بسم الله الرحمن الرحيم هذا بلاغ للناس نعم مصر ليست تونس وتونس ليست مصر حتى وإن كان القاسم المشترك الأعظم بينهما هو معاناة الشعب وخاصة فئة الشباب من غياب العدالة الاجتماعية ؛ كما أنه ليس بين مصر وتونس حدود ولكن بين مصر والسودان حدود وعلاقات أزلية ذات خصوصية وهما دولتا مرور ومصب نهر النيل ؛ أيضاً هناك علاقات تصاهر ودماء تجري في الشرايين . نعم ؛ قد نختلف أحياناً ونتفق أحياناً أخرى كما بين أفراد الأسرة في العائلة الواحدة ؛ ولكن هناك ثوابت وعلاقة عضوية استراتيجية ووفاق واتفاق وإن كان غير مكتوب علينا مراعاته وهو إرثٌ علينا الحفاظ عليه ؛. لذا علينا أن نقرأ تلك الأحداث بموضوعية ؛ فمثلما حدث من جراء تلك الأحداث من انعكاسات سالبة على مصر ؛ فنفس تلك الأحداث أيضاً تحمل انعكاسات وعلينا أن نقرأها بموضوعية على ضوء انفصال جنوب السودان عن شماله بحسب أن السودان بعد الانفصال هو عمق مصر الاستراتيجي ودولة جنوب السودان الجديدة يفترض أنها العمق الاستراتيجي لدولة الجوار الأم جمهورية السودان ؛ كل حدث مؤثر في منظقة لا بد له انعكاسات ؛ فهل يسلم السودان نتيجة أحداث مصر والانتفاضة المطلبية لشباب مصر؟! . دعونا نتحدث بتجرد وننحي العاطفة بعيداً ونتحدث بلغة المصالح ونطرح بعض الاسئلة وهي بمثابة التفكير بصوتٍ عالٍ أو كما الحوار مع النفس: 1. هل ثمة انعكاسات على دول الجوار والاقليم نتيجةً قد تحدث نتيجةً لعوامل داخلية قد تتسبب في إحداث هزة في دولة ما يتهز استقرار نظام الحكم فيها ويتعرض لأخطار محتملة خاصة لو كان في جوارها كيان صهيوني غادر كإسرائيل ؟ 2. هل بلغت الممارسة الديمقراطية في دولنا من التطوروالرشد فتكون قد تحصّنت من أي خوفٌ وتهديد ومن عدم الاستقرار والفوضي السياسية والأمنية والاجتماعية؟ 3. من سيضمن أمن ومقدرات المواطن إذا ما تحرك الشباب رافعاً سقف مظالمه ومطالبه المشروعة فتفقد معقوليتها؟! 4. هل هناك قيادات أخرى سواء حزبية أو ضمن ورموز أنظامه الحكم قادرة ومهيأة لقيادة دولة بحجم مصر.. هل أيمن نور يستطيع قيادة مصر؟! 5. هل إن حدث تطور دراماتيكي سنضمن انتقال السلطة بسلاسة وتلقائية كما في الدول التي لها تاريخ عريق في المارسة ؛ وفيها تتم الانتخابات بحيدة ونزاهة ويتم فيها تداول السلطة وفق نتائج الاقتراع الذي يتم بالارادة الحرة للناخب؟ 6. في غياب ما ذكرنا من معطيات هل ستفرز أي مطالب بتنحي الرئيس فراغ أمني ودستوري وسياسي مما قد يعرض البلاد لهزات اقتصادية تزيد من الطين بلة بعدما حدث من نهبٍ وسب وتخريب للممتلكات العامة والخاصة؟ 7. ما مدى انعكاسات احتمال تنحي القيادة السياسية في مصرعلى الوضع في السودان بعد انفصال جنوبه؟! هل لدينا فريق أزمات يتعامل مع مثل هذه الاحداث المفاجئة؟! 8. هل الأحزاب العربية الموجودة في اقليمنا؛ أحزاب فاعلة أم ديكورية أم ديكورية عفا عبيها الزمن فتجاوزها ؛ هل هناك أحزاب حقيقية جاءت من رحم الشارع ورغبة الجماهير؟! 