!بسم الله الرحمن الرحيم هذا بلاغ للناس المشهد الأول: يشكو الكثيرون هذه الأيام بأن الجهات الرسمية تسألك عن جنس القبيلة حينما تتقدم لوظيفة رسمية أو ترغب في إنهاء معاملة رسمية ؛ حدثني صديق به أنه حينما ذهب للإبلاغ عن حادث سرقة تعرضت له سيارته في وضح النهار ؛ وأثناء تكملة البيانات الشخصية ؛ سأله المتحري عن إسم القبيلة ؛ فأعترض صديقي لإصراره على سودانيته ومواطنيته . المهم ؛ لم تشفع له مواطنته أو إصراره عليها ؛ وما كان من المتحري إلا أن قال له حاسماً إن لم تفصح عن إسم القبيلة فاجراءآت البلاغ لن تستكمل ؟! سبحان الله لأ أدري هل نحن في دولة المواطنة أم دولة القبلية وعصبية الجاهلية؟! المشهد الثاني: طالب إسمه منتصر خريج جامعة الخرطوم بكالريوس مع مرتبة الشرف – جيلوجي - فيزياء كيمائية حفيت أقدامه بين شركات البترول ؛ توقفت مشكلة تعيينه على إسم القبيلة الذي عندما أفصح عنه قيل له نأسف ؛ لو كنت (.....) كان قد تم ّ تعيينك!! . أهي مصادفة بحتة إذا ما قورنت بالمشهد الأول أم أنه أصبح شرط تعيين ؟!.. منتصر مثل شباب كثثرين زي الورد يعملون في غير تخصصاتهم وربما في مهن هامشية مثل البوعزيزي في سيدي اوزيد ؛ منتصر يعمل حالياً سكرتير ليقيم أوده!!! المشهد الثالث: شاب آخر ؛ خريج مع مرتبة الشرف من أحد جامعات الهند المرموقة في مجال الاتصالات والحواسيب ؛ وزع السيرة الذاتية على (13) وهي كل شركات البترول العاملة واستدعي للمقابلة الشخصية في جميعها وكانت نهاية كل مقابلة تختم باللآزمة التصريفية الشهيرة " حنتصل بيك شكرا يا أخي"!! . قرر الخريج الشاب أن يلاحق هذه الشركات ليحصل على إجابة شافية وواضحة حتى لا يتعلق بحبال دائبة أو آمال " مهلبية " أو وعود عرقوبية ؛ فكلف نفسه المرور على كل هذه الشركات مستعلماً ومستفهماً عما تم في طلب التوظيف الذي تقدم به . مديرا موارد بشرية في أكبر شركتين قالا له نحن لا نعين محلياً فالوظائف تأتينا من الصين وكوالا لآمبور ونرسل لهم الطلبات وغالباً ما يتم التعيين من الصين أو ماليزيا!!. يعني السوداني أصبح غريب في بلده !! . قلنا ماشي؛ بس وروني ليه قبلتم منه الطلب في الأصل ؟! ولماذا أجريتم معه مقابلة شخصية ؟! حقيقة ؛ ليست لدي إجابة ؛ فالأمر يحتاج لتوضيح . أما بقية الشركات فتخلصوا منه ب "صنعة لطافة " وكان من بينهم مدراء الموارد البشرية من همس يستفسر منه " إنتَ قبليك شنو؟!" فلما أجابهم قالوا ليه : خيرها في غيرها !! آل تنمية الموارد البشرية "آل" !!. معليش يا أخوانا دلوقتي شغلوا لينا الخريج الجاهز بدون النظر لجنسو أو قبيلتو أو لونو أو عرقو أو معتقدو ؛ وكمان الشركات يفترض إنها حتساهم في خدمة المجتمع وتدربوا عملياً على رأس العمل فيصبح أصل من أصول الشركة ويحتفظ لها بالولاء المهني. الخريج دا ما محتاج لتنمية لسبب لأنه من التخصصات النادرة والبلد في حوجة لأمثالهم ؛ حقوا تعيّنوا لينا ديل لأن نوع هذه التخصصات قليل ؛ وبعدين شوفوا المحتاج لتنمية ونمّوه من العندنا منو كثييير.!!.. أليس عيباً أن نفرق ونميز بين أبناء الوطن الواحد في الحقوق ونطالبهم بالوفاء بكل الواجبات؟! أليست هذه دعوة للعصبيات والجاهلية ؟! أليس في هذا مدعاة لدعاوى التهميش والاضطهاد؟! . يا ترى هل كان هذا سائداً في الدولة المدنية الأولى التي قامت في المدينةالمنورة ؟! يا ولاة الأمر هذا بلاغ نبلغكموه فانتبهوا فإذا الظلم حاق بشرائح عديدة من أبناء الشعب ؛ وليس علينا إلا أن نتوقع منها ما نتوقع من غضب وسخط ؛ والغضب يؤدي للإنفجار وانفجار الشباب طوفان ؛ وعندها لا نلومن إلا أنفسنا ؛ فالشباب يملك أدواته التقنية في تعبئة بعضه البعض حين تصل كية نار الظلم لحمه الحي يعني بالعربي تصل إلى " لقمة العيش " والناس الذين ينتظرون تخرجهم من بعد طول كفاح حتى يشيلوا معاهم " راس العود" وتخفيف بعض الحمل من على كاهلهم.!! .. أما أن تضرب الدولة " طناش " وكأن الأمر لا يعنيها فهذا لن يحل المشكلة ؛ بل أن هذا فيه نوع من الهروب للآمام وقصة تنمية الموارد البشرية هي قصة " أم ضبيبينة" . النهاية لن يحل معضلاتنا إلا إرادة سياسية نزيهة لا تفرق بين أبناء الوطن ؛ التأخير في معالجة هكذا ظاهرة يجب أن يكون أولوية قصوى ؛ حتى لا يؤدي الصمت على الظلم لنفاذ الصبر والسخط فيُولَد الانفجار !! . عندها لن تجدِ التنازلات التي سمعنا وشاهدناها تقدم تنازلاً تلو الآخر مثلما نرى اليوم في دول الجوار فيرتفع السقف فيتجاوز المطلب الأصلي . علاج المرض في أوله أجدى ؛ فإذا أُهمل أزمن ؛ وحين يزمن لا يعلم إلا الله بما ستؤول إليه العلاج؟ لا أظن جرعة من عسل بل سيكون كيةٌ من نار!! .. اللهم بلغت ؛ اللهم فاشهد!! abubakr ibrahim [[email protected]]