هذه الخاطرة أهديها إلي كل من ضرب في المنافي يبحث عن ماذا لست أدري؟ فأنا واحد ممن طال منفاهم, ولست أدري إلي متى, اتصور نفسي أعذب أهلي وأخص أمي, فجاءني أحساس كم نعذب نحن أهل المنفى أهلينا ومن عجب أننا نعذب أحب الناس إلينا سواء أكانت أم أم زوجة أم ولد أم أخت وأخ، يعز علينا أن نفترق عنهم فهلا تقبلتم خاطرتي عمر التجاني يا حروفي المستحيلة أين أنتِ مرة كنت قد ناديتكِ من وراء الحُجُب فأتيتِ زرعتكِ في جُلمد صخر الصحراء فنبتِ واستسقيتكِ غيثا مدرارا فهطلتِ صنعتُ منكِ المحال فكنتِ وأجبتِني ساعة خضم الخُطوب فما توانيتِ سقتُكِ حيثما أريدُ فما عصيتِ الآن أطلُبكِ لم امتنعت لم أبيت أين أنتِ أين أنتِ أنشدُ بضع كلمات من ابن عاق إلي أم غفّارة نجم يضيء مدلهمات الليالي يحفظ الكون أسراره أجوبُ متاهة الزمان أهتكُ أستاره أبحث في جوف الكتاب أرددُ أسفاره أشق المكان أسبر أغواره يا موطن الإبداع لما علا وتعالى فيض الخيال الرحب الصفي سما وتسامى يا حلما وطيفا بدد وحشتي غير أنه يهيج مني الشجن العنيد أراها تبحث عن وجه مبارك بعيد تلمح السعد في الإياب الرشيد ويأتيني ساعة الوحشة شدوكِ الفريد إياب هواطل الفرح يبدئ ويعيد (زينب تجر النم) فما برحت وما برح النشيد وأقلب صحائف كتابي المنمنم أقرأ سورة مريم أبحث عن وجه مريم يملأ الكون بشاشة وترنم والشيخ بجاء نصر الله والفتح تمتم وأستزرعُ زهرة في الفؤاد وألف زهرة أبعثها آسية تواسي كل من غاب ندية معطرة أكتب كل كلمة رطبة وجملة مفيدة تبعث الدفء في اياصر القلب عذبة سعيدة واستعذب نجواكِ إن النجوى أثيرة نفيسة ذكراك ما برحت خيالي رزاز أمسية مطيرة كم أهاج الليل مني صوتُكِ الدفيء للهناء تنادي فموعدنا ساعة الإياب وما أقرب الميعاد قطعا سنعود يوما ويعود الصبح المبارك فلا وألف لا لن يسحقنا ليل الظلم في سحيق المدارك سنعود حتما Forbach يونيو 2001 omer eltegani [[email protected]]