كانت انصاف محطات في حساباتنا ولكنها أثرت على مجري حياتنا بأكملها. الطاقة المذكورة في العنوان مقصود بيها تلك الطاقة التي كنا نراها بين الجيران (الحيطة بالحيطة) وكما تسمى ايضا بفتحة (النفاج) وقد تكون في شكل شباك صغير للتواصل مع بعض ومناولة كورية ملاح او فاكهة موسم أو باقي لبن أو حتى طفل صغير بكاي او طلة سلام. تلك الطاقة (ونطق القاف بالدارجي) هي ما نحتاج إليه لنحاول أن نرى ما يخبئه لنا القدر في مستقبل الأيام بعد اتخاذ قرارات في حياتنا صغيرة او كبيرة ، وبذلك تطمئن قلوبنا ولا نخاف ولا نحزن مهما كانت النتيجة القريبة او البعيدة لقرارات لابد أن نتخذها في حياتنا. وهنا تتجلي عظمة هذا الدين وكيف حل لنا تلك المعضلة وكما قال الله ربنا واصفا مهمة رسولنا الكريم –صلى الله وبارك عليه وعلى آله وسلم تسليما- (ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) (البقرة 151(. وجاء التعليم والارشاد لنا لمثل هذه المواقف في حديث نبوي شريف ينبغي ان يدرس في كل المراحل التعليمية كي نستصحب قيم ومقاصد ديننا في كل شؤون حياتنا. وهو حديث الاستخارة وبالجد لم أعلم به إلا متأخرا في المرحلة الجامعية فقط ، رغم ما فيه من المعاني التي تكاد تشمل كل شعب الايمان والاسلام. وفي نص الحديث نفسه اشارة إلى ضرورة العلم والعمل به فقد شبه الراوي ان نبينا الحبيب (صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما) كان يعلمهم هذا الحديث كما يعلمهم الآية من القرآن. ففيه توجيه مهم لمن اتخذ قرارا في أي شأن صغيرا أو كبيرا بأن يصلي ركعتين ثم يدعوا بدعاء متوجها لله رب العالمين ومتوكلا عليه ليختار له الخير في قراره الذي اتخذه وذلك بالطلب من الله الكريم العليم القدير ان كان في قراراه ذاك خيرا له أن (يقدره له أي أن يجعله في قدره وييسره له وكمان يبارك له فيه) وان كان في هذا القرار شرا لصاحبه أن (يصرفه عنه ويكتب له الخير حيث كان ويرضيه به). وذلك تحقق كل معاني ومقاصد الايمان وتطمئن النفس بالتوكل ثم يسعى الواحد منا لتنفيذ قراره ذلك ويسلك الطريق الذي استخار من اجله وهو يكون راضي تماما باختيار الله له وموقناً بأن أي نتيجة هي الخير له. بالله عليكم في حاجة أفضل من كدا لتحقيق طمأنينة متكئة على الإيمان – وبالتالي تاني مافي سبب للتردد ولا للتلكؤ فقد سلمت أمرك لله وكفي به وكيلا. والحمد لله مما عرفت بالحديث دا طوالي بعمل بيهو بفضل الله وبكون راضي ومرتاح ومتأكد انو دا الصاح مهما كانت النتيجة مرات تبدو عكس ما نتمنى والرضا هنا ايجابي وليس سلبيا ودا طبعا حسب مقدر الايمان اللي في قلبك- وكما جاء في الآية (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) (البقرة 216) ومن الذي يعلم مآل الأشياء إلا الله. ومن هنا جاء في ذهني التشبيه بطاقة القدر لصلاة الاستخارة لأنها – في رأيي- تتيح لنا ان نرى قدر الخير عند تحقيقه. وللأطلاع على حديث الاستخارة بكامله مع الدعاء فهو متاح على النت او في المطويات وبطون الكتب لمن يرغب في تجاوز تلك الوقفة بعد اتخاذ قرارات حياته وللشعور يفوائد الايمان بالرضى التام ، ويكون حقق شيئا من اتباع توجيهات نبينا نبي الرحمة (صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما).