رفض الرئيس المصري حسني مبارك الرضوخ لمطالب بتقديم استقالته بعد ان امر قوات ودبابات الجيش بالنزول الى المدن في محاولة لاخماد انفجار لاحتجاجات الشوارع ضد حكمه الذي بدأ قبل 30 عاما. وظل المتظاهرون في الشوارع في الساعات الاولى من صباح السبت بالاضافة الى لصوص. وبدت مناطق بالقاهرة كمنطقة حرب يلفها الدخان ويتناثر فيها الركام ورائحة الغاز المسيل للدموع. وعزل مبارك حكومته ودعا الى اجراء حوار وطني لتفادي الفوضى في اعقاب يوم من الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين الغاضبين من الفقر والحكم الاستبدادي . وقالت مصادر طبية ان 24 شخصا على الاقل قتلوا واصيب اكثر من الف في اشتباكات في القاهرةوالسويس والاسكندرية. وقال مبارك في اول ظهور علني له في التلفزيون الرسمي منذ تفجر الاضطرابات قبل اربعة ايام "ليس باشعال الحرائق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة تتحقق تطلعات مصر وأبناءها وانما تتحقق هذه التطلعات للمستقبل الافضل بالوعي والحوار والاجتهاد من أجل الوطن." وارسلت تلك الاضطرابات غير المسبوقة موجات عبر الشرق الاوسط حيث من المحتمل ان يواجه حكام مستبدون اخرون تحديات وهزت اسواق المال العالمية يوم الجمعة. وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما انه تحدث مع مبارك وحث على "اتخاذ خطوات ملموسة تعزز حقوق الشعب المصري." وسيطر الجيش الذي نشر لاول مرة خلال الاحتجاجات التي بدأت قبل اربعة ايام ميدان التحرير بالقاهرة عند منتصف الليل. وبعد فترة وجيزة من كلمة مبارك عاد المحتجون بالمئات متحدين حظر التجول. وقال محتج "ان الامر لا يتعلق مطلقا بالحكومة. انه انت (مبارك) الذي يجب ان يذهب فما فعلته بالشعب كاف." وسمعت اصوات اطلاق نار في المساء قرب مبنى البرلمان واشتعلت النار في مقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم مضيئة سماء الليل. واضرمت النار في سيارات ومراكز للشرطة. ورأى شاهد من رويترز عصابة من اللصوص تقتحم مصرفا وتحمل خزانة. واشارت تقارير الى ان اكثر من نصف القتلى الذي سقطوا خلال الاشتباكات التي وقعت الجمعة كانوا في مدينة السويس بشرق مصر والتي شهدت معظم الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت خلال الايام الاربعة المنصرمة. ومبارك حليف وثيق منذ فترة طويلة لواشنطن ومستفيد من المساعدات الامريكية ويبرر اسلوب حكمه الاستبدادي جزئيا بالاشارة الى خطر التشدد الاسلامي. ولكن جماعة الاخوان المسلمين المعارضة لم تلعب دورا يذكر على ما يبدو في هذه الاضطرابات. واثارت الاحتجاجات الاطاحة قبل اسبوعين بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد مظاهرات بشأن قضايا مماثلة تتعلق بالفقر والحرية. واندلعت مظاهرات ايضا في اليمن والجزائر والسودان والاردن في الاسابيع الاخيرة. وقال مبارك "ان طريق الاصلاح الذي اخترناه لا رجوع عنه أو ارتداد الى الوراء. سنمضي عليه بخطوات جديدة تؤكد احترامنا لاستقلال القضاء وأحكامه. خطوات جديدة نحو المزيد من الديمقراطية والمزيد من الحرية للمواطنين. خطوات جديدة لمحاصرة البطالة ورفع مستوى المعيشة وتطوير الخدمات وخطوات جديدة للوقوف الى جانب الفقراء ومحدودي الدخل." ودعا اوباما ايضا الحكومة المصرية الى التوقف عن التدخل في حرية الدخول الى الانترنت وخدمة الهاتف المحمول والشبكات الاجتماعية على الانترنت والتي كان يستخدمها المحتجون. وقال اوباما "اود ان اكون واضحا جدا في دعوتي للسلطات المصرية للامتناع عن اي عنف تجاه المحتجين المسالمين." وقال انطوني سكينر المدير المشارك لمؤسسة مابل كروفت للمخاطر السياسية ان "مبارك اثبت انه مازال موجودا الان وانه يحاول ابعاد بعض من قوة العملية عن نفسه بعزل مجلس الوزراء. وهذا يعيد الى الاذهان بشكل ما ما فعله بن علي في تونس قبل الاطاحة به. "سيتعين علينا رؤية طريقة رد الناس على ذلك ولكني لا اعتقد انه سيكون كافيا على الاطلاق." واثارت الاضطرابات في مصر المخاوف بشأن عدم الاستقرار في دول اخرى تخضع لحكم مطلق في الشرق الاوسط كما الحقت اضرارا بأسواق المال العالمية. وتحول المستثمرون الى الدولار واذون الخزانة الامريكية كملاذات امنة في حين تراجعت اسواق الاسهم في انحاء العالم وارتفعت اسعار النفط الخام