• التقدم بثلاثة أهداف دون أن تهتز الشباك داخل ملعبنا يطمئن النفوس ويزرع الفرح.
• مباراة الأمس تحديداً لم تكن تحتمل اهتزاز شباك الهلال بأي هدف لأن الخصم أظهر عناداً وخطورة لا تخطئهما العين.
• نحمد الله أن الدقائق ما بين الخامسة والسبعين والسادسة والثمانين قد مرت بسلام ولم يتمكن الضيوف خلالها من تسجيل هدف كان من الممكن أن يربك الحسابات تماماً ويضع أمر تأهل الهلال للمرحلة القادمة على كف عفرتين وليس عفريت واحد.
• ولا أدري حتى اللحظة ما الذي دفع لاعبي الهلال للتراجع والاستهتار بتلك الصورة خلال الدقائق المذكورة ليُملكوا لاعبي كالا زمام المبادرة رغم تأخرهم بثلاثة أهداف نظيفة.
• الأمر لم يكن تراجعاً في اللياقة البدنية كما قال البعض، بل هو الاستهتار لا غيره.
• ونرجو أن يكون الجهاز الفني قد انتبه لذلك جيداً.
• قدم الهلال مباراة جميلة وطيبة، رغم أن مهاجميه تباروا في حرق أعصاب المناصرين خاصة في الشوط الأول.
• فقد أهدروا فرصاً لا تضيع.
• ومثلما أنقذ العجب المريخ أمس الأول، فقد لعب كاريكا دوراً رائعاً في إنقاذ فريقه بتسجيل هدفين ولا أروع.
• منذ دخوله بدا كاريكا عازماً على فعل شيء.
• اجتهد وثابر وكان له ما أراد.
• بعد الهدف الأول الذي جاء في أعقاب مخاض عسير هاتفني صديقي ياسر عبد المنعم قائلاً " صاحبنا خذلنا" وقد قال صاحبنا لأنه مثلي تماماً لا يشعر بالراحة عندما يجد أسامة التعاون ضمن تشكيلة الهلال.
• فقلت له " لكن يا أخي باص البرنس ده لو وصلني وأنا على هذا الكرسي لسجلت منه هدفاً".
• فقد كانت التمريرة رائعة و ( مقشرة).
• لكن ذلك لا يقلل من تصويبة التعاون فقد عالج الكرة بطريقة جيدة.
• تقدم خطوة للأمام بجرأة ثم هدف بمقدمة الحذاء بكل قوة بين أقدام حارس المرمى وربما أنها المنطقة الوحيدة التي كانت أضمن من غيرها من زوايا المرمى في تلك اللحظة.
• التمريرة كانت رائعة نعم.. لكن يجب ألا نظلم الفتى حيث كان من الممكن أن يضيعها مثلما أضاع آخرون فرصاً لا تضيع كما أسلفت.
• سادومبا بمفرده أضاع أربعة أهداف مضمونة.
• ليس هناك مشكلة في أن تضيع من أي مهاجم فرصة أو فرصتين أو حتى ثلاث سوانح.
• لكن المشكلة أن سادومبا يضيع الفرص بغباء واضح.
• فعكسية بشة التي عالجها رأسية ما كان من الممكن أن تلج الشباك.
• وقد قال المعلق الرشيد بدوي عبيد أن مدافع كالا حرمنا من هدف عندما شتتها بصدره، والصحيح أن سادومبا هو من حرمنا من الهدف وليس المدافع.
• فالعكسية كانت عالية بعض الشيء وسادومبا الذي لم يكن قريباً من مرمى وقف فيه الحارس ومدافعان أو أكثر اضطر لأن يحنى رأسه للوراء ويلعب الرأسية، ومعروف أن أي رأسية تُنفذ بهذا الشكل ستصل المرمى ضعيفة ومن السهل تشتيتها.
• ولو أن سادومبا روض الكرة بصدره وصوب بكل قوة في المرمى لما استطاع كل من كانوا تحت العارضة أن يفعلوا تجاهها شيئاً.
