الأخوة رئيس وأعضاء لجنة التسيير تحية طيبة نحييكم تحية عطرة ومباركة ونتقدم إليكم بمذكرتنا هذه راجين منكم مخلصين ان تستقبلوها بصدر رحب وأن تكون بداية حقيقية لشراكة ضرورية في هذا الوقت الحرج الذي يحتم علينا تجاوز كل الخلافات الفكرية والآيديولوجية لحين الفراغ من واجباتنا الآنية والملحة تجاه الوطن المهدد بالتشرذم والضياع والانهيار التام. إننا حينما لبينا نداء المشاركة في مؤتمر السودان الشامل منذ ما يقرب من الأربعة أشهر، جئنا مخلصين وجادين لشراكة حقيقية ومساهمة إيجابية في وضع رؤية واضحة للقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في الشأن الوطني العام والقضايا المصيرية وفي مقدمتها مسألتي الحريات والاستفتاء وتقرير مصير الجنوب، بالإضافة لدارفور والضائقة المعيشية، وكان وما زال هدفنا هو أن يتوج الجهد الذي بذل في وضع هذه الرؤية الشاملة و المتمثلة في تلك المحاور الأربعة الرئيسية؛ أن يتوج هذا الجهد بعقد المؤتمر الشامل.. والذي عني له كما فهمنا أن يخرج "بآلية عملية وإعلان واضح" تتوحد فيه إرادة كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في الحدود السياسية المعقولة، ثم يتضمن ميثاقاً يلزمنا جميعاً أن ننفذه على أرض الواقع على أن يصب بصورة رئيسية في إتجاه إجبار النظام الحالي بخيارين لا ثالث لهما؛ وهما إما الخضوع لإرادة شعب السودان وتغيير وجهه القبيح، أو الإطاحة به غير مأسوف عليه كما فعل هذا الشعب بغيره من الذين سبقوهم. لقد تكشف لنا للأسف الشديد منذ اليوم الأول للعمل المشترك بيننا من خلال لجان الأوراق ثم أعمال لجنة التحضير، والآن في لجنة التسيير التي كونت واللجان الخمسة المنبثقة عنها، تكشف لنا بأن مؤتمر السودان الشامل لم يكن أبداً ولم يعد الآن يأخذ الأولوية القصوى من إهتمام بعض القوى السياسية.
هذا بالإضافة لعدم إظهار الدعم المعنوي الكامل من قيادة بعض الأحزاب المشاركة للقائمين على أمر التحضير لقيام المؤتمر،ولقد كانت هنالك مسافة كبيرة وواضحة بين مناديب الأحزاب والقادة في هذا الأمر، ثم تواترت التأجيلات لعقده لأسباب لا نرى بأنها كانت أسباباً حقيقية بل ونرى أنها أسباب واهية لا ترقى لمرتبة تأجيله وتعطيل قيامه، وآخر هذه الأسباب التي أجل بسببها من تاريخ 30 ديسمبر، لم تكن مقنعة أبداً لنا ووضعت أمام أعيننا كثيراً من علامات الإستفهام، فإنفصال الجنوب كان متوقعاً منذ اليوم الأول للتوقيع على إتفاقية نيفاشا، وديكتاتورية السلطة الحاكمة وإستعلاء المؤتمر الوطني وإقصائه للآخرين ليس جديداً على أحد، ومطالبتنا بإسقاط السلطة الدينية والإتفاق على دستور مدني ديمقراطي دائم للبلاد ليس رغبة شعبية ظهرت اليوم في نهاية العام. وفي نهاية الأمر ليس هنالك جديداً قد طرأ يستدعي تأجيل عقد المؤتمر الشامل أو إنتظار أي أحزاب مشاركة منذ شهور في التحضير. لذلك فإننا في تجمع القوى الوطنية الحديثة نرى أن تأخير قيام مؤتمر السودان الشامل يعني إنتفاء جدواه نسبة لدخولنا مرحلة أجواء وعمليات الإستفتاء، لذلك فإننا ننقل إليكم قرار إجتماع الهيئة التأسيسية للتجمع الذي انعقد في يوم السبت الموافق 25/12/2010م ؛ وهو: "إننا في تجمع القوى الوطنية الحديثة ملتزمون بدعوة المشاركة والمساهمة الفاعلة في مؤتمر السودان الشامل في موعد أقصاه 2/1/2011م، ونرجو أن يتفق على ذلك ويعلن إلى الرأي العام في إجتماع لجنة التسيير المعلن عنه يوم الإثنين الموافق 27/12/1010م ، وإلا فإننا سنكون في حل عن أي إلتزامات تجاه لجنتكم الموقرة ، ومن ثم سيقرر تجمع القوى الوطنية الحديثة كيفية الإستفادة من أوراق المؤتمر الأربعة التي شارك في صياغتها." أخيراً فإننا نؤكد فائق إحترامنا وجزيل شكرنا لكل القوى السياسية المشاركة في التحضير لهذا المؤتمر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته محجوب ميرغني المبشر محمد أمين أبوجديري سكرتير عام الهيئة رئيس الهيئة الخرطوم بحري – في يوم السبت الموافق 26/ديسمبر/2010م