• سمعت سعادة وزير ماليتنا الموقر يتحدث عبر قناتين فضائيتين قبل وبعد زيادة سعر البنزين، وما أدهشني أن الرجل قال نفس الكلام في المقابلتين. • أكيد الوزير الموقر زول مبادئ ولذلك لم يتغير حديثه قبل وبعد الزيادة! • قبل زيادة سعر الوقود والسكر بأيام سُئل سعادته عن الآثار السالبة المترتبة على انفصال جنوب السودان فكان رده أن الجنوب لن يأخذ معه شيئاً من المشروعات الزراعية والصناعية العديدة في البلد!هو طفيليتكم خلت فيها مشروعات يا سعادة الوزير! • وأكد سعادته أن الأثر الوحيد هو فقدان جزء من النفط موضحاً أن ذلك لن يخلق مشكلة لأنه يستطيع أن يعوض المفقود من العائدات عبر تأجير خط الأنابيب والموانئ للجنوبيين. • وذكر الوزير المبجل أنه يمكنه أيضاً ومن خلال القليل من الإجراءات أن يغطي النقص في عائدات البترول. • وعند سؤاله عن هذه الإجراءات ضرب مثلاً بتوسيع المظلة الضريبية والتأكد من أن الكل يسددون الضريبة. • ولعل القارئ الفطن قد لاحظ الاعتراف الضمني لسعادته بأن الحكاية كانت وما زالت جبانة هايصة، يعني ناس تدفع الضريبة وناس معفية منها! • أكد سعادته في حديثه قبل زيادة البترول والسكر أنهم لن يثقلوا على المواطن لكنهم سيعوضون النقص في عائدات النفط بعد الانفصال بطرق كثيرة لا داعي لسردها كلها. • شايفين الافتراء كيف! سعادة الوزير ليس لديه الوقت لكي ينور المواطن - الذي يزعم أنهم لن يثقلوا عليه - بأمور تتعلق بحياته ومعاشه! • وبعد زيادة سعر الوقود لم يتغير حديث السيد وزير المالية كثيراً، باستثناء بعض الإضافات التي لم أسمعها في المرة السابقة. • هذه المرة قال سعادته أنه يدعم سعر البترول مؤكداً أن سعر الجالون ( بره) 17 جنيهاً لكنه- ورحمة منه بشعب السودان الأبي - يدعمه لهم ليباع ب 8 جنيهات وشوية، لذلك يصبح لزاماً على كل مواطن سوداني أن يتقدم بوافر شكره وتقديره للسيد وزير المالية العطوف الحنون! • " أدعمه" ! يا راجل إنت بتدفع من جيبك! • ولعل المتابع قد لاحظ اللغة شديدة الترفع التي تحدث بها السيد الوزير، فقد كان يردد " يمكنني أن أفعل كذا وكذا"، " عملت كذا"، " دعمت كذا" وكأنه الحاكم المطلق لكل البلد وليس مجرد وزير في حكومة تضم بجانبه 79 وزيراً آخرين. • في اللقاء الثاني أيضاً قال الوزير الحنون أنهم لن يتهاونوا مع المفسدين وسارقي المال العام مؤكداً أنهم سيرفدونهم، وكمان سيحاسبونهم ويلاحقونهم حتى يضمنوا توفر المال الكافي لسد العجز! • وده طبعاً اعتراف آخر بأنهم لم يكونوا يعيرون حرمة المال العام أدنى اهتمام، ومن يقبل بذلك طوال أكثر من عشرين عاماً، لا أظنه سيحاسب اللصوص بعد ذلك مهما اشتدت الأمور قسوة. • ذكر سعادته أيضاً أنهم خفضوا رواتب الدستوريين بمبادرات من بعض الوزراء.. صدقناااااااااااااااكم! • وبعد أن طمأن وزير ماليتنا العلامة المواطنين بتوفير كافة السلع قال " بعد كل الإجراءات التي يتخذونها إن حدثت ( زنقة) بسيطة فعلى الناس تحملها لأنه من غير المعقول أن تظل الأمور يسيرة على الدوام." • تحيا وتعيش يا سعادة الوزير وده هو الكلام السليم فلابد من مشاركة الحكومة أوقات شدتها مثلما شاركتنا هي استمتاعنا اللا محدود بحياة البذخ والترف منذ العام 89 وحتى اليوم! • هذا الحديث الأخير يؤكد بجلاء ألا فائدة ترجى من مثل هذا الرجل الذي يعيش في برج عاجي متوهماً أن أهل السودان مترفون لهذا الحد الذي يستوجب تحملهم لأي (زنقة) صغيرة قد تحدث. • تطالب السودانيين بتحمل ( الزنقة ) إن حدثت يا سعادة وزير المالية! الله لا جاب (زنقة) يا راجل. • عموماً إن كان هذا وزير ماليتكم فنوموا قفا أخوتي في الوطن المكلوم.