• والكرة الثانية التي حاول لعبها بين أقدام الحارس أيضاً ما كان له أن يلعبها بذلك الضعف الواضح في وجود الحارس ومدافع آخر وراءه.
• نخلص من ذلك إلى أن هذا المهاجم لا يُعمل عقله ، ونراه يصوب أحياناً دون أن يلعب على المضمون.
• وبما أن الفرص في مثل هذه المباريات القوية غالباً ما تكون نادرة فمن أوجب واجبات أي مهاجم محترف يلعب بناد كبير أن يلعب على المضمون ويحاول أن يقلل بقدر المستطاع من احتمالات التضييع.
• وفي ختام هذه الجزئية أقول أن العتب ليس عليه، بل على المدرب ميشو، فليس هناك سبباً واحداً يدفعه لإشراك سادومبا وفليكس معاً في وجود مهاجمين آخرين.
• ولا أدرى بأي وجه كان ميشو سيواجه جمهور الهلال وما الذي كان بوسعه أن يقوله لو أن كاريكا الذي أشركه في الشوط الثاني لم يكن في يومه!
• اللعب بالنار غير مطلوب في مثل هذه المباريات التي تحسم بخروج المهزوم من مجموع اللقاءين يا ميشو.
• أطربتنا يا كاريكا وأسعدتنا وأنقذت مدربك من لعنات كانت ستصيبه.
• عيب كاريكا الوحيد أنه يؤدي بهذا الشكل الرائع ويسجل أهدافاً تؤكد على قدراته كمهاجم مهاب، ثم يدخل في بيات شتوي لا ندري أسبابه.
• وأرجو أن يعزز هدفا الأمس، خاصة الثاني من ثقة هذا النجم بنفسه ويدفعانه لمزيد من التجويد.
• الهدف الثاني حكى قصة مهاجم مهاب لا يهاب.
• فقد موهت وتقدمت وسط مدافعين بكل مهارة وسددت بكل قوة وتركيز في سقف المرمى.
• رأيي ورأي المختصين كمان أن المهاجم ( البمشي لي قدام وكأنه يقول للمدافعين أنا جيتكم) هو المهاجم الحقيقي.
• الاختراق الواضح الصريح يكون حلاً في مثل هذه الظروف التي يتكتل فيها المدافعون أمام مرماهم.
• فبعد هذه القدرة العجيبة ما الذي يجعل كاريكا يتكاسل في بعض المباريات ويصوم عن التسجيل؟!
• وفي الجانب الآخر يغتاظ كل من يفهم في أساليب أداء لاعبي المقدمة من المهاجم الذي يتسلم الكرة وهو بالقرب من المرمى ثم ( يجنح ) بها وهو أمر يكثر منه سادومبا رغم سرعته الكبيرة.
• فوز الهلال المفرح كوم .. وتحليل قناة قوون كوم آخر.
• فقد حدثونا عن مفاجأة وإذا بهم يستضيفون في الأستديو التحليلي المدرب أحمد عبد الله.
• الغريب أننا طالعنا قبل أيام في صحيفة قوون أنها ( استبقت الجميع واستقبلت أحمد عبد الله عند وصوله لمنزلة بالمزاد).. إذاً لم يكن حضوره للأستوديو التحليلي مفاجأة كما ظنوا!
• بل في رأيي ومع احترامي التام للمدرب طويل الخبرة أحمد عبد الله - رغم ( زعلتي) منه على ضياع كأس أفريقية كانت قريبة جداً للديار الزرقاء في عام 92- أرى أن مشاركته في الأستديو التحليلي لمباراة الأمس لم تكن منطقية.
• فأحمد عبد الله غاب طويلاً.
• وكان يعيش في بلد مثل أمريكا التي قال (بعضمة) لسانه أنه شغل فيها العديد من المهن ( لم يكن من بينها التدريب).
• مدرب بهذا الغياب الطويل عن الملاعب السودانية والبطولات الأفريقية كيف له أن يحلل بصورة ترضي المشاهدين؟!
