"لقد هرمنا" عبارة قالها ذالكم ألتونسي وهو محتشدا بإنتصار ثورتهم.. وهي عبارة أرجعتني ليوم الخميس ألرابع من شهر أبريل للعام(1985) وهو اليوم التالي لمسيرة ألإربعاء والتي أعلنا فيها كجماهير سودانية نهاية حكم الطاغية جعفر نميري.. إذ في عصر ذلكم اليوم أنيط بي أن أحجز منزلا بوسط الخرطوم ليكون مقرا للجنة ألإعلامية لمواصلة التعبئة ألإعلامية.. وبالفعل وجدنا منزلا بالخرطوم غرب لأحد ضباط ألشرطة بواسطة ألصديق عبدالرحمن قسم ألله{الناظر )كما تحلو تسميته لناس معهد الموسيقي والمسرح. فأبلغت نقابات ألإذاعة والتلفزيون(الشفيع إبراهيم الضو وعوض محمد علي) ونقابات الثقافة وإلاعلام( محمد حامد شداد ومحمد المهدي عبدالوهاب والباقر موسي وعبدالحميد حسن محمدعلي) وتم كل ذلك بالتنسيق مع ألأخ عبدالعزيز دفع الله وعوض الكريم محمدأحمد.. ألمهم كنا في ذلك ألبيت ليلة ألخميس ثلاثة أشخاص فقط ورابعنا رجل يسمي الضبعاوي من جهة سنار ولا علم له بالذي سيدور في هذا المنزل غير أنه كان مستبعدا سقوط جعفر نميري وذلك لأن جيلهم ألذي أسقط عبود في أكتوبر لن يتكرر بحسب قوله. وكنا نلوز بالصمت أحيانا وفي أحيان كثيرة كنا نتلفح بصوت عميري و ( خستكاته) ساقني لكتابة تلكم الوقائع جزمية ما يقال عن عجز جيل اللحظة التأريخية الحالية في إحداث ثورة ضد النظام القائم!! إذ هي جزميات لا تستند علي حتميات ألتأريخ ولا علي حقائق ألجغرافيا.. فالتأريخ يا ساده بدأ بالألفية الثالثة بثورة ألمعلومات متوسلا بوسائط جديدة تقاطعت معرفيا مع ما وسائط بما يسمي (ألعالم قرية صغيرة!!) لا ياسادة فالعالم ألآن أصبح مسطح {THE WORLD IS FLAT} بتعبير الصحفي ألأمريكي {ثوماس فريدمان} أو العالم أصبح {شاشة بلورية} بتعبير المسرحي والشاعر {خطاب حسن أحمد.. ولذلك تضايرت رقعة ألجغرافيا وإنتفي عنصر ألزمن !! وعليه فنحن جيل {إنتفاضة مارس/ أبريل } لقد هرمنا ولكنا في إنتظار لحظة تأريخية سيصنعها هذا ألجيل رغما عن أنف ألإسلاميين!! تخريمه:-
تعرفي يا فاطنه!! لامن كنا بنولع في هويش ألإنتفاضة عقب إعدام ألأستاذ محمود محمد طه كان ألإسلاميون يرقصون طربا لإعدام ألأستاذ!! ولذلك لاتكذب يا أمين حسن عمر!!!!!! abdalla elshaikh [[email protected]]