بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغٌ للناس (2-2) إستهلالة : صدق أهلنا في شمال الوادي حين قالوا عنا : أطيب وأكرم من السودانيين مافيش !! ؛ والمعني بالطيبة هنا وجهها الآخر أي " السذاجة والعبط والهبل" ولكن طرأ على هذا المقولة طاريء أملته الظروف الاقتصادية في نهايات عهد نميري وما أعقبها من حكم ديمقراطية الطائفية حيث انفلت الأمن فأصبح اللصوص سادة الموقف يعبثون ويمرحون ويسرقون من يشاء بمنتهى الحرية ويتكرمون على من يشاء بعفوهم من تنفيذ العملية ؛ فأصبحوا بهد أن سمعوا ما وصلنا إليه يومها يوصون كل مصري مسافر إلى جنوبالوادي بقولهم ( خلي بالك ديل فتّحوا أوي) !! . المتن(2): يبدو أن سعدة وزير المالية ما زاليتوسم فينا ذات صفات الطيبة والكرم بالمعنى السالب؛ فتصرف فيما لا يملك بأريحية ؛ معتمداً على أن أحد أهم الصفات السودانية الطيبة الكرم ( السذاجة والهبل ) فكان كريماً مغداقاً في غير ما يملك باعتبار أن جيبه الخاص وجيب الشعب ينطبق عليه قول أهلنا في التعبير عن كرمهم " يا أخي الجيب واحد"!! ؛ أما كونه (زرزر) الصحفي باستغلال منصبه وسلطته في غيرما حق لقسره على أن يفصح له عن مصادره ؛ فهذا اسقواء باستغلال السلطة وكان أولى بالوزير وبدلاً من هذا الفعل المشين الذي لا يمكن إلا أن يطلق عليه ( بلطجة الدولة ) ؛ فقد كان الأولى أن يبادرالوزير بالبحث داخل دهاليز وزارته أو في زواريب سوق المال عن من سرب خطاب العطايا والهبات بدلاً من انتهاك حرمة الصحافة ليزيد برعونته بدلاً من الطين بلة ؛ بلتين وزيادة!!. إن كان قرار الوزير سليماً؛ ولم يكن ا يشعر بفداحة خطئه أومخالفته للقواعد والمألوف؛ فلماذا يخاف من نشر الحقيقة وهو الذي حدثنا كثيراً عن الوضوح والشفافية؟!! . فهل الوزير منح من الامتيازات للرجل وأنه أصلاً لا يستحقها؟! فإن كان يستحقها فلماذا الغضب والثورة ؟!؛ ولماذا يصبح القرار سراً في الخفاء وليس في العلن؟! فأين الشفافية التي أزعجتمونا بها ؟! وكيف نصدق مقولة نائب الرئيس وهو يعلن :( الداير يحارب الفساد بلقانا قدامو )!! . هل علينا أن نعتبر قرار الوزير في التصديق بهذه المزايا " المهولة" وتصرفه الأرعن مع الصحفي هو محاولة يائسة لإخفاء تصرف غير راشد ؟! أين المجلس الوطني ونواب الشعب من هذا الفساد ؟! أليس هو الرقيب الذي يراقب السلطة التنفيذية ويحوِّل الفاسد منها لوزير العدل؟! كيف يوافق المجلس الموقر على حزمة القرارات الاقتصادية الأخيرة التي قصمت ظهر المقصوم ظهره أصلاً وذات المجلس يسكت على قرار وزير المالية بكل هذه المزايا لهذا الهظبر الذي لو إلتحق بالبنك الدولي لما نال نصفها .أ حشف وسوء كيل؟! أليس في محاولة اجبار الصحفي للإفصاح عن مصدر خبره أو مصدر مستنداته عن تلك المفسدة البينة التي كشف أمرها ؛ يعتبر بحد ذاته نوعٌ من أنواع الاداري ثم المالي قبله فيصبح فساداً مركباً لإساءة الوزير استخدام السلطة في الحالتين؟!!. الوزير المغداق الذي بكرمه يغدق ذات اليمين وذات اليسار من مال الشعب هو نفسه الذي خرج علينا مبتسماً ليعلن الاجراءآت الاقتصادية الجديدة التي ستطبق بعد خروج نصيب الشمال من عائدات البترول من الموازنة ؛ قراراته الاقتصادية وقعت علينا كدوي الصاعقة ونذير الشؤم . ربما يومها تعجب الوزير لماذا لم يثور الشعب على قرارته ؟! فالاجابة بسيطة : الأصل أن الناس معدمين فالمثل يقول : أيش ياخد الريح من البلاط!!. الآن نفهم أن القرارات الاقتصادية المعنة كان الهدف الرئيس منها توفير ما يمكن للإغداق على الخلصاء بمثل ما فعل الوزير مع مدير عام سوق الأموال لأنهم تعودوا على الترف المادي أيام البترول والمثل يقول ( سهلة الرضاعة وصعبة الفطامة )!! وهؤلاء الخلصاء تعودوا على الرضاعة من ثدي مداخيل البترول فمن يقنعهم الآن بتغير الأحوال؟! .. صعب .