• إن أراد الأخوة في قوون إعادة الرجل لدائرة الضوء توطئة للعودة للممارسة مهنته القديمة فلا ضير في ذلك، شريطة ألا يكون ذلك على حساب متابعي القناة.
• ألم نكن محقين عندما اعترضنا على منح اتحاد الكرة هذه القناة حقوق بث الدوري الممتاز؟! ألم نقل أن القائمين عليها يحترمون علاقاتهم الخاصة أكثر من احترامهم للمهنة وللمشاهدين ؟!
• عموماً كنا ندرك أنهم لن يقدروا على تنظيم أستديو تحليلي جيد.
• المحلل الآخر إسماعيل عطا المنان سمعته يقول كلام الطير في الباقير.
• فقد سأله السادة قائلاً " إلى أي مدى يمكنك أن تقارن بين حركة مهاجمي الهلال في الشوط الأول والشوط الثاني".
• قبل كل شيء ليسمح لي الأخ السادة بأن أقول له أن السؤال نفسه يحتاج لإعادة صياغة.
• لكن المهم عندي هو إجابة ود عطا المنان فقد قال وكرر وعاد الحديث بأن خروج فليكس ودخول كاريكا مع سادومبا كان منطقياً باعتبار أنهما متفاهمان ولعبا مع بعض لفترات طويلة.. إلى هنا والحديث مقبول.
• لكن بعد ذلك دخلنا في الفلسفة ( الما جايبة ) همها حيث بدأ يتحدث عن شد.. وإحلال وإبدال وحركات متعاكسة.. الخ المصطلحات التي يبدو أنه معجب بترديدها رغم أننا لم نشاهد على أرض الملعب شيئاً مما قصده بتلك العبارات التي أرى بعضها خالياً من أي معنى ضمن سياق الحديث.
• فالإحلال والإبدال الذي نعرفه يتعلق بالوظائف والمهن.
• ولا مانع من استخدام المصطلح في ميادين الكرة، لكن عندما يتعلق الأمر بخروج لاعب ودخول آخر.. هنا يمكنا قبول استخدام المصطلح على مضض.
• أما أن يحدثنا ود عطا المنان عن إحلال وإبدال يقصد به تحرك سادومبا في اتجاه وكاريكا في اتجاه آخر فهذه جديدة (لنج) والله.
• ما قصده إسماعيل اسمه باللغة البسيطة الخالية من أي تعقيد " حركة المهاجمين" ويمكن أن نضيف لها " بدون كرة".
• قال إسماعيل عطا المنان أن سادومبا لعب دوراً بتحركاته العكسية مع كاريكا في هدفي الأخير.. وهو كلام خاطئ تماماً، إلا إذا كان الرجل يقصد هدفين غير الذين تابعناهما.
• فقبل الهدف الأول لكاريكا وصلت الكرة لسادومبا وأعادها للوراء ليوسف محمد وكان من الممكن أن يعيدها يوسف للوراء أيضاً ويضيع كل شيء.
• لكن يوسف عكسها عالية أمام المرمى فوجدت بشة ( بشة وليس سادومبا يا ود عطا المنان) فلعبها رأسية لكنها (قلشت) لتصل لكاريكا على الجانب الأيسر.
• ثبت كاريكا الكرة واستدار وسدد في الزاوية الضيقة بطريقة لم يترك معها للحارس فرصة لصد الكرة فسكنت الشباك.
• ومثل هذه التصويبات في الزوايا الضيقة غالباً ما تنتج عنها أهداف.
• تعالوا لأذكركم بحديث ود عطا المنان: رغم أن اللقطة أعيدت خلال الأستديو أكثر من مرة، إلا أنه في كل مرة كان يقول للسادة " شايف حركة سادومبا وعملية الشد.. والهيد".. أي هيد يا ود عطا المنان! فمن لعب بالرأس هو بشة يا راجل.
