في قري هادئة آمنة مستقرة يأتيها رزقها رغدا" من كل مكان ومن حيث لاتحتسب رزقا" بالتوكل علي الله تعالي والإعتماد علي الذات في فلاحة الأرض والرعي والتجارة لا بالتواكل واللجوء الي المعسكرات والإعتماد علي المنظمات والعيش في حالة طواريء أبدية وتوتر وقلق ودوريات الأممالمتحدة . لآ أقول أن هذه القري عانت المعاناة المرة وذاقت لباس الجوع والعطش بسبب أنها كفرت بأنعم الله ولكن السبب بنيها ( متعلميها ومثقفيها ) الذين تاجروا بالقضية وكونوا العصابات وخاضوا الحرب بحجة التهميش ، فكان ثمن ذلك تعذيب أهلهم الذين هجروا قراهم الأمنة المستقرة وتشتتوا في معسكرات اللجوء وضاعت القيم والمثل والأخلاق الرفيعة بل ضاعت سمات المجتمعات المتماسكة والصفات الأصيلة النبيلة في مجتمع أتسم أهله بالتسامح والجود والكرم بل قامت به أوائل الممالك المسلمة بالسودان ، و كانت قوافلهم المعروفة جيئة وذهابا" الي بيت الله الحرام علامة لهم وكان لسلطانهم (علي دينار) شرف كسوة الكعبة وبناء آبار قرب المدينةالمنورة المسماة حاليا" بآبار علي . فهل يرضي هؤلاء المتعلمون المثقفون عن صنيعهم وفعتلهم التي أضاعت أهلهم وقيمهم وفككت مجتمعاتهم فترملت الأمهات وتيتم الأطفال وضاعت الفتيات ، بل أفرز وجودهم داخل المعسكرات العديد من السلبيات و الآثار السيئة مثل الغارات المسلحة علي بعضهم البعض بدلآ عن العمل العفيف والأعتماد علي الزرق الحلال ، كما تكونت المليشيات وصارت جماعات النهب المسلح تغض مضجع التجار والناس جميعا" حتي قوافل الأغاثة التي خصصت لأغاثتهم تعرضوا لها بالسلب والنهب وحتي المواطن البسيط يتعرض للنهب واذا رفض تسليم ما لديه يعرض نفسه للقتل علنا" وأمام الآخرين دون شفقة أو رحمة . نعم أنهم قبضوا الثمن ؟؟؟؟؟؟ أتدري ما الثمن ؟ هل الثمن هو العيش في رفاهية تامة في الحرير والديباج والعيش الرغد في جنات عرضها فرنسا والنرويج والسويد والنمسا واسرائيل ؟؟؟ أم الثمن حق اللجو السياسي في فراديس انجلترا والمانيا وما شابهها؟ الم يغض مضجهم شكوي جداتهم في معسكر النزوح وهن يتضرعن الي المولي ان يزيح عنهن حالة البؤس وهجير حر المعسكر؟ الم يغض مضجعهم الفتيات اللائي في ريعان الشباب وقد فقدن القيم والأخلاق؟ الم يغض مضجعهم طفل يتيم يتلوي من الجوع وصقيع الشتاء يشتكي نقص الرعاية الأولية؟ الم يغض مضجعهم أرملة ثكلي فقدت العائل ولها ثمانية ايتام يعانون من زيفة خريف دامس الظلام ؟ فالذي دفع الثمن ياهؤلاء هم أقاربكم وأرحامكم فأنتم منهم وهم منكم وأنتم فلذات أكبادهم فهل هذه هي الهدية التي قدمتموها لهم ؟ فأولي الأمر ماقصروا المفاوضات تلو المفاوضات ومازال التعنت و التجبر والحجج الواهية وضياع الوقت والمثل بقول : ( البحنسو ما بشد الحيل والبحرشو مابقاتل ) أما الثمن الذي دفعه هؤلاء البسطاء سيُرد صاعين يوم تُعرض الصحف وتقوم الأمة جمعاء ويوم لاينفع مالٌ ولا بنون الإ من أتي الله بقلب سليم ، فهنالك لاعدل محكمة لآهاي ولا ادعاء أوكامبو و لامبعوث الأممالمتحدة ولا لجو لاسرائيل فالقاضي هو رب العزة جل شأنه فاعتبروا يا أولي الأبصار قبل أن يحشر الناس ضحي؟