دورات تعريفية بالمنصات الرقمية في مجال الصحة بكسلا    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: الدور العربي في وقف حرب السودان    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    نقل طلاب الشهادة السودانية إلى ولاية الجزيرة يثير استنكار الأهالي    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    دبابيس ودالشريف    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    دقلو أبو بريص    أكثر من 80 "مرتزقا" كولومبيا قاتلوا مع مليشيا الدعم السريع خلال هجومها على الفاشر    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حديث الإفك: الصادق يتهم جزافاً "الانتباهة" بفصل الجنوب !! .. بقلم: د. ابوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 04 - 04 - 2011


بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ) ..الآية
هذا بلاغ للناس
 قال السلف : إن لم تستحِ فافعل ما شئت وعندما يتهم رجل نحترمه ( كمفكر ومُنظر) ونختلف معه (كسياسي لقناعتنا) أنه لم يقدم للبلاد أو يحقق أي نجاح في حياتنا السياسية بل كان السبب في المرتين اللتين علا فيهما سدة الحكم في جر البلاد إلى كوارث أدت إلى تدخل القوات المسلحة ؛ وقناعتي الشخصية التي قد يختلف معي فيها البعض بأن الرجل لم يضف أي قيمة إلى حياتنا المعيشية والخدمية بل العكس هوى بما كان موجود منها إلى حضيض العدم فإزددنا شقاءً؛ تعاسةً وبؤساً وما زال شهود العيان كثيرٌ منهم أحياء ممن عايشوا أبامه السوداء الغبراء والتي نحاول أن ننسى ذكرياتها الأليمة ؛ وبرغم الآلآم والمرارات إلا أننا لا نستطيع إأن نزيل تلك المرحلة من تاريخنا لأنها موثقة ضمن وثائق تأريخ السودان لأنه بمحاسنه ومساوئه جزء من تاريخ يتملكه الأجيال ولن نحذو حذو الإمام الصادق عندما تولى رئاسة الوزراء عقب ثورة رجب / أبريل 1985 ؛ إذ أعلن يومها أن من أهم خطط حكومته إزالة آثار نميري ؛ وكأنما رجل مفكرٌ مثله يجهل أن نميري وحقبته أصبح جزء من التأريخ الوطني للبلاد سواء اختلفنا أو اتفقنا معه فهذا شأن سياسي آخر لا يقبل الخلط . فقط أن من يحق لهم الحكم عليه ؛ هي الأجيال القادمة فقط مثلما سيحكمون عليى حقب حكم الامام نفسه. نميري - رحمه الله - مرحلة من مراحل تاريخ الوطن فقد أصبح بذمة موثقي التأريخ وأنه أمسى بعهدة قراء تأريخ السودان الحديث الموثق وحكمهم.
 لا يمكن لأيٍ من كان أن مهما أوتي من قوة أو نرجسية متأصلة أن يزيل توثيق التأريخ لأحداث حقبه لمجرد تصفية حسابات تفرضها "الأنا".!! .
 كما يعلم القاريء العزيز أن التاريخ المجيد يصنعه رجال أماجد تمجيداً وتوثقه الشعوب تخليداً لعطآتهم المشهود بها إذاً لا غرو إن أصبح الرجال الأماجد مصدر فخر الأجيال المتتالية . أما التأريخ الهزيل ما هو إلا تسجيل لإسقاطات أقزام الرجال النرجسيون الأنانيون الذين يكثرون من الكلام ولا يعملون والذين ينطبق عليهم المثل الدارج " نسمع ضجيجاً ولا نرى طحيناً "!! ؛ التأريخ يبصق على الذين لا يحبون غير ذواتهم ؛ وهؤلاء هم من لم يرَ الشعب في حقب حكمهم يوم واحد (عِدِلْ) كما يقول أهلنا في شمال وادي النيل!! . رجلٌ بحجم " المفكر" السيد/ الصادق مفترض أن لا يقع في خطأ جسيم واسقاطات تحط من تقدير الآخرين لإسهاماته "الفكرية " ؛ فمن العيب عليه أن يعكس ويبدل حقائق التاريخ لينال من رجلٍ مؤمن بما يعتقد وهو في حالتنا هذه المهندس والاستاذ الكاتب/ الطيب مصطفى . لأن في تحميل السيد الصادق مسئولية الانفصال لصحيفة " الانتباهة " فالرجل كعادته يرى الفيل ولكنه يحب الطعن في ظله فالمعني بوضوح هو الطيب مصطفى . إن تصريح السيد/ الصادق بتحميل مسئولية الانفصال للأستاذ الطيب مصطفى فيه إعدام واغتيالٌ مع سبق الاصرار والترصد للحقيقة وبسيف أطرم صديء بالدجل والتدليس والافك والافتئات السياسي ؛ وفي رابعة النهار ، وأمام كل الاجيال المخضرمة ؛ وجيل ما بعد 30/6/1989 وفي ميدان التاريخ وذلك مع يقينه بوعيد الله فيمن يقتل نفسٍ ناهيك عن قتل التأريخ وروح الحقيقة ؛ وهكذا اسقاطات حتماً ستيزيد من نسبة من يعتقد برأي المهندس والاستاذ الكاتب/الطيب مصطفي وأنا منهم ؛ لأن مثل هذا الاسقاط الفج فيه استهزاء واستخفاف بعقول أهل السودان وكأن جميعهم رأى الدنيا فقط بعد 30/6/1989 وكأنما ليس فيه من عاصر أحداث التاريخ السياسي منذ 1947؛ بل يعد هذا النوع من التدليس هو قمة " الاستهبال " لأن هدفه تبرئة نفسه وغسل يديه من جريمة حزبه الذي كان أكبر مرتكب لها وهذا موثق وبوقائع التاريخ ولنرجع إلى أحداث تاريخية أسباب موثقة إذ قام رئيس وزراء حزب الأمة " عبدالله خليل " تسليم الحكم لعبود طواعيةً . ليس بمقدور السيد/ الصادق أن يرمي أو يتنصل هو وحزبه من المسئولية السياسية التأريخية وكأنه يريد أن يجير لغيره جريرته وجريمة حزبه وبعض الأحزاب الطائفية التقليدية التي تعاقبت وتكالبت على سدة الحكم في السودان ، والتاريخ يشهد بأحداث أول مارس قبل الاستقلال وأحداثٍ بعينها بعد الاستقلال . حزب السيد/ الصادق ارتكب الجريرة تلو الأخرى لتأزيم قضية الجنوب بعد الاستقلال خاصةً بعد تنكره لوعد الفيدرالية . أما التهرب من مساءلة ومحاسبة التأريخ له بمثل هذه السقطة الفجة والتي لم نكن نتوقعها خاصة من " مفكر ومنظر " يحجم السيد/ الصادق - وأنا لا (أقول) بإمامته لأنها موضع خلاف ولا(أقطع) إلا بفشله سياسيا خاصة جيلنا الذي عاصر كل فترات حكمه فشرب مثل سائر الأمة (الموية بي دودا) كما يقول المثل الدارج !!

 حاول السيد الصادق قبل الاستفتاء أن يهييء أذهان العباد ليجير مسئولية الانفصال للمؤتمر الوطني فينفيها عن نفسه وأصالة هن حزبه ؛ خاصة عندما قرر يومها الترشح للرئاسة ثم أذهلنا بانسحاببه المفاجيء ؛ عندها أدركنا أن وراء هذا الانسحاب :" مصيبة سودا" يدبر لها " المفكر المنظر" . ثم كررالمحاولة الكر والفرعند بدء الاستفتاء وبدا كما لو كان ينتظر غير النتيجة المعروفة سلفاً لكل ذي عقلٍ رشيد؛ ولكنه كعادته وبرغم يقينيته بأن النتيجة إنفصال إلا أنه لا يتخلي من حذره و تردده المعهود حتى يحفظ لنفسه خط رجعة إذا ما أتي الاستفتاء بغيرما يتوقعه من تمسكوا بفقه الواقع والظواهر؛ فيأتي بالوحدة ؛ عندها سيبحث عن سيناريو