khalid hashim [[email protected]] مثلما نقلت وسائط الأعلام ومثلما تحدث قادتها بدت الحركة الشعبية وكأنها المحرك للتظاهرات التي حدثت أمام مبني البرلمان السوداني للمطالبة بتعديلات قوانين الأمن الوطني وأجازة قانون الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب هذه هي مطالب الحركة الشعبية والتي رايتها وبموجبها تظاهرت الحركة تؤازرها قوي أخري تريد ما لا تريد الحركة, في تاريخ السودان الحديث انتفاضتين شعبيتين انتهت الأولي في أكتوبر 1964 الي تنازل العسكر عن السلطة والعودة لثكناتهم وفي الثانية أبريل 1985 فعل العسكر الشئ نفسه بمعني أن نجاح الانتفاضتين تم برضا الجيش في الحالتين والسؤال في ظل الأوضاع الحالية هل يفعل الجيش السوداني ذلك كما ترجو أحزاب المعارضة الشمالية التي تشاطر الحركة الشعبية التظاهرات وتخالفها في الغايات والإجابة بالقطع لا لأن الأوضاع السائدة حاليا غير تلك التي كانت سائدة علي أيام انتفاضتي أكتوبر وأبريل فالجيش كان وأحدا أما اليوم فالحركة الشعبية التي تتظاهر أمام البرلمان لها جيشها الخاص الذي توفر لها ثلثي ميزانية حكومة الجنوب وتشتري له الدبابات والمدرعات وقيل حتى الطائرات المقاتلة وهي تحكم أقليما كبيرا يوفر لها أرضية وقاعدة للانطلاق لشن الحرب علي الشمال كله وليس حزب المؤتمر الوطني الذي يتحمل المسئولية الكبرى في جر الحركة الشعبية للقوي الشمالية لجانبها بسبب أنانيته المفرطة وتبخيسه لشأنها والتهوين من قدرها كان حريا بالمؤتمر الوطني والبلاد علي شفا انفصال واقع لا محالة وله من التداعيات ما لا طاقة لأي قوة سياسية مواجهتها بصورة منفردة وقد أوصل المؤتمر الوطني بسلوكه الأناني ونهجه الاستعلائي القوي السياسية الشمالية لحالة التحالف مع الحركة الشعبية الذين هم في عرف أمينها العام باقان أموم كلهم شئ وأحد يتفقون في النوع ويختلفون في المقدار, تطمح الحركة الشعبية من خلال التظاهرات أمام البرلمان الي أن يرضخ المؤتمر الوطني لرؤيتها في مشاريع القوانين المختلف حولها خاصة قانون الاستفتاء الذي هو عند الحركة الشعبية أقدس من بقرة التحول الديمقراطي الذي هو محض مطية تمطيها رفقة الأحزاب الشمالية ومتي وصلت لمحطة التفاهم مع شريكها الأثير المؤتمر الوطني الذي بدونه لن تبلغ محطة الدولة المستقلة نزلت عن الركاب وتمنت لحلفائها من الأحزاب الشمالية سلامة الوصول ولهذا فأن تظاهرات ساحة البرلمان عند الحركة الشعبية لا تهدف لإسقاط الحكومة والتي لو سقطت لسقطت معها اتفاقية السلام الشامل برمتها بما تضمنته من حق لتقرير المصير وهو ما تدركه الحركة الشعبية جيدا ولهذا لن تنساق خلف قوي المعارضة الشمالية التي اعتقدت خطاء أن رياح أكتوبر وأبريل هبت من تلقاء الجنوب فخير للمؤتمر الوطني وللقوي الشمالية الجلوس للتحاور حول مستقبل الشمال أما الحركة الشعبية فقد حسمت أمرها دولة مستقلة مضمونة عوضا عن تحالفات سياسية تجتاحها كل مرة تغيرات مثل تلك التي أصابت المناخ والتي من أجلها يلتقي العالم في كوبنهاجن.