هل يوم ما أحسست بهذا الإحساس والناس حولك يرددون ياريس ,يا مدير , يا سعادتك , يا زعيم ... الخ أحاسيس كثيرة قد تغمر الإنسان وهو في موقع مسؤولية في الدولة أو المؤسسة أو أي مكان ما. هذا الإحساس طبيعي ومبرر للفطرة والطبيعة البشرية , ولأكن أن تسمع من حولك وأنت في موقع الرئيس أو المسئول الكبير ومعظم الناس يهتفون بعدم رغبتهم في أن تكون في قيادتهم, فهذا إحساس مغاير, لم يستطيع احد أن يحسه أو يفسره إلا بعض القادة العرب. الفطرة البشرية جعلت من الإنسان حرا بطبيعته ومتمردا على القوانين الوضعية واحترام القوانين السماوية. ويستطيع الإنسان أن يتحمل الكثير من الأشياء التي قد تبدو غريبة عند البعض, فيقال إن فلان صبور وفلان واسع البال , ولأكن في بعض الأحيان عندما يصل الإنسان إلى مرحلة من اليائس فيثور ثورة لم تكن يتوقعها اقرب الناس إليه. الشعوب العربية ملت وسئمت الحياة السياسية الطويلة للحكام العرب, عشرون عاما, وثلاثون, وأربعون عام في بعض البلدان, والله اعلم إلى متى تكون حياة الحاكم السياسية واحسبها قريب. نعم سئم الناس الحياة الروتينية وحياة الخوف والخذلان, والأنظمة البوليسية التي تجسم على صدورهم فتراهم يدججون الشرطة وقوات الأمن بالهراوات والسياط والغاز المسيل للدموع لتحمى أنظمتهم التي ملت منها شعوبهم. الشرطة في خدمة الشعب نعم هذه المقولة عرفناها منذ وعينا في هذه الدنيا الشرطة تسهر لحراسة ممتلكات هذه الشعوب وأمنها وتسعى دوما إلى سلامة الوطن والمواطن, ولأكن حسب ما نراه اليوم هذه الشرطة تقوم بقمع الشعوب بالضرب بالسياط والعصي والغاز المسيل للدموع وبالذخيرة الحية وفي بعض الأحيان كما في ليبيا. ولا احد يدرى هل هي شرطة أم قوات الأمن أو اللجان الشعبية أم هي قوات مرتزقة استعان بها النظام على الشعب الليبي الأعزل؟ وسأل الدم الليبي على أرض ليبيا الطاهرة بعد قذفه بالطائرات والأسلحة التي تتقاتل بها الجيوش, وليس بشر عزل يهتفون ويعبرون عن رأيهم في ما يدعى انه مصلح الأمة وزعيم زمانه. وحال المظاهرات التي حدثت في مصر ليس ببعيدة عن بال احد.الشرطة المصرية قمعت الشعب بكل ما تحمله الكلمة من معنى حتى قتلت من هو اعزل من غير سلاح. ولكن إرادة الشعوب دوما أقوى من الطغيان والجبروت والتسلط , وأثبتت ذلك الأيام على مر العصور والتاريخ. فالشرطة المصرية خير دليل وبرهان حمت النظام إلى أخر لحظة وذهب النظام الذي تحميه إلى مذبلة التاريخ. وخرجوا هم يبكون من فعلتهم و أعمالهم الشنيعة التي ارتكبوها في حق الشعب المصري . نعم خرجوا في مظاهرات ينددون بمحاسبة إداراتهم وقياداتهم ندموا وحيث لا ينفع الندم , وسالت دموعهم ولأكن لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب, نعم لقد فهمت الشعوب العربية إنكم مجبرون في بعض الأحيان وأحيان كثيرة ,ولأكن يستطيع الإنسان أن يتمرد على كل شي مطلقا عدا القوانين السماوية وليتكم تمردتم وحفظتم دموعكم وماء وجهكم مع شعوبكم. ماد فعنى إلى كتابة هذا المقال هو ما شاهدته من الشرطة السودانية أيضا وهى تقمع المتظاهرين , وتضرب بالعصي والهراوات وليتهم اقتصروا بفعلهم على الشباب بل حتى المسنين. ومن يرفع يده على شيخ مسن ؟ إن من يرفع يده على شيخ مسن يستطيع أن يرفع يده على أبيه والعياذ بالله. مناشدتي لكم كونوا دوما مع الحق وشعبكم ومع ضمائركم الحية, وقول الحق أوقفوا معه مهما كلفكم الأمر . إن الأنظمة ذاهبة والشعوب باقية تحفظ لكم مواقفكم وبطولاتكم . وثوراتي الشعب السوداني في أكتوبر وابريل اجعلوهن نصب أعينكم . التحية لكل وطني غيور يحمل هم الوطن ومستقبلة و والعار والشنار لكل من باع ضميره بدريهمات لم يغنينه من جوع ولا حر, وعاشت الشعوب تستلهم الحرية وتصنع المستحيل وتذهب بالطغاة وأنظمتهم إلى مذبلة التاريخ. اللهم أشهد أنى قد بلغت. إبراهيم عبد الله احمد أبكر تبوك- جامعة تبوك المملكة العربية السعودية [email protected]