القول المعروف ان الشجرة المثمرة هي التي تُرمي بالحجارة قول صحيح وحقيقي فليس من العبث ان يأتي أحدهم بحجر سوى ان يكون طامعاً أكل ثمرتها أو حملها لغيره ليأكلها ، وقد يقول قائل ربما يرمي أحدهم شجرة ثم يجد الثمرة جافة نرد بقولنا عندما رماها كان يظن أنها مثمرة فطمع فيها ثم اكتشف الحقيقة قد يقول قائل آخر ان هناك من ياستهويهم رمي الحجارة دون تفكير في الثمرة أو حتى رؤيتها أصلاً . نقول هؤلاء لا لوم ولا عتب عليهم فلديهم زمن فائض لا يدرون ماذا يفعلون فيه ليرموا كما يشاءون ، ولكن حتماً سوف يعود لهم حجراً مما يرمون لأنهم أثناء الرمي يكونون مشغولين بالتفكير في أشياء أخرى لا بد أن نذكر أن هنالك فئة رابعة ممن يرمون الحجارة وهؤلاء المجانين وأصحاب العاهات النفسية شفاهم الله وعافاهم فليس لهم ذنب ولكن يجب أن نسعى في علاجهم فلكل داء دواء ، أقول أيتها الشجرة عليك بالصبر فمن قذفك لينال ثمرك أعطيه دون من ومن رماك معتقداً أن ثمرك يانع وتفاجأ بجفافه فأثمري له غيره ومن رماك بحجر قضاء لوقت فسوف يأتي يوماً ليبحث عن ظل ولا يجد غير ظلك أما المجنون وذو العاهة فعند دخوله مكان الاستشفاء والعلاج سيجدك في فنائه يحتمي بك من عتمه الغرف وملل السرر ورائحة الدواء فيستنشق نسيمك الصافي .. أما من أتى بفأسه واجتثاك سوف يجد ساقك مغروساً داخل الأرض ممتداً بجذوره إلى الأعماق حتى أن أقام عليك ترسانة من اسمنت وأقام فيك المباني سوف يأتي يوماً ما ويطل عرقك مرة أخرى ويكبر ساقك فتحمل أوراقاً وثمراً وزهراً. نصيحتي أيتها الشجرة أن لا تذبلي وحدك نصيحتي لمن يقوم يسقياك ورعايتك ان يستمر في الري والاعتناء بك . قدمت لكي نصيحتي عزيزتي الشجرة لأنني أريد أن أستظل بظلك وأقطف ثمرك والتهمة وأتنفس هوائك النقي ولكن برضاك فأجمعي كل الحجارة التي ترمي بك وأبني بها سوراً مانعاً حولك فالكل يريدك باسقة مخضرة ظليلة فلا تحرمي أحد أرجوك..