لم تبرح مخيلتي وأنا طالبة بالمرحلة المتوسطة حيث كنا نحتفل بعيد الإستقلال المجيد وفي ليلة المسرح قمنا بتقديم فقرة من ضمن عروض المسرح بعنوان (منلوج) حوار بين المتعلمة والأمية قالت المتعلمة في مواجهة الأمية: حبسوكي أهلك في الكُجر حرموكي أهلك في الصغر الهم مصابحك والكدر ولا فسحة ولا ليلة سمر وجاء في وصف الأمية بأنها حبيسة الكُجر وأنها محرومة من الثقافة والمعرفة ( والكُجر وصف للزينة الموجودة داخل منازل الرحل المصنوعة من الشعر في بوادي السودان) وردت الأمية : الكُجر للبنت جنتها ومعقل حشمتها وثوب العفاف زينتها ووصفت المتعلمة بانها ليس لها حياء بقولها ( ياحليل طبع بنات زمان الما بعرفن لوك اللبان) ودارت عجلات الزمن وامتطينا قطار التعليم والذي مر بنا عبر المحطات المختلفة الي أن وصلنا محطة جني ثمار السنين الدراسية ونيل الشهادة الجامعية . وبعدها الي عالم الوظيفة حيث المتعلمات بالإيجابيات والسلبيات ؟؟ عندها تذكرت ذلك الحوار في الزمن السابق وعصفت بي تساؤلات لم أجد لها أجابة عندي ::: لماذا التجاهل المتعمد والمعاملة السيئة والمهينة التي يلقاها المواطن من قبل الموظفة ؟ وقليل اكتراث وتجاهل لمعاناة المواطن ومشاكله وظروفه ؟ والذي يمضي سحابة يومه في طلب الرزق ويلهث للحصول علي ما يسد الرمق وهو البائس والكاظم غيظه. واحيانا" تري الموظفة تلصق الموبايل باذنها تتحدث لفترة طويلة والمواطن واقف منتظر وعندما يسأل تجيب الموظفة بكل إمتعاض بأن غرضك عند فلانة وقد تكون هي الأخري إما في الفطور لساعة طويلة أو لم تحضر حتي الآن وتقول لك iiiii ( انتظر شويه أو تعال بكرة) وعندما تأتي هي الأخري مزينة بكميات تجارية من المساحيق والمراهم واصباغ التجميل –وارد بلاد العجم- المتنافرة دائما" المنفرة من فرط الأستعمال اليومي والتي تكفي لتجيير باب كامل ( نسأل الله السلامة) وتقوم بفحص أوراقك ومن غير إكتراث تأمرك دون أن تنظر اليك ( ادفع الرسوم) . عندها تذكرت قول الأمية آنف الذكر ونبذها وذمها للعادات الدخيلة والتقاليد المستوردة من بلاد العجم والتلقيد الأعمي الذي ساد المجتمع بكامله. الإ من رحم ربي. فالأمية التي داخل الكُجر تعلمت أصول دينها وما يكيفيها من معرفة لتربية أولادها والإيفاء بواجباتها داخل إطار بيتها وهي الجدة والأم والخالة والعمة وقد تخرجت علي أيديهن أجيالا" مثالا" للوعي والسلوك القويم. fodul abjad [[email protected]]