• وعن هدف كاريكا الثاني تحدث ود عطا المنان أيضاً عن عملية شد المدافعين وتاااااااني جاب سيرة سادومبا رغم أنني لاحظت أن سادومبا عندما استلم كاريكا الكرة كان وراء المدافعين.. يعني متسلل عديييل، ولو أن كاريكا مرر له الكرة لضاعت فرصة هدف.
• توغل كاريكا بحرفية عالية وتخلص من مدافعين بحركة واحدة وفي لحظة تحرك المدافع الثالث باتجاهه كان الفتى قد سدد بكل قوة في سقف المرمى.. فأين دور سادومبا الذي تحدث عنه ود عطا المنان!
• بعد سماعي لهذا التحليل ( الخارم بارم) قلت لمن كان معي " الآن فقط تأكدت أن معاناتنا مع المنتخب الوطني ربما تستمر طويلاً."
• ثم جاءت فقرة تحليل أداء الحكام وتمنيت أن يكون المدرب إسماعيل عطا المنان قد تابعها جيداً، لأن الخبير الطاهر تناول حادثة تقدم لاعبين هلاليين باتجاه مرمى كالا عند تسلم كاريكا الكرة التي نتج عنها الهدف الثاني له.
• استغرب الطاهر لحركة اللاعبين المعنيين وقال أنهما كانا سيضيعان على الفريق هدفاً لو أن الكرة ارتدت من الحارس لأنهما كانا في موضع تسلل.. فهل يعلم ود عطا المنان أن سادومبا كان واحداً من اللاعبين المعنيين!
• التحرك الجميل الوحيد لسادومبا خلال مباراة الأمس كان في هدف أسامة التعاون ف ( الكوبري ) كان جميلاً ولو أن تمريرة البرنس فرضت عليه ذلك ، فقد كانت الكرة أبعد منه وفي طريقها لأسامة.
• قام سادومبا بهذا التحرك في الشوط الأول، أي قبل دخول كاريكا ومعنى ذلك أن تحليل ود عطا المنان حول هذه الجزئية كان ( فشوش).
• قال لي ود العمدة في تعقيب حول مقالي الخاص بمباراة المريخ أنه يعتقد أن بعض المحللين يعدون تحليلاتهم قبل بدء المباريات التي يتحدثون عنها!!
• وبالنظر لكلام ود عطا المنان يبدو حديث ود العمدة منطقياً!
• وأرجو ألا يُفهم هذا الحديث كشكل من التحامل على اللاعب سادومبا.. فليس هذا المقصود، لكنني أعني كما قلت بالأمس أن نتخلص من الانطباعية والأحكام المسبقة ونتحدث عن كل حالة بما نراه لحظتها.
• ربما أنني أقسو أحياناً على بعض المحللين الذين تستضيفهم قنواتنا الفضائية، لكنني أرى أن ضعف التحليل معناه زيادة التدهور الذي تعانيه كرة القدم السودانية.. فإذا كان رب البيت للدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.
• لنحو عشرين مرة أخطأ الرشيد بدوي عبيد في أسماء اللاعبين الذين تسلموا أو صوبوا الكرات.
• يستلم بشة فيقول سادومبا.. يسدد فيلكس فنسمعه يتحدث عن مساوي.. يتقدم عبده جابر برشاقة ويراوغ ويعكس فيقول بويا.
• قليلاً من التركيز أيها المعلق المخضرم.. إن تشابه عليك البقر فيما يتعلق بأرقام القمصان فكيف يصعب عليك التفريق بين حركة طريقة ركض كل واحد من هؤلاء !
• عبده جابر مرة أخرى يثبت أنه حريف وموهوب وقد قلت أكثر من مرة أن هذا النجم مكانه الملعب وليس الدكة.
• بويا يبذل مجهوداً كبيراً لكنه يكثر من التمرير الخاطئ والعكسيات ( أي كلام).. يعني نسخة أخرى من موسى الزومة.
• يجب أن يلتفت مدربوه لهذا العيب الواضح ويدربونه بشكل فردي قبل فوات الآوان.