بسم الله الرحمن الرحيم التغيير:هذه الكلمة التي اضحت اليوم إكسير الحياة عند كل شعوب المنطقة الاسلامية والعربية فما تجلس في مجلس أو تشاهد أو تسمع أو تقرأ خبراً الا ووجدتها قد تربعت على عرش الحديث. فبدأت تونس ثم تبعتها مصرولا تزال ليبيا واليمن تتنازعان رمانة الميزان،وسُميت بثورات ولكنها في الحقيقة غير ذلك فالثورة حين تأتي يكون نتاجها تغييراً شاملاً اما ما حدث في تونس ومصر فهو في الحقيقة انتفاضة فقط وليست ثورة إذ ان المحصلة كانت عبارة عن قطع رأس جبل الجليد(الرئيس)اما بقية الجبل فلا يزال موجوداً في مفاصل الحياة،والدليل على ذلك لا تزال التظاهرات متواصلة الى الان بتونس ولا يزال ميدان التحرير يستقبل الافواج ،والرؤية الى الآن غير واضحة حتى لأهل الشأن والفهم السياسي لقد ذهب الحمار بأم عمرٍ **** فلا عادت ولا عاد الحمار فالذي يتحدث عن الثورة:فأي ثورة قبل قيامها لابد من ان يكون أصحابها قد أعدوا فكرهم وبرنامجهم حتى لا يكون التعاطي بمفهوم(رزق اليوم باليوم) فهل ما حدث بتونس و مصر ثورة؟!! ودليل آخر انه ليست هناك قيادات واضحة تتبنى هذا الأمر،وانما ما يجمع المشهد عبارة عن أطر هلامية ليست واضحة المعالم. وليس من شرط الثورة في مفهوم الذين يعلمون ان تكون مصحوبة برعد وبرق،ولكن يمكن ان تحدث دون اي اضواء كثيفة :مثل ما حدث في تركيا منذ عهد الراحل نجم الدين اربكان وحتى العهد الحالي لحامل مشعل الاسلام رجب طيب اردوغان.فقد كانت ثورتهم عبارة عن اعادة صياغة المجتمع التركي من علمانية اتاتورك الى الاسلام بكل لطف ولين، فكان لهم ما ارادوا رغم تسلط المؤسسة العسكرية الواضح بيد ان الاحتكام كان لصوت الشعب عبر الانتخابات( فبالله عليكم هل يعرف شبابنا هؤلاء الرجال ام ان قاصر معرفتهم بتركيا هي مهند ونور؟!). فالدعوة للتغيير تبدأ من علاقة الانسان بربه إذ الواجب على كل منا ان يغير من المعصية الى الطاعة ومن الانا الى روح الجماعة ومن التعلق بالدنيا الى حسن الصلة بالدار الآخرة،فحينها تكون قد تخلصت من كل الطواغيت التي تجثم على قلبك من الهوى وجنود ابليس (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم). فثورة كهذه تحتاج الى برنامج عامل واضح ومدروس يجعل فيه كل منا قيمة لهذا الدين نصاً وتطبيقاً فيا لائمي دعني اغالي بقيمتي **** فقيمة كل الناس ما يحسنونه فبدلاً من الانتساب والفرح بشباب الفيس بوك يكون الفخر كل الفخر حين نقول:شباب الاسلام عوداً على بدء:ان الشعوب الاسلامية والعربية حكاماً ومحكومين يحتاجون جميعاً لوقفة صادقة ومراجعة فيها الشفافية الكاملة بجعل الاسلام شعارهم ودثارهم،اما غير هذا فلا معنى للتغيير. محمد يوسف ابراهيم العركي شيكان للتأمين/ادارة النظم والمعلومات 1/3/2011