• من حق المرء أن يتساءل عن الطريقة التي نالت بها قناة قوون ( الرياضية) حقوق نقل مباريات الدوري الممتاز للخمس سنوات القادمة. • فقد تقدمت للحصول على هذا الحق العديد من القنوات الفضائية مثل الجزيرة والشروق. • وكلنا نعلم أن كليهما مؤهلتان أكثر من قوون لنقل مباريات الدوري الممتاز. • الشروق رغم أنها قناة غير متخصصة في الرياضة، إلا أنها تحظى باحترام المشاهد نظراً للإمكانيات الكبيرة والأموال الضخمة التي خصصت لها منذ انطلاقتها. • أما الجزيرة فلا تحتاج منا لحديث بحكم تخصصها وتعدد قنواتها الرياضية. • المقارنة إذاً لم تكن واردة منذ لحظة تقديم الطلبات لنيل حقوق بث الدوري الممتاز. • لكننا فوجئنا بالأمس بخبر مفاده أن الاتحاد منح هذا الحق الحصري لقناة قوون. • بالطبع نسعد كسودانيين بأن تنافس إحدى قنواتنا المحلية أي قناة أخرى. • لكن هذه السعادة لا تكتمل إلا حين تكون القناة المعنية مؤهلة فنياً وإدارياً وتقنياً لهذه المنافسة. • والشاهد أن قناة قوون نفسها تعمل كوكيل لبيع بطاقات قناة الجزيرة، وهذا معناه أنها تحصل على هامش ربح ضئيل من بيع هذه البطاقات للقناة الأكبر. • فكيف يستقيم عقلاً أن تنافس قوون القناة التي تسوق لها بطاقاتها؟ ! • يبدو أن هناك أموراً غير التي نفهما كانت سبباً في اختيار قناة قوون. • فالخبر الذي أشار إلى فوزها بهذا الحق يجعلنا نتساءل. • حيث جاء في الخبر ما يلي: " كانت اللجنة الرباعية المكونة من الضباط الأربعة لاتحاد الكرة بقيادة رئيس الاتحاد ونائبه والأمين العام وأمين المال قد عقدت اجتماعاً نظرت فيه للطلبات المقدمة وقامت باختيار قناة قوون الفضائية بعد منافسة مع عدة فضائيات وقنوات أخرى.. وتم بعد الاجتماع إخطار قناة قوون ووافقت على شروط العقد وتفاصيله.." • ما سبق يطرح عدة تساؤلات أولها: على أساس تم هذا الاختيار؟ وهل هي مناقصة يكون الفائز فيها من يتقدم بعرض أفضل ومن يملك القدرة والمؤهلات الفنية التي تمكنه من أداء العمل المطلوب بأفضل صورة، أم هو أمر يتعلق برغبة الضباط الأربعة ودرجة قربهم من أصحاب هذه القناة أو تلك؟! • شخصياً لا يمكنني أن اقتنع بأن قناة قوون قادرة على منافسة قناة الجزيرة ذات الإمكانيات الكبيرة التي مكنتها من التفوق على معظم القنوات الفضائية العالمية في مختلف مجالات العمل الإعلامي المرئي. • ولا أدرى ماذا ستفعل قناة قوون عندما تلعب مباراتان في يوم واحد. • وحتى المباراة الواحدة نعلم أنهم سينقلون جزءً منها بعد الاعتذار عن ما فات المشاهدين منها بسبب " عدم وصول الصورة من المصدر". • وطبعاً ستتحفنا القناة بأستوديو تحليلي لا يختلف كثيراً عن جلسات الشباب تحت ظلال الأشجار. • بالنسبة لي لا يعدو الأمر أن يكون شغل علاقات عامة لا علاقة له بالمصلحة العامة أو الحرص على المشاهد وما يجب أن يحصل عليه من خدمة جيدة. • فقناة قوون تعاني من الكثير من المشاكل بدءً من مفاهيم الإدارة البالية، مروراً بانعدام الاحترافية في تقديم الخدمة الإعلامية وانتهاءً بالضعف الفني الذي لا تخطئه العين. • أشك تماماً في أن المصلحة العامة شكلت هماً لهؤلاء الضباط الأربعة حين جلسوا لتباحث هذا الأمر، وإلا لما وجدوا عرضاً أفضل مما تقدمه الجزيرة في مثل هذه المناقصات.. هذا إن كانت هناك مناقصة أصلاً! • وبالطبع يزداد شكي في حرصهم على تزويد المشاهدين بخدمة تلفزيونية متكاملة ومتميزة، وإلا لما وقع اختيارهم على قناة قوون التي لا تملك الإمكانيات الفنية التي تمكنها من نقل المباريات بالصورة المثلى على حساب فضائية لديها عشر قنوات متخصصة في الرياضة. • وأرجو ألا يُفهم حديثي هذا بأنه معاداة لقناة قوون، فكاتب هذه السطور ليس لديه قناة منافسة ولا تربطه أي علاقة بالجزيرة أو غيرها من القنوات لا من قريب ولا من بعيد. • لكننا ننشد المصلحة العامة ونرى أن مثل هذه المجاملات هي التي توردنا الهلاك في كافة المجالات. • مثل هذه المجاملات هي التي جعلت أزياء منتخبنا مخجلة للدرجة التي اضطرت طبيب المنتخب إلى تثبيت رقم قميص مصعب عمر خلال إحدى المباريات بلصقة بعد أن طلب منه الحكم تغيير القميص. • ومثل هذه المجاملات هي التي دفعتهم لأن يصروا على وجوه محددة في الجهاز الفني للمنتخب رغم عدم تمتع بعضهم بأي إمكانيات فنية تؤهلهم للعب مثل هذا الدور. • ومثل هذه المجاملات هي التي فتحت المجال للاعبي المنتخب في الكثير من المناسبات للتهاون في المحافظة على انضباطهم خلال المعسكرات. • ومثل هذه المجاملات هي التي تعيق تقدمنا كسودانيين وتمنعنا من اللحاق بركب الشعوب المتقدمة.