و(مصيبة) أخرى يلصقها بالمؤتمر الوطني ؛ ثم بدأ بهدها بشن هجومٍ كاسحٍ على المؤتمر الوطني باعتبار أن الهجوم خير وسيلة للدفاع خاصة إن كان يشوب دعواه حديث الافك ، ولما استنفر المؤتمر الوطني التاريخ وحقائقه ضده ؛ تقهقر الإمام حين كُشفت الحقائق التاريخية و تحديد من هو ذاك الذي تسبب في الكارثة أصلاً !! . محاولة السيد/ الصادق لتجيير مسئولية الانفصال لحزب المؤتمر الوطني كخطوةٍ أولى فشلت فشلاً ذريعاً ؛ فكان لا بد من أن تتفتق عبقريتة وسعيه الدؤوب لإيجاد كبش فداء بريء يلصق به الجريرة التاريخية لحزبه كنوع من المزايدات والمكايدات التي تعود عليها السيد/ الصادق حتى وإن كانت إفكاًُ وتدليساً لأنها بمنطقه هي دليل على حراك وفاعلية الديمقراطية وربما يكون السيد الصادق قد جهل " سهواً" أن ما يفصل ما بين الممارسة الديمقراطية الرشيدة والفوضى هو خيطٌ رفيع ؛ ثم بدأ الامام الحبيب في حركة مذبوح " يعافر" بيدية ورجليه ليتملص من مسئولية الانفصال ؛ فلم يجد غير الاستاذ/ الطيب مصطفى الذي ما خاب توقعٌ له أبداً وحتى ظهرت نتائج الاستفتاء وقد أكدت صحة مواقفه وتحليلاته ؛ وربما لا يتذكر الإمام الحبيب التاريخ القريب ، والقريب جداً – ونجد له العذر لتقدم العمر به - أيذكر يوم تماهى مع دعوات الحركة الشعبية الامومية العرمانية الانفصالية التي استغلته ضمن ضمن من استغلت من رموز التجمع العريض . والامام الحبيب يعلم جيداً أن الحركة الشعبية كانت توظفهم كما يلعب الحاوي " بالبيضة والحجر " لتأمين استفتاء آمن يؤدي للإنفصال ألم يكتشف الإمام الحبيب وهو االمحترف لفنون المكايدة والمزايدة كل أقنعة الزيف التي كانت ترتديها الحركة الشعبية وكان يتبادر باقان مرة ذيله عرمان المتآمر على وطنه السودان الأم وهو الملوثة اليدين بدماء زميله في جامعة القاهرة الفرع فكان ظهوره مع الحركة يتسم بالخظي والعار والدناءة كمتآمرٍ ضد بلده دعك عنه قاتلٌ هارب!!. ليس دفاعاً عن الطيب مصطفى ولكن الرجل كان واضحاً منذ البداية ولم يتغافل أويغفل الحقائق وواقعية قرآته لما يحدث من خديعة واضحة يقوم بها أرازل من بعض أبناء السودان الأم من مرتزقة قطاع الشمال بالحركة الشعبية يقودهم كبيرهم الذي علمهم من أين تؤكل الكتف ليصيبهم بعضٌ من رائحة البترودولار ؛ بالعربي قطاع الشمال الذي لا يعدو أن يكون أكثر من مكتب جستابو أوكلت رئاسته لعرمان وتوجيهٍ من باقان أموم والذي كان قد زار " أزرق طيبة " وخرج معه ومعهما عرمان لحلقة الذكر فنحمد الله على إسلام باقان على يد أزرق طيبة بدعوات تقبلها الشيخ من عرمان . عرمان لا يمكنه أن يوفر أي نوع من أنواع النذالة إلا ويستعمله ضد أهله ، كل هذه الخمات التي يقدمها فقط هي من أجل الحصول على ل المال فهو قد إكتشف خديعة " السودان الجديد" . غموماً أن الطيب مصطفى إن المؤتمر المؤتمر الوطني مدركٌ لما تخفيه بل وتظهره صدور أهل الحركة برغم توقيع الاتفاقية وربما كان حسن النية من دفعه لتصديق فرية وإفك الحركة أو إحتمال أنه كان يخادع أو يمني نفسه أو ربما صدّق إفك الحركة ولم يحسب حسابه للخديعة الكبرى فبلع الطعم .!!
