لسان حال اللقاء المفاجئ بين عمر البشير رئيس الجمهورية والصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي ،يقول وشهد شاهدا من أهلها،أن المعارضة قوية شديدة، و بريئة من كل عبارات السخرية التي خرجت من افواه قيادات النظام، التي ملأت الساحة السياسية في الأيام الماضية بضجيج وتبخيس لقيادة المعارضة السودانية، التي تضم أكبر الأحزاب السودانية وزناً جماهيرياً، ووأرثاً تاريخياً في تشكيل الحياة السياسية السودانية بما فيها استقلال السودان، والواقع يقول إن قيادة النظام وصلت إلى قناعة بأن الموعد الذي حدده المهدي لحسم خياراته لن يكن قابلاً للتمديد ، وأن المعارضة التي تضم الأمة والشيوعي والشعبي، والاتحادي والبعثي، والناصري،والعدالة الأصل، والمؤتمر السوداني، وغيرهم من الأحزاب، لن تسجدي النظام في تشكيل الحكومة القومية، وأن جماهير الأنصار وحزب الأمة القومي في إنتظار إشارة المهدي في السادس والعشرين من يناير المقبل ، للانضمام إلى خيار الإطاحة بالنظام خاصة أن لقاء المهدي بأنصاره في الجزيرة أبا أعطى الضوء الأخضر وكان إعلان لجاهزية القواعد لمواجهة النظام ما لم يغيير سياساته، وهاهو النظام بدأ الخطوة الأولى مع أن صدقية الخطوة مازالت محل شك من قبل كافة الأطراف السياسية السودانية، لأن تاريخ النظام في التفاهم السياسي مع المهدي مليئ بالتشوهات ونقض العهود، خاصة أن النظام جعل من اللقاءات مع قادة المعارضة (حبة بندول)، تخفف الصداع الذي تسببه تهديدات المعارضة التي وصلت إلى حد إعلان الإطاحة بالنظام على الطريقة السودانية في أكتوبر وأبريل، ولا نقول الطريقة التونسية التي بهرت كل الشعوب لأننا أصحاب التجربة الأولى. اللقاء بين البشير والمهدي لن يكن (المسكن) لرغبة جماهير حزب الأمة والأنصار، بل والشعب السوداني في التغيير، خاصة أن قيادات المعارضة تواثقت على برنامج واحد وواضح في حال دخول أي حزب من أحزاب تحالف المعارضة مع النظام، لكون التغيير في سياسات بات أمر ضرورياً، ومطلباً شعبياً، لا يحق لقيادة أي حزب أن تساوم فيه، وتخضع للتخدير بوعود كاذبة، كما حدث من قبل في اتفاقيتي (نداء الوطن_والتراضي الوطني) مع حزب الأمة، اتفاقية القاهرة مع أحزاب التجمع، والشرق ،وأبوجا، لأن مسألة التلاعب لكسب الوقت مسألة ماعادت مهضومة ، وسم نقيع صعب تجرعه في هذه المرحلة، لأنه يعني عملياً موت المعارضة ، و ولهذا لابد للنظام أن يتنازل عن نهج كسب المزيد من الوقت على حساب المعارضة، لكون الواقع السياسي اليوم يختلف عن أي واقع سياسي سوداني مضى، واقع مأزوم بالحرب في دارفور، وانقسام وطن، وغلاء معيشي، واحتقان سياسي بسبب غياب الوفاق الوطني في الشمال، واعتقالات سياسية لزعماء المعارضة، وأبناء دارفور، كل هذه التحديات تفرض قسراً على النظام أن يتعامل بجدية بشأن أطروحات قادة المعارضة للخروج من نفق الأزمة، قبل أن ينطلق الشارع باشارة من عواجز تحالف جوبا التي التقى دكتور نافع على نافع واحدا منهم بدعوة من رأس الدولة، والحقيقة اليوم تقول(البشرط دمورية الشعب والمعارضة ممكن يقطعوا حريرو) وتونس عبرة لمن أراد أن يعتبر . جيل اليوم دفع ومازال يدفع فاتورة أخطاء الماضي التي ارتكبتها كل قيادات أحزابنا السودانية التي تخرجنا من الحكومات الديكتاتورية ثم تترك الحبل على القارب، ولا تمضي سنوات وإلا أقحمنا العسكر في ديكتاتورية أخرى النظم العسكرية بسبب التهاون الكبار، ولكيما نقف طويلاً في صفوف دفع فواتير الماضي والحاضر، لابد للنظام، والمعارضة أن يتعاملا بشفافية تامة مع الشعب السوداني، ليس لدينا من الوقت لنضيعه في إنتظار تشكيل لجنة وتنبثق منها لجنة، ثم تضيع نتائج أعمال اللجنة ما بين حرص الحكومة على تهدئة المعارضة مع الحفاظ الكامل على سلطتها، ويأس المعارضة من الجدية في الطرح. (ماديرين نقول قاعدين ليه بعد الانفصال ما تقوموا تروحوا) ولكن نقولوا تواضعوا وأصدقوا لنخرج الشمال من المأزق بعد أن حدد الجنوب مصيره ،أملا في وحدة مستقبلية لوطن يسع الجميع.