أحتفي بها ، لكنها لا تسعدني كثيراً الردود التي تصلني مؤيدة لمقالاتي المتواضعة هنا وهناك ، ولكنني تغمرني السعادة وأنا أجد من يرفدني بنصيحة صادقة ، أو توجيه عميق أو يطرح علي رأي مخالف لما أكتب ، فالرأي المخالف يفتح أمامنا نوافذ أخرى للتفكر والتدبر والإستزادة من المعرفة ، ويثري النقاش بما يفيد ، فقد وصلتني العديد من الكتابات التي تؤيد ما ذهبت إليه في مقالي ( إن حدث هذا ، فكلنا مؤتمر وطني ، حتى حين ) ، ممن يجمعني بهم الرفض لسياسات المؤتمر الوطني ويجمعنا الحب الأصيل للسودان المتآمر عليه ، لكن الرأي المخالف هو الآن ما يدفع بي لتسطير هذا المكتوب ( 2 ) كلملحق لسابقه لأوضح فيه بعض ما قد يكون إلتبس على البعض ، والقليلون الذين أختلفوا معي ، مع إحترامي التام لهم ولأرائهم ، هم الذين إمتلاءت نفوسهم حتى فاضت بكراهية الإنقاذ ومؤتمرها الوطني ، فلم يعد في عقولهم متسع ليفرقوا بين ( الحكومة = المؤتمر الوطني ) و ( الوطن = السودان الحبيب ) ، فلم تستطع أنفسهم إستيعاب رؤية أنفسهم في خندق واحد مع ( الحكومة ) ضد خطر داهم وشيك يتهدد ( الوطن ) ويهدد وجود وسلامة وأمن الجميع ! هؤلاء معذورون فيما يجيش في نفوسهم تجاه المؤتمر الوطني الحاكم فأفعاله تسببت بذلك ، ، لكنهم مع ذلك غير معذورين إذ غيب أحاسسهم بالغبن عقولهم ، وكيف للعقول أن تغيب .في شأن من شئون الوطن خاصة إن كانت من مهددات وجوده أو من مهددات أمنه وسلامته . أحدى الرسائل التي حركتني لقول المزيد في هذا الشأن ، كتاب كريم من أخ دكتور كريم مقيم بالسعودية أقتطف من كتابه النقاط التالية وأجعلها بوابات لمزيد من التأكيد على ما ذهبت إليه في مقالي (1) : 1. قال الأخ الدكتور : الكاتب الكريم , لا اقول انك قلت فى الانقاذ مالم يقل مالك فى الخمر ولكنى افضل التعبير البلدى ( ماخليت ليها صفحة ترقد عليها ) الى الحد الذى يجعلنى ازعم ان اشد خصوم الانقاذ عداوة لها ماكتبوا مثل هذا الكلام ! ورغم ذلك تقول انه سياتى حين نصبح فيه ( كلنا ) مؤتمر وطنى ! ! ان ماسطره قلمك فى ذم و( هجاء ) الانقاذ يحفز _ فى تقديرى _كل وطنى ان يشهر سيفه مجاهدا ضد الانقاذ نصرة للدين والوطن , ولكن المفارقة تكمن فى انك ورغم كل ماقلته عنها تريد الناس ان يهبوا لنجدتها فى ( حين ) ما , فما هو هذا الحين ؟ .( إنتهى ) أخي دكتور محجوب : لعل من قرأ ما كتبت بالهدوء اللازم أدرك أنني لم أقل بأننا ( سنصبح أعضاء بالمؤتمر وطني) أو ( سندين بالولاء للمؤتمر الوطني ) أو ( سنحمي المؤتمر الوطني ) أو نهب لنجدته ، إنما كان القصد الواضح الذي أشرت إليه هو أننا ، إذا أنفصل الجنوب ودارت معارك سياسية أو عسكرية أو تآمرية بين الشمال والجنوب تهدد أمن وسلامة أو وجود السودان الشمالي ، وهو