للتواصل 0903677877 [email protected] وقعت في يدي أثناء بحثي في الشبكة العنكبوتية علي رسالتين نسبتا الي المبعوث الأمريكي بالسودان أسكوت غرايشون ففي الأولي والتي نقل ترجمتها الي العربية – وكانت حديث الصحافة وجمهرة المحللين السياسيين - الصحفي الأستاذ عبد اللطيف سعيد ماحدا بالمبعوث الأمريكي الي النفي الصريح لها من خلال رسالة أوضح فيها أهدافه تماما وأن كان قد أخفي السبب الرئيسي لمهمته والذي كان قد أعلنه صراحة في رسالته الأولي والذي يقول فيها أن مهمته تنتهي بأنفصال السودان ومن خلال رسالته الأولي التي جري نفيها علي لسانه –وهي قد تكون حقيقية الي حد كبير بأعتبار القاعدة التي تقول أن نفي النفي أثبات- تحدث فيها المبعوث الأمريكي الي صديقه ويخبره عن حال أفريقيا في الطباع والأخلاق (في إفريقيا السوداء تعودنا على أن نتعامل مع أشخاص مزاجهم قريب من مزاجنا، وقد صنعنا نحن طريقة تفكيرهم وخطوط نظرتهم للأمور) أذا تبقي النظرة المتعالية لدول الغرب تجاه أفريقيا لازالت هي نظرة التعالي ويخطئ من يظن أن الأستعمار قد أنتهي أو أن الدول الغربية قد عدلت سياستها أذا الواقع أن الأستعمار قد أنهزم فقط أمام الوعي القومي الذي ساد الشعوب والواقع أن الدول الأستعمارية في فترة تهيوا وتربص حتي يمكنها أن تنقض علي فريساتها من جديد . وأسكوت غرايشون يحكي لصديقه عن السودان التي تختلف طباعه الكلية عن أفريقيا فهو يقول(لكن السودان شيء مختلف جداً، فلا هم يقعون في الصنف الأول ولا يمكن تصنيفهم في النوع الثاني، فعندهم استقلالية واعتداد بالنفس ربما يرجع إلى بيئتهم المسلمة العربية المجردة الصريحة التي استمدوا منها هذه الصراحة «لا أريد طبعاً أن أقول الوقاحة» وأعزو جزئياً تكوين شخصية المثقفين هنا إلى التعليم البريطاني الذي تلقاه آباء هؤلاء وأجدادهم في كلية غردون التذكارية وبقية المنظومة التعليمية التي وضعها لهم البريطانيون منذ بداية القرن العشرين أثناء استعمارهم للسودان. والصنف الأول الذي يشير اليه غرايشون هو أهل أفريقيا الذين صنعوا تفكيرهم ومزاجهم الغالب يكاد يقارب مزاجهم والصنف الثاني هم الوطن العربي الذين قال عنهم لصديقه(، وفي العالم العربي لا نتفاهم عادة مع سياسيين، بل مع قادة تتطابق مصالحنا مع مصالحهم، ولا نجد صعوبة في أن نأخذ منهم كل ما نريد وأكثر، ما دمنا نوفر لهم الجلوس على العروش وبعضاً من الرفاهية الاستهلاكية لشعوبهم ونخيفهم. والسودان بحسب تفسيره يقع في منزلة مابين المنزلتين فلامزاجهم يقارب مزاج بلاده ولاتفكيرهم من صناعتهم ولاتتطابق مصالحهم مع مصالح دولتهم وقد يكون ذلك عناء ومشقة بالنسبة له وذلك مما حكاه عبر رسالته الجدية حيث يقول (عندما شرفني الرئيس أبوباما بملف رعاية الأزمة السودانية أصابني بعض الخوف من جراء ما أسمع