 هناك قنبلة من العيار الثقيل لا أظنها مرت مرور على المستمع المشاهد للندوات النخبوية التي أقيمت قبل الاستفتاء وكان صداها قد أخرس حد الاحتجاب " المفكر المنظر" ؛ لقد كان تفجيرها مدوٍ لأن له صلة وسياقٍ متصل بتحديد من المسئول من الأحزاب الشمالية التقليدية الطائفية تحديداً ومن وجهة نظر النخب الجنوبية ؛ فقد ظهر علينا أثناء أحد هذه الندوات التي تبحث في مستقبل السودان وحدة أم انفصال؛ كان القيادي بالحركة الشعبية د. أتيم قرنق نائب رئيس المجلس الوطني مشارك رئيس ومن على المنصة وعلى الملأ وعبر الفضائيات حمل الإمام الحبيب والمفكر المنظر السيد الصادق وبالاسم مسئولية الانفصال والتي أحسب أن هذا التفجير قد جعل السيد/ الأمام من الاحتجاب أو التواري عن الأنظار كما قلل من حجم تصريحاته النارية في تلك الأيام . د. أتيم قرنق ذكرالسيد/ الصادق مسئولية الانفصال الكاملة لأنه تولى أمر الوزارة مرتين وكان يعلم مطلب أبناء الجنوب بحكم ذاتي فيدرالي وخاصة بعد عام 1967 حيث عاد السيد/ الصادق بفكرٍ جديد ليصلح ما أفسده الحرس القديم كما كان يقول دوماً ولفصل الامامة عن الحزب وحل مشكلة الجنوب.!! بل وأصرعلى أن السيد/ الصادق يجب أن يتحمل كامل المسئولية شخصياً . بعد هذا التفجيير حسبت أن السيد/ الصادق سيخرج علينا يومها بل وفي حينه لينفي ويدفع عن نفسه جريمةٌ ترقى حد الإتهام بالخيانة العظمى ولا مجال لتوصيفها بغير ذلك لأنها اجتزأت من سيادة الوطن جغرافياً وفصلت دماء السودانيين ديمغرافياً ؛ إذاً أن الأثر لا يمتد لشخصه إنما أثر أدى لتمزيق إلى شطرين .
 أما تصريح د. أتيم قرنق فقد انطوي على تهمة مبااشرة للرجل بأنه السبب الأوحد الذي أدى إلى الانفصال ؛ كنا نعتقد أن ( المفكر المنظر) ؛ ( إمام ) الأنصار ؛ (ورئيس) حزب الأمة الذي جمع المجد من كل أطرافه ما زال عرضه مستمراً في محاولته إيجاد مشجباً يعلق عليه ( بلاويه ) التي تضررمنها السودان وشعبه وليته توارى بل يحاول أن يساوم ويبتز ليعود رئيساً للوزارة وأحسب أنه سيكون السبب الرئيس والاساس في انهيار كل انجازات الانقاذ والرجل صاحب خبرة في هذا المجال فقد تعلمنا بحمدالله على يديه فضيلة الزهد حتى مما يقيم الأود والتقشف مع العدم وليس الندرة فقط ؛ علمنا كل هذه الفضائل عنوةً وقسراً ؛ كما غرس فينا ثقافة الصفوف والصبر فيها وعليها حتى فاضت الجيوب بورق نقدٍ لا قيمة له لأن ليس هناك ما يُشترى ؛ هل هناك عدالة اجتماعية ساوت بين المواطنين أوهناك اشتراكية أكثر من هذه؟! الآن فقط إكتشفت لماذا كان يتتكى الإمام الحبيب على مصطح المواطنة ؛ نعم أدركت الآن أن الرجل صاحب تجربة عملية في المساواة وفي حقوق المواطنة من منظوره الفكري التنظيري ؛ أما الواجبات فلا جدل فيها فالرجل لا يتطرق إليها البتة.