أمر أراه بحكم خبرتي وخلفيتي العسكرية والأمنية مرجح جداً ومتوقع ، ( حينها ) يجب أن نكون كلنا بالشمال جنوداً في خندق واحد مع الحكومة الحالية التي هي ( مؤتمر وطني ) بكل سيئاتها الذي ذكرتها في مقالي هذا وكتاباتي السابقة التي يمكن الرجوع إليها بمحركات البحث، ذلك الخندق هو فقط ضد العدو الذي يستهدف وجود أو أمن أوسلامة الشمال ، وكل هذا مشروطاً ب ( إذا حدث هذا ) والمقصود به حدوث الإنفصال وتحول الجنوب لدولة تكيد للسودان الشمالي وتسعى مع غيرها من قوى أقليمية ودولية وداخلية لتقسيمه إلى دويلات ، وهذا هو ، لمن يرى ويسمع ويقرأ ، مخطط منشور وغير منكور وقد بدأ العمل في تنفيذه منذ زمن وتتسارع خطواته هذه الأيام وستبلغ ذروتها خلال الشهر الجاري ، إن كنتم تشكون في ذلك أيها المتفائلون : فسوف تستيقظون ذات صباح على أصوات سنابك العدو تدك أرضنا وبصوت الرصاص يناديكم ( أترك الأحلام يا ( شمالي ) وأصحى ) . أما ( حتى حين ) فالمقصود منها ، أخي الدكتور ، واضح من صيغة الشرط السابقة لها ، وهو أن تخندقنا مع هؤلاء القوم ( محدود ) ومحدد بإنتهاء دواعيه مع نهاية معركة الوطن الكبير الكبرى ، وحين إستتباب أمنه وضمان سلامته من كيد العدو ( الخارجي والداخلي ) ، حينها ( الحساب ولد ) داخل البيت الشمالي الآمن السالم المستقر ، وحينها لكل حدث حديث ، ومن أراد حينها ووجد في نفسه الأهلية لأقتلاع الأنقاذ بالطرق التي تحفظ للوطن والمواطن أمنه وسلامته فليفعل وسيجدنا جنوداً في خندقه . 2. وقال الدكتور : مافهمته من مقالك ( والمقال لم يتح لى سبيلا اخر للفهم ) انك ستناصرها عند ذلك ( الحين ) لانها مسلمة ! اصحيح افتراضى هذا ؟ ( إنتهى ) لا يا سيدي ، أنا أدعو لنصرة السودان الشمالي بغض النظر عن دينه أو سياسته الحالية أو ( حكومته ) ، مع الأخذ بالإعتبار أن المعني الأول بحماية الوطن وأهله هو هذا المؤتمر الوطني وحكومته ( قدر الله الذي أُبتلىَ به السودان ) ! أليس هو من بيده ( شيئنا أم أبينا ) القوة العسكرية والأمنية والمؤسسات القادرة على حماية بقية وطننا وأهله !!؟ لن أناصر الإنقاذ لأنها مسلمة ، ولا يهمني كثيراً في ظرفنا القادم إن كانت ربانية أو علمانية ، يقودها الملائكة أو الشياطين أنفسهم ، كما أنني ( عسى هذا يريحك قليلا ً ) لا أعتقد أن دولة الأنقاذ الحالية هي مشروع دولة رسالية أو إسلامية مثالية يجب أن يزود عنها المجاهدون ، لكنني أرى الحرب قادمة وأرى الحريق الكبير يعد له بإحكام ، هذا الحريق إن شب بدارنا الشمالي فسنحترق جميعاً وستحترق الدار بما ومن فيها ، أفيعقل أن ننتظر مكتوفي الأيدي نتجادل عمن أحدث الحريق ومن تسبب فيه ونتقارع في كيف نحاسبه ونترك الحريق يذهب بدارنا ويحولنا لصومال وعراق وأفغانستان أخرى ؟ أم الأجدر والأفضل أن نتحد معاً في خطوة إستباقية لنتفادى الحريق ، أو نعمل معاً لنطفئ الحريق ونحفظ وطننا ودارنا ، ومن ثم بعد أن نضمن أمننا وسلامتنا نعود لنقول ونفعل ( الحساب ولد ) . بقول آخر مختصر : سيجمعني مع المؤتمر الوطني صف واحد في حالة واحدة فقط : هي كون هذا الصف هو دفاعاً عن الوطن وأهل الشمال ضد أي عدو خارجي أو داخلي يحاول النيل من السودان الشمالي بجيش غازي أو بتآمر خفي يستهدف أمننا وأستقرارنا وسلامة أهلنا ،، ألن يكون ( حينها ) الأصطفاف لرد العدوان الذي أراه وشيكا ً ( فرض عين ) بغض النظر عمن يحكم السودان الشمالي ؟؟ 3. وقال الدكتور : كان الى جانبى صديق عندما كنت اقرا مقالك فعلق قائلا ( ان كاتب هذا المقال هو باختصار موال للمؤتمر الوطنى واراد ان يدافع عنه بطريقته الخاصة والمتفردة ) وعلى كل وافقنى ذلك الصديق ان استوضحك حقيقة موقفك وان اكتب لك هذه الرسالة ونحن نامل ان يكون توضيحك عبر سودانايل ليطالعه بقية القراء. إنتهى أخي الدكتور محجوب: لست ( مؤتمر وطني ) ولا أدافع عنه ، بل البعض يصنفني في خانة ( العدو الشرس ) للمؤتمر الوطني والبعض يصفني ب ( العدو العاقل ) له والبعض قال عني أنا ( مؤتمر شعبي ) بل وقالوا في يوم ما بخروجي عن الدين كله وبعدم سودانيتي أصلاً !! هذه يا أخي أحدى علل ساحتنا السياسية والفكرية والثقافية التي ستقودنا للهاوية ، العلة العضال التي أقصدها هي الإفتراض بأنك أنت عدوي طالما أنك لست في صفي ، وتصبح عدوي إن لم نتفق ، وعلة أخرى هي حبنا المتطرف للتصنيفات ، فطالما أنك تتحدث في شأن ( ساس يسوس ) فلابد أن يكون لك ( حزب ) وأنتماء ، فما عاد للوطن من ( وجيع ) سوى من ركبوا سفن الأحزاب ذاتية المراسي أو أردتوا ثوب الإنتماءات الضيقة . وغاب بذلك من يرتدون جلباب الوطن الواسع والراغبون بالتحليق في فضائه الرحب دون قيد من تنظيم أو ولاء لحزب أو قائد ، الأمل والعشم في الله عز وجل أن تمضي الأشهر القادمة بهدوء وأن يذهب الجنوب إن إنفصل لشأن حاله وأن ينصرف لخدمة مواطنيه وبناء دولته المستقل ، وأن يبتعد عن لعب أدوار العمالة للقوى الخارجية التي تخطط لزعزعة السودان الشمالي ، فإن حدث هذا فقد كفانا الله شر القتال والإصطفاف مع ( حكومة السودان الشمالي ، المؤتمر الوطني شئنا أم أبينا ) ، وسوف تجدنا ( حينها ) كما نحن الآن في خندق ( العداء العاقل ) للمؤتمر الوطني لتصحيح مساره أو إقتلاعه من جذوره ، و ستجد سيوفنا وأقلامنا في صف واحد مع كل من يعمل لهذا الهدف بوسائل لا تخل بأمن وسلامة وطننا وأهلنا ، فلنحمي ما تبقى من الوطن بصرف النظر عمن سيستفيد من ذلك . أما طلبكم أن أوضح لنستزيد فهأنذا قد فعلت وعساي قد أبنت . دمتم سالمين Hilmi Faris [[email protected]]