فيروس اضرابات الاطباء يضرب هذه الأيام كل من السودان والأردن ومصر والجزائر.. كل الاضرابات مطلبية لتحسين أوضاع الاطباء الاقتصادية عدا اضراب الاطباء في مصر الذي يطالب برفع حصة وزارة الصحة من الموازنة العامة للدولة حتى تتساوى بميزانية وزارات الصحة بالدول المتقدمة.. لكن هل يجوز اضراب (ملائكة الرحمة) سواء كان لأجل تحقيق مطالب شخصية أو مطالب عامة على الأقل من الناحية الاخلاقية؟.. ليست المصالح الشخصية وحظوظ الدنيا هي كل شيء في الدنيا كما ليس بالقوت وحده يحي الانسان.. قلت ذلك وفي ذهني كما في ذهني كل رجل رشيد أن الامتناع عن تقديم الخدمة الصحية للمحتاجين جريمة كبرى في كل أنحاء الدنيا وهو أمر قاله أبقراط ابو الطب وهو أعظم أطباء عصره، وهو صاحب فكرة القسم الشهير الذى يقسمه الأطباء قبل مزاولة مهنة الطب.. بعد أبقراط جاء الاسلام وقال الاسلام ما قال وأوصى ما أوصى.. ماذا لوجاء مريض إلى قسم الحوادث يحتاج لأوكسجين لانقاذ حياته ووجد الأطباء في اضراب لأنهم يطالبون بتحسين شروط خدمتهم؟!.. لن يتفق أحد عاقل مع تبريرات الاضراب مهما كانت في هذه الحالة.. قبل (44) عاما كان هناك وعي واهتمام بمنع الاضراب في المرافق الضرورية التي من المؤكد منها المستشفيات وأقسام الشرطة.. في يونيو من العام 1966م وافق مجلس الوزراء على وضع قانون لتحريم الاضراب في المرافق الضرورية.. واليوم مازلنا في المربع الأول ونستجدي أطباءنا بعدم المساس بهذه المرافق حتى ولو شعروا بالغبن وألا يتخذوا المرضى دروعا بشريا في (حربهم) مع الحكومة ووزارة الصحة.. ليتهم لا يفعلوا وينفذوا اضرابهم.. المواطنون القاعدون والزاحفون على أرصفة المستشفيات ينتظرون من أبنائهم الأطباء أن يأخذوا بأيديهم ويخففوا آلامهم ويمسحوا دموعهم لكن بعضا من هؤلاء الأبناء يمارسون ما يشبه العقوق تجاه الاهل والوطن.. هؤلاء يريدون أن يبقى عالم الأطباء عالما مخمليا. تشير معلوماتي أنه تم تنفيذ مطالب الاطباء السابقة على نحو كبير لم تحظ به فئة من الفئات الأخرى، فالدولة (سكبت) 22 مليون جنيه (22 مليار بالقديم) في جيوب الأطباء، فقد تم حل مشكلة متأخرات العلاوة الشخصية للاطباء والنواب للدفعات (22)، (23)، (24) 24 بتوفير مبلغ 5.4 مليون جنيه من وزارة المالية وبلغ عدد الاطباء الذين صرفوا متأخرات هذه العلاوة 1349 طبيب باجمالي مبلغ 2.566.843 جنيه حتى العاشر من مايو الحالي، كما تم صرف البديل النقدي لجميع الاطباء النواب حتى نهاية العام 2011م وبدل اللبس لجميع النواب حتى نهاية العام 2011م، وبدل الوجبة لجميع النواب حتى ابريل 2011م، وبدل العيادةلجميع النواب حتى ابريل 2011م، وعلاوة التدريب للنواب حتى 2011م، ومنحة الرئيس لجميع النواب حتى ابريل 2011م، كما تم توفير مبلغ 2.5 مليون جنيه لبدل الاطروحة وتم رفع المبلغ من 5.000 الى 7.000 جنيه حيث تم صرف مبلغ 2.395.000 جنيه لعدد 345 طبيباً حتى تاريخ 10 مايو الحالي، فضلا عن صرف بدل ميل 250 جنيه للنواب الذين يملكون عربات خاصة حسب النظم السارية للدولة حتى ابريل الماضي، وقائمة تطول حتى أن الانطباع الذي خرجت به أن الدولة (تدلل) فئة الاطباء لكن هذا (الدلال) دفع بالمطالبة بمطالب جديدة وربما تعجيزية لا تخلو من غرض سياسي. Yasir Mahgoub [[email protected]]