الوعي بالأمراض وأعراضها وطرق مكافحتها والوقاية منها بقلم: الرشيد حميدة- الظهران/السعودية لا يختلف اثنان في أن (الوقاية خير من العلاج) أو كما يقولون: درهم وقاية خير من قنطار علاج، فمن باب أولى العلم بالشئ ولا الجهل به، سيما اذا كان ذلك متعلقا بالمرض والوقاية منه، فسبل الوقاية ترتبط ارتباطا وثيقا وتعتمد بشكل أساسي على معرفة كنه المرض ومسبباته وكيفية الاصابة به وانتشاره في الرقعة الجغرافية أو الفئة العمرية أو السكانية المعنية وما الى ذلك من عوامل بيئية أو صحية. من ذلك نشأت الحاجة الملحة لما يعرف حديثا بالتثقيف الصحي والتوعية الشعبية أو العامة، وهو أسلوب ثقافي يمزج بين العلوم والمعرفة الطبية المتخصصة الصرفة والموروث الثقافي الشعبي للعامة، بحيث تتم عملية ايصال تلك المعلومات المتعمقة وتبسيطها وتقديمها للعامة في قالب سهل مهضوم لكل فئات المجتمع وبخاصة رجل الشارع العام المواطن البسيط حتي يتمكن من فهم تلك الأمراض والعمل على تجنبها باتباع نمط حياة صحي آمن واتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها الحد من انتشارها والاصابة بها. ذلك لأن الجهل والمعلومات المغلوطة تؤدي في كثير من الأحيان الى تعميق آثار تلك الأمراض والعمل على تكريسها. وغني عن القول ان صحة المواطن تأتي في صدارة أولويات الدولة وهي مما يعزز انتاجيته وبالتالي يسهم في ازدهار اقتصاد البلد، ويقلل من فاتورة العلاج بحيث تستثمر تلك الأموال في جوانب تجلب له ولعامة الشعب الرفاهية والعيش الرغد. ومما لا شك فيه فان وسائل الاعلام على اختلاف أنواعها من اذاعة وصحف ومجلات وقنوات تلفزيونية أرضية وفضائية وما اليها تلعب دورا هاما في (محو الامية) الطبية والصحية وسط جمهور مستقبليها بحيث تستجيب قطاعات كبيرة من فئات المجتمع الى ما تقدمه تلك الوسائل من ارشادات ونصائح وندوات عبر المختصين سواء كانوا من الأطباء أو المثقفين (بكسر القاف) الصحيين أو غيرهم ممن يعملون في هذا المجال. وفي هذا الصدد نذكر أحد رواد هذا المجال الدكتور أبوعبيدة المجذوب، المغفور له بإذن الله، عبر اطلالته من شاشة التلفزيون القومي في احد برامج التثقيف الصحي الناجعة التي كان لها كبير الاثر في العمل على زيادة الوعي الصحي للمواطنين وترقية مستواهم المعرفي بالكثير من الأمراض السارية والمعروفة في الوسط الطبي، ومن ثم تفادي الكثير من آثار وأضرارها وكيفية التعامل معها في حالة الاصابة بها (لاسمح الله). وفي نفس التيار يأتي الغرض من برنامج صحتك الذي يقدمه البروفسير مأمون حميدة عبر شاشة الفضائية السودانية، الذي يستضيف فيه نخبة ممتازة من الاختصاصيين والاستشاريين ذوي الخبرة والمعرفة والتجربة الثرة التي يعكسونها من خلال تلك اللقاءات الهادفة التي تبسط فيها المعلومة الطبية للحد الذي يتمكن معه المشاهد من فهمها وهضمها توطئة للعمل بها، ليس ذلك فحسب بل، فبالاضافة الى المعلومة والشرح الضافي من المستضافين تجد مجموعة من المتصلين فرصا طيبة لعرض مشاكلهم الصحية على الخبرات الطبية المستضافة في البرنامج ويجدون التوجيه الصائب لحل تلك المشاكل وربما استفاد بعضهم ايضا من تلقي العلاج عبر الخدمة الطبية المجانية الخيرية التي يوفرها لهم البرنامج، سيما وأن تكلفة العلاج والفحوصات والاجراءات المتصلة به قد تكون بعيدة كل البعد عن متناول أؤلئك المرضى، بل قد تتجاوز ايضا حدود الاستطاعة الاقتصادية لشرائح كبيرة من فئات المجتمع السوداني، ولعل الفائدة بهذا النهج ايضا تتجاوز حدودها التثقيفية الى تقديم المساعدة الطبية الى بعض المرضي غير القادرين حيث يضرب البرنامج عصفورين بحجر، فبالاضافة الى النواحي التثقيفية ورفع الوعي وسط العامة تتجسد في البرنامج روح التكافل ومبدأ التعاون على البر حيث تتوافر بعض الفرص لعلاج بعض الحالات المرضية التي يشارك فيها اساتذتنا الاجلاء المتمرسين والممارسين لهذه المهنة الانسانية والذين يؤكدون بذلك السلوك النخوة السودانية التي يتميز بها شعب السودان في المجالات كافة، فالشكر موصول لجميع أطباء السودان الذين نشهد لهم بأنهم يعملون في كثير من الأحايين في ظروف مهنية وبيئة عمل قاسية غير مؤاتية ولكن عزيمتهم دائما تكون أكبر وأعظم فنسمع بانجازهم المعجزات وتحقيق الانجازات. والتحية للطبيب الانسان مقدم البرنامج البروفسير مأمون حميدة الذي يوفر العلاج الخيري المجاني لكثير من المرضى غير المقتدرين ماليا في مستشفياته الخاصة. ورغم أن القنوات الفضائية السودانية الأخرى قد أولت بعض الاهتمام ايضا لمسألة التثقيف الصحي الا ان الأمر لايزال يحتاج الى بذل المزيد من الجهد والعمل وهذا يؤكد الدور المطلوب من وزارة الصحة الاتحادية ورصيفاتها الولائية، فاذا كان هناك ادارات للتثقيف الصحي بتلك المؤسسات الصحية فالمطلوب منها إذن زيادة وتكثيف برامجها التوعوية والارشادية بحيث يتغلغل دورها داخل المناطق السكنية الشعبية والأحياء بشكل تزداد معه فعالية تلك البرامج والعمل على تدشين وتفعيل برامج تثقيفية جديدة تعنى بكافة قطاعات المجتمع سيما في الأرياف والمناطق التي تنتشر فيها بعض الأمراض المستهدفة. وحبذا لو شاركت وزارة التربية والتعليم بتضمين مناهجها بعض المعلومات الخاصة بمسألة التثقيف الصحي لرفع مستوى الوعي الصحي وسط التلاميذ والطلاب. ولا أريد ان أملى على مسئولي ادارات التقيف الصحي ما يقومون به من تفعيل لكل الوسائل المتاحة فهم أدرى مني ومن غيري بالمعينات التي تمكنهم من أداء عملهم على الوجة الأكمل ولكن اريد ان اذكرهم بدور الدراما والعمل المسرحي في الاسهام في نشر المعلومات التوعوية المتعلقة بصحة المواطن وانتشار الأمراض ومكافحتها وما الى ذلك والله المستعان. alrasheed ali [[email protected]]