فسألت مستر كسنجر عن كيف أتعامل في البداية مع هؤلاء القوم، فقال لي شيئآ واحدآ تأكد صدقه في مقبل الأيام: (إطمئن، إنهم لا يكذبون علينا يا مستر غرايشن)!. وذاك أهم ما في الأمر وهو الشيء الذي جعلني أشعر براحة البال) ولكن المستر غرايشون عاد بعد مهمته وهو أشد حملا علي أخلاق السودانيين والمستر كسينجر يقول له ( أطمئن ان هولاء القوم لايكذبون عليك) ولكن غرايشون لايثق في كسينجر وراح عبر رسالته الجديه ينتقد جهارا أخلاق من رحبوا به وجعلوا مهمته تتم علي مايريد حيث يقول(بل بارعون جدآ في الكذب. غير أن الفرق الأساسي بيننا وبينكم أنكم تكذبون على بعضكم البعض "الإبن يكذب على أبيه والزوج على زوجته والأخ على أخته" والمتعلم منكم يكذب على شعبه. نحن عندما نكذب وكثيرآ ما نفعل نكذب على الآخرين لا على بعضنا البعض. لا، لا نفعل، لا نكذب على بعضنا البعض "لا على أنفسنا"، هذا في عداد المحرمات، إنه جريمة يعاقب عليها القانون. إن أكثر ما أدهشني في بلادكم هو مقدرتكم الفائقة على الكذب. أنتم لا تستطيعون العيش بلا كذب. بالكذب تحققون أحلامكم. بالكذب تفعلون كل شيء!. لدرجة يكون عندها الصدق مذمومآ. الصادقون منكم يموتون على قارعة الطريق من جراء الإهمال والإفقار والنفي والعذاب. الصدق جريمة!. كلما كنت كاذب أشر تستطيع أن تكون تاجرآ ثريآ أو نجارآ بارعآ أو مزارعآ ماهرآ أو مدير جامعة أو إمام مسجد أو قس كنيسة أو خطيبآ مفوهأ ومحبوبآ. الكذب، الكذب والكذب. فعليك بالكذب!. الدولة عندكم لا تستخدم الكذب فقط في تزييف وعي مواطنيها بل اكثر من ذلك تطالبهم بالكذب عليها وعلى بعضهم البعض. إنه لأمر مدهش. يكاد أن يقول المرء بإطمئنان أن الحقيقة الوحيدة الثابتة في سودان اليوم هي "النيل" لدرجة تشعرني بالرأفة علىحاله وأخشى أن يغير مجراه!. والمستر اسكوت غرايشون ينكر أن الكذب في دولته أيضا موجود والرئيس الأمريكي كلينتون يقسم زورا أمام هئية المحلفين ويسقط في امتحان الصدق والمبعوث يتغاضي عن هفوات رئيس دولته ويتغاضي أيضا عن كذب الرئيس بوش وهو يكذب ليس علي شعبه ولكن علي العالم أجمع بوجود أسلحة الدمار الشامل بالعراق والكل يعرف أنه لاتوجد أسلحة دمار ولكنها حرب بدواعي الأنتقام بدأها الأب والأبن يكذب علي العالم بوجودها ليبرر أنتقامه الوحشي. نحن نكذب علي بعضنا البعض ونكذب علي شعبنا ولكنكم أنتم تكذبون علي العالم وفرق كبير بين من يكذب علي شعبه بين من يكذب علي شعوب العالم. والمبعوث الأمريكي لايكتفي بذلك بل راح يسهب في تعرية أخلاقنا وكأته هو الوصئ علينا الذي لابد أن يوجهنا الي صوابنا ومادري أن أحتلا ل الدول للشعوب قد مر بدون رجعة (إن الحياة عندكم عبارة عن مؤامرة بشعة متصلة الحلقات. لدرجة أنني سمعت مرة أن عبدة الشيطان في الولاياتالمتحدةالأمريكية يعلقون خريطة