الظاهر للاعيان في ثوراث العرب أن الاعلام يبدو قائدا و محركا و هاديا لخطي المتدفعين من الثوار. الاعلام العربي علي وجه الخصوص الجزبرة ( رائدة التحرر و الانعتاق ) تصنع الاحداث ، تنقل مشاعر و اشواق و رسائل الاحرار العرب لا للاقليم فحسب بل للعالم اجمع . الاعلام العربي غير الرسمي يبدو واعيا و مواكبا للمرحلة في عصر القرية الكونية عصر المعلومة المتنقلة في سرعة البرق من القري و النجوع و الارياف و المدن المنسية الي أرجاء المعمورة عبر الفضائيات . الاعلام يسير السياسة ( هكذا فهم الغرب من قبل) و اصبح ساسته يعملون ألف حساب للاعلام. الساسة الناغمون علي الاعلام يتهمون أهله باثارة الجمهور و صنع احداث سارة و سئية اذا شاءوا حسب العرض و الطلب في السوق السياسة . الساسة العرب الرسمين خاصة يتهمون الجزيرة و يخشون منها علي عروشهم . قادة العروش البالية ( في مصر ، ليبيا ، تونس و اليمن ) تحرشوا بالجزيزة بل حدثت أعتداءت سافرة علي أمن و سلامة و ارواح أطقم الجزيرة في سوابق سيئة في التعامل مع الاعلام الحر. ساسة الافليم العربي يفتقدون ثقافة التعامل مع الاعلام الحر لانهم لم يعرفونه و لا يردونه الا بوقا و طبلا. رغم التحرشات و العوائق الجزيزة اظهرت قوة الالة الاعلامية في صنع و ابراز الحدث بل في تحريك الجماهير . الجزيرة قدمت عرضا أعلاميا مقدرا و مبروكا لا في طرح ثورة التحرر العربي فحسب بل في حماية الثوار من بطش الطغاة الجبابرة . قدرة الجزيرة علي الوجود المباشر في الميدان و النقل المباشر للاحداث أربكت آلية بالبطش و أخافت اجهزة الامن من هجمة المجتمع الدولي . الجزيرة لم تكتفي بنقل الاحداث و كشف المستور بل أ كتشفت من بين الاغلبية الصامتة في دول الرعب أكتشفت ساسة ، خبراء استراتجيات ، أعلامين محترفين و معلقين لم يكونوا ظاهرين لشعوبهم في ظل أنظمة تعمدت قتل المهارات و الخبرات و الكفاءات بالتقسيط المريح. . أحس بالدهشة بل بالغبطة و أنا اشاهد علي شاشة الجزيزة الساسة الليبيين من جميع انحاء المعمورة ، من جميع اطياف الفكر ، السياسة ، الاجتماع ، الاعلام ، الامن و الدين. الجزيزة المتألقة رائدة الاستنارة هي القوة الاعلامية و السياسية الاولي في الاقليم العربي تستحق بجدارة لقب ( قائدة مسيرة التحول الديمقراطي) . ولانها قوية و مؤثرة علاقنها تتنتابها الحب و الكراهية. خصوم التحرر و الانعتاق و سدنة الانظمة القمعية ، يكرهون الجزيرة و يمقتون الفائمين عليها و يتهمونها بالاثارة و اللامضوعية . في المقابل دعاة الحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان ، يجدون في الجزيرة منبرا حرا قويا و اعدا بالانعتاق العربي و التحرر من توابيت الاسي المضروبة علي شعوب المنطقة سنينا عددا . الرسميون الساسة في اليمن ، ليبيا ، البحرين و سوريا يريدون أعلاما خافت الصوت خجول الاداء لذا يضيقون علي الجزيرة و يتمنون لكادره أن يكون مثل وتد الخيمة. هؤلاء الساسة لو وجدوا في الجزيرة بوقا يتحدث عن انجازات حكوماتهم ، يبرز عمقهم الجماهيري ، حب الناس لهم دعم القطاعات و القبائل ، و قادة الراي و وجدوه مثل أعلامهم الرسمي لاحتفلوا به و فرشوا لكادره الورود. الجزيرة الحرة ترفض في عناد و كبرياء خيانة الرسالة و تقدم الدماء و الشهداء . الجزيرة الحرة تعرف ان التغني بحكومات غاصبة لا يصادف هوي الجمهور العربي و لا يلبي طموحه و اشواقه . الجمهوري العربي الثائر المتوثب يريد ان يستمع لمن يتحدثون عن قضاياهم العاجلة الحريات ، الخدمات و الديمقراطية حقوق الانسان التبادل السلمي للسلطة و التقسيم العادل للثروة . أنصار الأعلام الموجه يقولون : الجزيرة غير محايدة تعمل وفق اجندة ، تزيد الموضوع حبتين ، تركز علي الاخفاقات و الفضائح و الخلافات بين الساسة . دعاة الأعلام الحر ( و نحن منهم ) يقولون: جزيرة تودي رسالتها و بمهنية عالية و علمية تنافس الاعلامي الغربي . الجزيرة صوت حر ، عقل مستنير ، أرادة واعية و منهج أصلاح يحتاجه الاقليم بالحاح. العالم العربي و السودان منه يحتاج إستراتيجية إعلامية دقيقة واعية تأخذ في إعتبارها دور الإعلام الحر في التنمية ، الاستقرار ، التحول الديمقراطي و الامن القومي القطري و العربي . الاعلام الحر من الركائز الأربع للدولة العصرية وهي ( التخطيط – التعليم – الأمن – الإعلام غير الموجه ). تجربة الجزيرة يجب ان تنداح في العالم العربي وفق إستراتيجية ترقي الإعلام النهضوي والإعلام السياسي والإعلام الدعوي والإعلام التربوي .في السودان الجديد الديمقراطي التخطيط الإستراتيجي للإعلام حر منفتح علي الاخر السياسي و الفكري ضرورة ملحة لمرحلة الشرعية المستدامة لانها أخطر مراحل ثورة الإنقاذ والإنجاز .انها مرحلة تتطلب فعالية إعلامية أكثر قدرة وأكثر معرفة وأعمق رؤية لتمكين المسيرة القاصدة في ظل التعدد الفكري والسياسي والمنافسة الحرة بين كل الأفكار و الإتجاهات. المرحلة تحتاج أطلاق عنان و مهارات كوادر و اجهزة الاعلام بل تحتاج إعداد وصياغة كادر أعلامي ملتزم وطنياً ، فكرياً ، سياسياً ليرتقي بأداء باعلام حر واعي يعبئ الارادة الوطنية نحو تنمية شاملة تحقق طموحات أهل السودان ويؤمن المسيرة القاصدة ويعزز قدرات السودان أمناً وإقتصاداً وسياسة. Fagir Ahmed [[email protected]]