"يرى الكثيرون أن حديث الرئيس الأخير في حاضرة شمال كردفان مؤشر ايجابي نحو تحول حقيقي في شكل الحكم بالولايات التي عانى فيها المواطنون كثيراً بسبب الترهل الكبير في أجهزة الحكم والإنفاق غير المرشد للمال العام الذي ظل يذهب جزء مقدر منه ناحية مخصصات الدستوريين والتشريعيين و يصرف القليل منه على التنمية". و لعل حكومة الولاية قد استوعبت هذا المؤشر ولذلك سارعت لعقد مؤتمر شورى المؤتمر الوطني في يوم السبت 5/3/2011 و قد حضره لفيف من قيادات الحزب من المركز جاءوا خصيصاً لهذه المناسبة على رأسهم الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر و السيد الفاضل الحاج سليمان رئيس مجلس الشورى و عضو البرلمان و غيرهم كثر. وحسب علمي فقد اتسم اللقاء بشي من الوضوح و المكاشفة و الشفافية بين السيد الوالي، ورئيس الحزب بالولاية، و أعضاء المجلس وقد تناول اللقاء أموراً حساسة منها تعدد المناصب و الفساد و الحكم المحلي بالولاية. في رأي أن مجرد عقد مثل هذا اللقاء يعد ممارسة ديمقراطية مطلوبة في هذا الظرف الحرج الذي تمر به البلاد حيث تعالت الأصوات التي تنادي بالتغيير على كافة المستويات و في كل المنابر. و لكننا نريد أن تترجم هذه اللقاءات و تلك الصراحة إلى أفعال ملموسة يستفيد منها المواطن في شكل خدمات في مجالات التعليم و الصحة و التنمية. إن ولاية شمال كردفان و على الرغم من كثافتها السكانية حسب التعداد السكاني الأخير لم تنل من مشاريع التنمية إلا الوعود التي ظلت حبراً على ورق حتى هذه اللحظة؛ فمشكلة مياه الأبيض ظلت تراوح مكانها، و طريق أم درمان-بارا لم يبدأ تنفيذه بعد، و المستشفى المرجعي المزمع إقامته في الأبيض لا نعرف من أين ولا كيف يمول، و التعليم قد تدنى لمستوى غير مسبوق نظراً لعدم وجود تعليم داخلي و عجز المواطنين عن سداد الرسوم الدراسية لأبنائهم. ومع هذا تشهد الولاية توسعاً غير مبرر في إنشاء المحليات أرهق ميزانية الولاية التي تعاني من الفقر أصلاً. لقد ذكر الوالي أن حكومته قد استردت مبلغ 7 مليار جنيه من الأموال التي نهبت بسبب التلاعب في أراضي الولاية و تبقى مبلغ مماثل لم يسترد بعد! سيادة الوالي نحن نشكرك على هذه الخطوة الجريئة و نتمنى أن تحول هذه المبالغ لصالح الخدمات لأنها خارج الميزانية و يمكن الاستفادة منها دون الرجوع إلى المركز. وبما أن اللقاء قد تحدث عن تعدد " الجلابيب" فليتك تسعى لكي يلبس كل مسئول تنفيذي جلباباً واحداً حتى تتيح فرصة التدريب لشبابنا الذين نتمنى أن يكونوا قادة المستقبل وليبدأ التغيير من داخل المجلس و يعم بقية الأجهزة و الهيئات. و نظراً لأهمية الثقافة ليتنا نسمع عن أي منشط أو فعالية ثقافية تتبناها حكومة الولاية الموقرة. ألم تشاهدوا ما يجري في البحر الأحمر وولاية نهر النيل اللتان عرضتا تراثهما و ثقافتهما مقرونة بتشجيع السياحة و الاستثمار؟ نتمنى أن تحتل هذه الولاية المكان الذي يليق بها بين ولايات السودان تنموياً و ثقافياً و ليبدأ التغيير من شمال كردفان.