ملتقى النيلين عند أستار معابدهم!. إنكم تسعون بالكذب حتى على الله(!. أن فاقد الشئ لايعطيه ومن يكذب علي العالم مرة سيكذب حتما علي الله أن ضحاياكم بحربكم علي الأرهاب يفوق كل تصور حتي جعلتم الحياة في بشاعتها تغري الجميع بمغادرتها أن السجون الأمريكية تشهد علي بشاعة نظرتكم الي بني الأنسان وماحدث في سجن أبوغريب كان كفيل بأن لاتتحدثوا عن الأخلاق أذا ماتحدث الناس في ذلك لقد شاهد العالم بأسره نظرتكم المهينه والمحتقرة للأنسان و النظرة المتعالية لاتزال تراوح مكانها عندكم عبر قانون الوصاية الذي تجعلون من أنفسكم أن كل ماتفعلوه مغفورلكم ولكن عثرات الشعوب لاتغتفر وأن أخلاقهم لابد لها من تغيير وأنتم من بيده عصاة التغيير. وعبدة الشيطان عندكم ماهم الا أمتداد لمطامعكم فأذا أنتم تكذبون علي العالم لأحتلال الشعوب بالكذب فمن بأب أولي أن يرسم لكم أولئك صيدكم الثمين بعد العراق وهو ملتقي النيلين فبدأتم بتعرية أخلاق غيره وأتهامهم بالكذب قبل أن تتهم قيادة بلادك وشعبها الذين شاهد العالم فضائحهم وهم يسقطون في بحوؤر الرزيلة والأخلاق. وفي رسالته المنفية يقول أن مهمته هي تسهيل أنفصال الجنوب ولكنه عاد في رسالته الجدية وهو يعيب علي عارض الرسالة ذلك عبر كلام أشد مايوصف بأنه تحامل دول الصلف والغرور علي ماعداهم من الشعوب الضعيفة(هل أنا من أشعل نار صيف العبور؟. هل أنا من أعد "حورية الشهيد" للمقاتلين المجاهدين؟. هل نحن سلحنا الجنجويد؟. نحن لم نقتل أهل دارفور، أليس كذلك؟. نحن لم نقتل أهل بورتسودان وكجبار وهلمجرا. نحن لم نقم المشانق لأحد. أنتم القتلة. تلك مسئوليتكم وحدكم. أنتم تحرجوننا كل يوم أمام اصدقائنا في أوربا الغربية!. وذاك هو سر بقائكم على قائمة الدول الراعية للإرهاب العالمي برغم الخدمات الكثيرة التي ظللتم تقدموها لنا. ونعلم علم اليقين أنكم لا ترهبون أحدآ غير الضعفاء من مواطنيكم. ولو جاز لي السؤال عن ماذا فعل المتعلمين منكم كي تبقى بلادكم موحدة؟. ماذا فعل رجل مثلك؟. أكنتم تترنحون في حلقات دراويش زمانكم البائس وتدبجون الكتب على أثرهم، أم ماذا؟. هل وقفت بجانب ذاك الرجل الذي يدعى جون قرانق عندما حلم وعمل من أجل سودان موحد؟. فإن مات قلتم قتلناه نحن وما قتله غيركم!. وإن تشظى بلدكم بأيديكم، قلتم قسمه الأمريكان. يا لبؤس خيالكم!. وحكومة الرجل تتحرج كل يوم أمام أصدقائها ولايتحرجون مما يفعلوه في العراق وفي الصومال وفي كل بلاد وطئتها دباباتهم وأسلحتهم وأرجل جنودهم بل زرعوا الفتنة في كل مكان وروعوا البلاد الآمنة المطمئنة والرجل أي غرايشون من موقعه يصب الأتهامات تارة يتهم أخلاقنا بالكذب وتارة بالقتل ويتبرأ من كل تلك الأخلاق والوصاية التي أتي من أجلها تبيح له حتي تعليم غير الأمريكان كيفية الدخول الي الخلاء والحمام.