بسم الله الرحمن الرحيم ومن تصرفاتنا العجيبة أننا نقوم بتبديد ملايين الدولارات في جلب تقنيات لا نستفيد منها في شيء! فقد قامت حكومتنا الموقرة باستيراد إشارات المرور الرقمية وكاميرات الرادار الحديثة وملأت بها كل التقاطعات المرورية لتعمل في نسق وتناغم بديع! ومع كل هذه الطفرة التقنية فإننا ما نزال نشاهد رجال المرور بزيهم الأبيض الجميل منذ صباح الرحمن وهم يقفون في وسط التقاطعات وبجوارهم مواترهم العملاقة وسيارتهم الأنيقة! والعجيب أنهم يشيرون للعربات بالتوقف عندما تكون الإشارة حمراء ثم يأذنون بالتحرك عندما تصير خضراء، وكأنهم يشرحون تلك العلامات لسائقي المركبات! ومن عجائب التكنلوجيا في السودان أولئك الرجال العمالقة الذين يقفون أمام بوابات الميناء البري الإلكترونية، ولا شغل لهم سوى انتظار ذلك القرص الأحمر العجيب الذي يشتريه المسافر من الخارج ليدخل به، يأخذون القرص منه ليقوموا بوضعه داخل صندوق البوابة! وبعد أن تفتح البوابة أتوماتيكيا يقومون بحشر المسافرين للداخل! فلماذا لا تترك إدارة الميناء البري المسافرين يدخلون أقراصهم بأنفسهم وتستفيد من أولئك الرجال في عمل نافع بدلاً من تضييع وقتهم في الفارغ! ومن عجائبنا وجود أحد أفراد شركة الهدف أمام الصراف الآلي! ففكرة الصراف الآلي الأساسية هي خدمة العملاء عبر الآلة خلال كل ساعات اليوم، ومادامت البنوك تدفع نفقات أولئك الأفراد المحترمين فالأفضل لها ولزبائنها أن تقوم بإدخال أفراد الهدف داخل غرف الصرافات المكندشة لتوكل إليهم مهمة تسليم الأموال للعملاء ولا شك أن ابتساماتهم الساحرة ستكون أفضل من أزيز تلك الماكينات المتجهمة! ومما يدعو للحيرة وجود جهاز البصمة الإلكترونية في الشركات الكبرى، ذلك الجهاز العجيب الذي يضع الموظف إبهامه على شاشته ليسجل حضوره في الصباح الباكر، وقد شاهدت مؤسسة تلزم موظفيها بالتوقيع على ورقة الحضوربعد أن يبصموا على ذلك الجهاز! أما العجيبة الكبرى التي لم أجد لها تفسيراً حتى الآن هي ذلك الرجل الصارم الذي يجلس على كرسيه داخل الأصانصير ليقوم بسؤال الزوار عن الطابق الذي يريدون النزول به! يسألهم في صرامة وحزم وكأنه قد درس قيادة الأصانصيرات في جمهورية الصين الشعبية! tdwg rvad [[email protected]]