 كان السيد/ الصادق في فترة ما قبل وأثناء وما بعد الاستفتاء كما " الأسبرين" الذي يزدرد بمعدل ثلاثة مرات يومياً وبذات المعدل كانت يظهر عيه باطلالته في الفضائيات السودانية ومثلها في العربية كالحرة والتلفزيون المصري الرسمي أيام مبارك ؛ وكل وسيلة إعلامٍ خضراء دمن !! . كانت لديى الإمام كل الفرص الممكنة والمتاحة للظهورعلى الملأ ليدحض ما جاء على لسان الدكتور أتيم قرنق وعلى الملأ للدفاع عن نفسه لأن أقل إتهام فيها يجعل المرء يستقيل ممن الدنيا ناهيك ناهيك عن العمل العام . ولكنّ الجميع فوجيءَ بالإمام الحبيب بعد تصريحات د. اتيم قرنق بطريقة مبهمة مريبة ومفاجئة ، تُرى ما ظنكم لو سئل السيد الصادق عن أسباب ودواعي الاحتجاب ؟! . أحسب أن الاجابة بسيطة وسهلة وهي: أنه معتكف للتنظير والتأمل والتفكير ليقرر إن كان إيجابياً أن ينفذ وعيده الذي تناقلته قناة العربية الفضائية تحديداً وسبقت به غيرها بالاستقالة والاعتزال بعد 25/1/2011 أي بعد إعلان نتائج الاستفتاء إن لم تنفذ الحكومة وعيده وشروطة !! .. يا ربي النتيجة شنو؟! ؛ أجاب خبيث ماكر قائلاً : " لم يخرج الامام من خلوته بعد حتى نعرف" . اللهم أخرجه علينا من خلوته ليعلن لنا كالمعتاد وكما هو متوقع في خطبة عصماء أسباب العدول يخرج علينا ليقول الحكومة قبّلت رجليه ليتشرف برئاسة الحكومة ولكن هناك عقبة ليست كأداء يمكن تجاوزها تكمن في توزير الدكتورة إبنته وإبن عمه الذي وُلد ليحكم وانشاءالله سيتم تجاوز هذه العقبات قريباً . في ذات الوقت تساءل أحدهم وهو أخبث من سابقه : ترى إن لم يحدث اختراق سيعود الامام الحبيب للإعتكان أم سيعتزل ؟! . لم يظهر خبيث ثالث أخبث من سابقيه ليأتينا بالاجابة ولمننا سننتظر من هو " أقدر منهما " أي الامام نفسه ليخبرنا بقراره النهائي. هناك مثل إنجليزي قديم يقول كل الذين يأتون إلينا يدخلون السرور في أنفسنا ؛ بعضهم حيمنا يأتي والبعض الآخر حينما يذهب أي " يورينا عرض أكتافه .!!
 يبدو أن الأمام الحبيب الصادق ؛ يخاف ويكره الصراحة والوضوح وعدم المدارة التي حلى بها الطيب مصطفى ؛ لذا ربما كان إعتكافه واحتجابه هو في البحث عن مخرج من الحقائق التي فندها د. أتيم قرنق ؛ يبدو أن الطيب مصطفى كان " كعفريت العلبة " الذي ظهر للإمام الحبيب في خلوته تلك ، فما كان منه إلا أن أخذ يصرخ ويصيح : الطيب مصطفى هو السبب .. الطيب مصطفى هو المسئول.. وجدتها .ز وجدتها هو المسئول عن إنفصال الجنوب .. هو المسئول .. والله هو المس .. سئول ؤؤؤؤؤول ... للللللل!! . يبدو أن الإمام الحبيب أحياناً يحب مداعبتنا تعويضاً عن أيام العدم والصفوف التي اتسمت بها حقبة حكمه فتخيل أننا كالأطفال يمكن استهبالهم والضحك عليهم .. وعليه نقول له: نحن عشنا وعاصرنا التاريخ والمثل الدارج يقول" البعرفونا ما يحضرونا " يا إمام " .. والمثل التاني بيقول(( الضاق لدغة الدبيب بيخاف من مجر الحبل) !!.
• حاشية : عفريت العلبة هي لعبة كنا نشتريهاونحن في عقدي الخمسينيات والستينيات من سنين القرن الماضي من محلات الطوخي بأمدرمان " بشلن " والشلن يا أولادي يعني خمسة قروش وهذه العبة عندما تفتحها فجأة دون توقع يخرج منها مهرج في شكل عفريت ف " تخلعك" وذلك بغرض أن تختبر أعصاب من تمازحه .. ترى هذا ما كان يقصده ( السياسي ورئيس الحزب والمفكر المنظر و الأمام الحبيب) السيد الصادق الصديق عبدالرحمن محمد أحمد المشهور " بالمهدي"؟!! .

Dr. Abubakr .Y. Ibrahim
(Bsc Mech.Eng.,MBA ,PhD HR)
Em:[email protected]
abubakr ibrahim [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.