بسم الله الرحمن الرحيم اردوغان تعني بالتركية الفتى الشجاع،وليس مقامنا هنا معنى الكلمة وانما كما يقول بعض اهل العلم (لكل من اسمه نصيب) ولعل رجب طيب اردوغان قد نال نصيباً وافراً من المعنى. ما دفعني لكتابة هذا المقال هو انعقاد شورى المؤتمر الوطني،والتي سبقها حديث حول عدم ترشيح المشير البشير للرئاسة مرة أخرى. وأعود من بعيد لكي تكون معالم الصورة واضحة: حيث ان رئيس وزراء تركيا الحالي ومنذ ان كان شاباً كان صاحب قضية واضحة وهي المجتمع.ولك ان تعلم ان تركيا بعد سقوط الخلافة العثمانية قد تبنت الاتجاه العلماني وأطرت لكل شئون الحياة فيها على هذا المبدأ،فكيف يكون التغيير أذن؟! انضم اردوغان في بداية حياته السياسية الى حزب الرفاة الاسلامي بقيادة الراحل نجم الدين اربكان،وسطع نجمه الى ان تم انتخابة عمدة لاسطنبول اكبر المدن التركية،وقرأ الخارطة جيداً فكان قريباً من المجتمع وبدأ خطوات اسلمة الحياة تطبيقاً وليس قولاً ودون ضجيج ،وبدأ يجني ثمار ما زرعه بيد ان العسكر في تركيا لم تركوه وحاله فتآمروا عليه وسجن لخمسة اشهر.فازدادت شعبيته وتم حل حزب الرفاة. اسس نجم الدين اربكان حزب آخر هو حزب الفضيلة،وهنا برز اردوغان في دعوة اصلاح للحزب وحدثت بعض المناوشات وخرج اردوغان من حزب الفضيلة بكل ادب وأسس حزب العدالة والتنمية،والذي اكتسح الانتخابات مما مكنه من تشكيل الحكومة بمفرده،وحينها منع اردوغان من ممارسة العمل السياسي بقرار من احدى المحاكم ،ليتقدم رفيقه عبدالله غل لرئاسة الوزراء. وبعد عودته للعمل السياسي وفي بادرة ندر ان توجد تنازل عبدالله غل من رئاسة الوزراء لرجب طيب اردوغان،والذي ما يزال مواصلاً مسيرته ويعتبر الآن هو القائد الملهم الذي تتطوي عليه الكثير مما يحتاجه اهل الاسلام. ثم ما علاقة هذا بشورى المؤتمر الوطني: اولاً:لابد من العودة للمجتمع واقعاً وليس شعارات،وعودة البرامج التربوية التي تصوغ المجتمع نحو مراقي العز والفخاروذلك بعد ان اصابته بعض شظايا اتفاقية نيفاشا من مظاهر لا ترضي احد. ثانياً:اتصال القمة بالجماهير وهو موجود عند الرئيس البشير،وهذا مما يصعب موقف القادم الجديد.فعليه لابد ان يتم التمهيد لهذا الامر لان المقارنة سوف تحدث رضي الناس ام لم يرضوا؟! ثالثاً:احترام القيادات لبعضها البعض:فلم نسمع ان اردوغان قد قال كلمة في حق شيخه الراحل اربكان والعكس كذلك،لان التاريخ يسجل كل المشاهد رابعاً:وضوح البرنامج للمرحلة القادمة ومتابعة تنفيذه وان يمس الهموم اليومية للمواطن(وهذه بدأ العمل فيها ولكنها تحتاج لجهد عظيم خاصة في الزيادة اليومية للاسعار) خامساً:التحول من الشورى ككلمة الى معنى ،وليس ان يبصم الاعضاء فقط واتساع صدر القيادة للاستماع لمختلف الاراء سادساً:الثورات التي قامت في العالم العربي لم يكن للاحزاب اي دور فيها ولكنها ثورة المجتمع،فعلى المؤتمر الوطني ان يقدم برامج يحس بها اي مواطن وترضى مختلف الاتجاهات الفكرية ،والا فالشعب السوداني هو معلم الشعوب.والصمت لا يعني دوماً علامة الرضا. هذه بعض الاضاءات العامة حول انعقاد شورى الوطني وكيفية الاستفادة من التجربة التركية الرائدة في هذا المجال. محمد يوسف العركي شيكان للتأمين mohammed alaraki [[email protected]]