ز وصعب جداً ؛ فكان على الوزير البحث عن موارد لتغطية العجز الذي يمس ترف هؤلاء الخلصاء ففكر في حزمة القرارات لتمويل صندوق تكافلي من جيب الغلابة لهذا الغرض ؛ بالتوفيق إنشاء الله!! يبدو أن وزير المالية توجّس خيفةً على الشعب من سَعْرَتْ المُغدق عليهم لأنهم إن حُرِموا فأصيبوا بالسُعار فلربما يعضون معظم من يجدون في طريقهم من الغلابة فيصابوا بداء السُعار فتصبح تكاليف الطبابة أعلى مما ما يتقاضاه أمثال هؤلاء الخلصاء فالرجل عمل بفقه " أخف الضررين " لأنه رجل مسئول عن اقتصاد البلاد ؛ لذا فقد رأف بحال العباد والبلاد ورأى أن أخف الضررين هو أن يتقاضي مدير عام سوق الخرطوم للأوراق المالية راتباً شهرياً قدره(18) مليون جنيه بس مع "التحابيش" الملآزمة !! الحاشية: صحّ المثل القائل: (عريان السنة داير ينكسي في يوم!!) ؛ لهذا تكرم وزير المالية بالموافقة على بدل ملابس (72) مليون ولكن ما يدعو للتساؤل عدم الاشتراط في إعلان الوظيفة شرطاً إلزامياً – إن كان هناك أصلاً إعلان - للتمتع بهذا البدل ؛ هو ن يثبت المتقدم بأي وسيلة بأنه فعلاً من العراة أو أن عليه أن يأتي لللمعاينة عارياً إن عجز عن تقديم دليل ثبوتي لإثبات عُريَهُ . الأدهى والأمر أن هناك بدل آخر لم نسمع به حياتنا ؛ ولكننا الآن نطالب الوزير بإتماده بتطبيقه على كل الحزانى والغلابة من موظفي الدولة آلا وهو البدل البدعة ( بدل العيدين) ؛ على الأقل حتى يعيد بقايا بسمة باهتة اختطفها من على شفاه أطفالهم بعدهم ؛ تلك البقايا التي اختتطفتها الوزير بحزمة قراراته الاقتصادية الأخيرة!! .. فقراراته هذا الوزير لا تأتي فُرادى وإنما بالحِزم ؛ فالله المستعان!! عقد هذا المدير العام "الغلبان" الذي وقعه وزيرالمالية - فك الله عسرته- لا تقل حوافزه السنوية المضمونة عن ( 15شهر X18 مليون = 270 مليون) ولكن لأن الوزير حريص على مال الشعب فقد أصر على أن لا يتجاوز الحافز سقف أعلى أي مرتب (18شهر X18 مليون=324 مليون) يعني بالعربي ما بين ربع مليار إلى ثلث مليار بس ؛ يا دوبك يقدر يعيش مستور!!.. المسكين غليان كان الله في عونه لأنه مسئول عن بلاوي متلتلة!! أما عن إخواننا الصحفيين (الغِلآويين – هداهم الله ) ما كان عليهم أن يغضبوا كل هذه الغضب فالموضوع بسيط جداً جداً وهم أعطوه أكبر من حجمه ؛ لنفوسهم (الغِلاّوية) التي تحسد القرد على حَمَار ... !! أما موضوع د. المعتصم عبدالرحيم و (165 مليون بس) رغم أنها مصيبة أخري وغير مبلوعة ولا يمكن زردها إلا " بشامبيون" لكن على الأقل أنها تدفع لمرة واحدة في السنة بحسب أن هناك امتحان واحد بس ؛ وكنا حنزعل ونؤيدهم لو كان هناك كذا امتحان ؛ بعدين الرجل آثر العمل بمبدأ ضربة واحدة في الراس توجع) وما مكشوفة زي الشهرية!! يعني قضاء أخف من قضاء!! . أما صاحبنا هذا فعداده رامي ونقّاطتة بتنقط تصوروا حتى في المواسم والأعياد يعني" دبل كيك" !!. عموماً بختك يا عم لأني مش(غِلاّوي) زي الجماعة التانيين!! ، فأنا أقول اللهم لا حسد وّا ملك الملوك وهب لا تسألن عن السبب ؛ وإذا سألت تبقى قلة أدب ، وأحسب إننا من المتأدبين ومع ذلك نخاف على الرجل من الحسد ونقول : إنشاءالله عين الحسود فيها عود ؛ قول :انشا الله!! هامش: يا ترى من يبدأون حديثهم دائماً بالبسلمة ؛ ثمّ الصلاة على الحبيب المصطفى بعد استلام هذه ( الهبرات) هل يشكرون الله فيقولون : ( بارك الله فيما رزق)؟! قول الله سبحانه وتعالى: { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحاكم لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون } حديث شريف: (عن أبى أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "من شفع لأخيه بشفاعة فأهدى له عليها هدية فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا) abubakr ibrahim [[email protected]]