بعد أن ماج ذُراها كانت كنجمِ الفجرِ بريقا أثيرا فخبتْ وا حسرتاها أوَّ أتدرى ! إنما أضاعتْ ببيدرِ الأسى خطاها أحلامُ ليلٍ صفيَّ البدرِ انقضت وبعض مضاها لم يكن ليلُ الشتاءِ باردا بحضرتِها وحتى جفاها سَلِسَةٌ أنشودة عذبِ هواها وما فقرت فاها نسيتْ والنسيانُ عذابُها ظمئت فما ارواها ظاعنةٌ إبِلُها ترمي الرحيلَ من مَبْهج سناها بليالٍ معطشاتٍ، مزمارها خافت الصوتِ وصداها ولمّا انقضى العهدُ ارفضَ سامرُ نعيم نداها وبليل الوحشة والقر وزمهرير شتاها أنى لي بدثار لأتقي أنواها طارت عصافير أحلامي في ظلام الغسق ومضت وا أسفاها انزوتْ وغابت في سماها فتبعثرت وخفيت في خفيِ خفيِ خفاها يا للوحشة في شعاب الحَزَن موغلة أنتِ في الرّزايا ومداها جيادُك معْقوفةُ الساقين كلها كابية قد خاب من جارها تركض إلي الأسفلِ أضمرَ أعجازُها وترهلَ كلكلاها آبت والإيابُ ذو عِوَجٌ منهوكةٌ خالٍ وفاضاها شدَّكِ الحنينُ لنوق الشطِ*1 هدَّكِ النحيبُ لمبعداها وأمْطَرْتِ على الحبِ حِجارةَ من سجيلٍ ترمي وما رماها ونفس باخعة ٌ على إثْرِكِ أسفا إن لم تَكُنِيْ مُنْصِفًاها **** ولما أفاقتِ الروحُ وتَجلّتِ الرؤى أبصرتِ العيونُ غشاوة تتمطى وتتمددُ بغطاها ضاعت الأماني والمنى يا ليلُ لما كنتَ شاهداها فانهمر وابِل مِدرارِ العيونِ هواطلا عند ذكراها لن أعودَ ولن تعودَي فيا أسفي عليها ومنها ومن هواها ................. هوامش *1 نوق الشط هي نواكشوط عاصمة موريتانيا. وهناك مدينة أخرى في موريتانيا باسم شنقيط وبعض الناس يخلط بينهما omer eltegani [[email protected]]