9. هل يمكن الاعتماد على أحزاب ونخب ورموزالمعارضة العربية التي تستقوى بالاجنبي وتخدم أجندته مؤهلة لقيادة دولة عربية محورية كبرى كمصر؟ 10. هل ما حدث في العراق من فوضي ودمار وتدمير وموت وتهجير فيه من العبر والدروس ما يحفزنا للتفكير بعقلانية و بقبول التدرج بدً من الاصلاح دون التغيير حتى تتتوفر الظروف والمعطيات الموضوعية للتغير الذي يضمن سلامة الوطن ومقدراته عند انتقال السلطة؟! 11. هل في التسرع والحماسة دفع لفوضى غير منظمة تقضي على الأخضر واليابس؟! وهل هذا ما نويد؟! 12. هل للإنتفاضات المطلبية سقف معين وحدود يجب التوقف عندها برشد وعقلانية وعدم التهورحتى لا نرمي بمصيرالأجيال والدولة في أحضان المجهول؟! 13. إذا تنحى رئيس مصرأياً كان؛ في ظروف كالتي يمر بها السودان فماذا نتوقع من انعكاسات حين يحدث فراغ مؤسسة الرئاسة فيها؟! . 14. هل سيغري هذا دولة مثل إسرائيل أو أوغندا من خلف الحدود تنتهز هذا الفراغ فتعمل على إشاعة قلاقل وفوضي في السودان القديم ؟! 15. هل واجه حسني مبارك غضبة الشباب بحكمة؟! هل صبر وتحمل تبعات أخطاء بطانة السوء التي من حوله؟! 16. هل تصور الشباب الغاضب أن ما حدث في تونس قد يتكرر في دولة كبرى كمصر تعداد سكان عاصمتها (14) مليون نسمة تعداد تونس بأكملها الذي لا يتعدى عشرة مليون ونصف المليون نسمة؟!. 17. زين العابدين بن على رجل أمن تدرج في مناصب أمنية مهمتها حراسة وأمن الرئيس بورقيبة فأظهرالولاء والوفاء لرئيسه فعينه بورقيبة قائداً للحرس الرئاسي ؛ ولما حانت له الفرصة قام نفسه بعُزل الحبيب بورقيبة عام 1987 على أساس أنه لم يعد في كامل قواه العقلية . جاء زين العابدين بن علي إلى الحكم وبشر الناس بالحريات والديمقراطية ولكنه أصبح ديكتاتوراً متجبراً وبجدارة ، ونكل عندما بشعبه عندما انتفض الشباب التونسي أثر موت الشاب المتعطل بوعزيزية ؛ كان ذاك حدث موضوعي مفاجيء يقتضي ذات ردة فعل الشباب؛ إذ أن له ولزوجته وعائلتيهما تراكمات من الفساد والتربح والقمع ؛ أما حسني مبارك فهو أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 التي انهزمت فيها اسرائيل ويومذاك كان قائداً للطيران الذي وجه الضربة الجوية القاصمة لإسرائيل ؛ فكان بجدارة أحد أبرز أبطال ورموز نصر أكتوبر التي حررت الأرض العربية المحتلة منذ هزيمة الرابع من حزيران 1967 . كما أنه لم ينقلب على مؤسسة الرئاسة والكل يعلم الظروف الدقيقة التي أدت لتوليه الحكم أثر اغتيال الرئيس السادات اوهو نفسه الذي كان قد عينه نائباً له أي أنه لم يسطو على الحكم فهل يستوي الاثنان؟! 18. كان متاحاً للرئيس مبارك أن يهرب ويترك مصر عالقة في المجهول مثلما الحال التي وصلت إليها تونس من عدم الاستقرار الأمني والفراغ السياسي ؛ ولكن من المجنون الذي يمكن أن يعتقد أن مبارك بطل حرب أكتوبر سيهرب من بين جموع شعبه حتى وإن غضب شعبه عليه؟! 19. ثم ّمن البديل لمبارك الآن؟ هل هو البرادعي؟ أليس هذا البرادعي هو الذي شارك بفعالية بقتل الشعب العراقي؟! ؛ للعلم فمثله لن يتورع من قتل شعب مصر إذا ما كان هناك ثمنٌ مناسب لذلك وليس بالضروري مغري، إن الذي ساهم بقدوم شذاذ الآفاق لينهبوا ثروات الشعب العراقي لن يضيره إذا ما نهبت مصر والسودان معاً.!! 20. هناك أحزاب أرادت أن تحقق مطامعها وتطلعاتها للوصول إلى سدة الحكم عبر استغلال الاحتجاجات المطلبية للشباب والمحق في ؛ وهي لا تملك من مقومات إدارة أحزابها ناهيك عن دولة بحجم مصر.!! أليس في ذلك مقامرة ومغامرة بمستقبل مصر وأجيالها؟! 21. هل تصرّف الرئيس مبارك بحكمة الشيوخ مع ثورة الشباب رغم تأخره في ذلك؟ 22. هل يمكن الاعتماد دائماً على أهل الولاء الذين هم أول من يفر ؛ وهم أول من خان ثقته وتخلى عنه في أصعب الظروف ؟ هل كانت تلك البطانة تنقلون إليه صوراً مضللة ؟! هل تجاهل الرئيس بعض الرموز الفكرية والوطنية التي لو كان قد استعان بها أو طلب منها المشورة و النصح أم أنه مارس الاقصاء؟! 23. هل الحلول الأمنية دائماً هي الحل الناجع لتأمين النظم الحاكمة؟! هل احتقار أحكام القضاء يعكس احترام الدولة لقضائها واحترامها لأحكامه هو تعزيز لسيادة القانون؟! 24. لماذا لا تؤمِّن الأنظمة الحاكمة نفسها وتعزز شرعيتها بالديمقراطية الحقة والتداول السلمي للسلطة والاعتراف بالرأي والرأي الآخر وتكفل وتضمن الحريات العامة بجميع أشكالها؟! 25. لماذا تجز الأنظمة من إدارة الحوار بين مكونات شعوبها؟! 26. لماذا تلجأ الأنظمة لتزوير الانتخابات وتحط من قدر نفسها وهيبتها أمام شعوبها؟ أهي رغبة جامحة في الحصول على أعلى نسبة تعكس تأييد الشارع لها؟!. أم أن بطانة السوء هي من ترتب وتنظم دون علمه ؟! هل بهكذا فعلٌ مشين تعكس مدى الولاء لمؤسسة الرئاسة؟! 27. أليس لمؤسسة الرئاسة مصادر معلومات أخرى موازية تستطلع الرأي العام وحقيقة معاناة الشارع أم أنها منصمة تماماً وفي غيبوبة عما يجري حولها؟ إن لم يكن هذا وارد فهل هذا فيه من العنت والتصلب والاصرار على الخطأ؟! 28. لماذا لا تعتمد مثل هذه الأنظمة على شعوبها وتفضل أن تعتمد على القمع الأمني ورهن سيادة البلاد للأجنبي لتستقوي به ليحميها ؟! هل اتعظت هذه الرموز من مما آلت إليه رموز مثل نورييجا وشاه إيران وماركوس وارستيد وبن علي ؛ فتخلى عنهم أصدقاء الأمس وزقد كانت خادمتهم المطيعة ومنفذة أجندتهم. 29. ما هوالثمن الذي يمكن أن يقابل أو يساوي أو يعوض الكرامة والسيادة الوطنية وعزة الأمة ؟! ومهما كان المقابل هل يستحق ممالاة الغرب واسرائيل وتنفيذ أجندتهما حتى لو تم التضحية بمقدرات الأمة وعزتها وسيادتها الوطنية؟! يتبع.... Dr. Abubakr .Y. Ibrahim (Bsc Mech.Eng.,MBA ,PhD HR) abubakr ibrahim [[email protected]]