منصات...حرة.. أبيي ..وحلايب..مقاس 22 نورالدين محمد عثمان نورالدين [email protected] كثيرا مايحلو للنظام اطلاق شعارات (حلايب سودانية )..(ولن نفرط فى شبر من أرض الوطن )..عندما تتوتر العلاقات مع الشقيقة مصر التى حينها تصبح لاشقيقة ولاجارة حتى وبمجرد زوال سبب التوتر وتعود العلاقات بين النظامين أو قل الحزبيين الوطنيين هنا وهناك كانت تختفى هذه الشعارات بل من يحاول التحدث عنها يعتبر من الآثميين ..هذا ما كان من سلوك الانقاذ تجاه منطقة حلايب ..التى اعتبرها سودانية شحماً ولحماً ولكن للسياسيين أمور أخرى احياناً لا يعيرون إهتماما لهذه الوطنية التى بدواخلنا ..فطالما كانت حلايب سبباً فى توتر علاقة مصر والسودان وكثيراً ما نسمع عن إتفاق بجعلها منطقة تكامل بين البلدين وأحيانا يتصاعد الشجار والجدال حولها .. فى الآخر حلايب تتربع فى قلوب الشعبيين المصري والسوداني ..فلتبقى حلايب سودانية او فالتبقى حلايب مصرية ..أين يكمن الفرق ..فشعب حلايب هم من سيختارون أى تاج يريدون ...واليوم لا نرى أن لنظام الخرطوم أى غضاضة فى أن تصبح حلايب مصرية فعملياً تم بيع مساحات تتجاوز مساحة حلايب بالملايين للمصريين فى الولاية الشمالية أو بما يعرف بالايستيطان الايجاري أو كما يسمون ..فالتمدد الطبيعي للشعب المصري هو بمحازاة النيل جنوباً ..فشمالاً البحر المتوسط يقف سداً أمام التمدد شمالاً ..وأيضا هناك تمدد أثيوبي وارتري من جهة الشرق وهو غير مرئي لعدم وجود تنازع على الحدود ولكن وصل حد هذا التمدد أن فرض علينا المجتمع الدولي قوات أثيوبية لحفظ الأمن فى منطقة أبيي ..ربما ايضاً ليحد من تمدد الجنوب شمالاً ..فكما سكان حلايب هم سودانيون ومصريون فسكان أبيي هم ايضا جنوبيون وسودانيون وكما أن سكان النيل الازرق سودانيون وسكان دارفور ايضا سودانيون ..فأين هنا تكمن الأطماع ..اثيوبيا تتمدد شعبياً داخل البلاد ..المصريين يتمددون جنوباً داخل البلاد والحكومة ترى هذا الوضع طبيعي بل تستأمن البلاد للقوات الأثيوبية أكثر من السودانية جنوبية كانت أو شمالية وترعى التمدد المصري وتشجعه بمزيد من الإتفاقات التى لا تخدم سوى الجانب المصرى ..فلماذا تتعامل الانقاذ مع أبيي بهذا التشنج مع أن أبيي سودانية أبا عن جد ..وتتجه الى الدبلوماسية والترضية السياسية مع منطقة حلايب مع أن حلايب منتازع عليها دولياً ..فقبل أيام قلائل رحل الاخوة الجنوبيون لبلادهم وهم يحملون عشق هذه البلاد ويتحلون بصفات أهل هذه البلاد ويعشقون وردي وخليل فرح ويشجعون الهلال والمريخ ..فهم أحق أكثر من المتمددون جنوباً فى التمدد شمالاً فهلا إنسحب الجميع من أبيي لتصبح نواة جديدة لوحدة السودانيين جنوباً وشمالاً مشكلين تنوعاً ثقافياً وعرقياً فريداً و قل مانجده فى العالم ..بدلا من أن تصير نواة للعداء والتوتر والحروب ومدخلاً للأطماع الدولية فى ثروتنا البشرية والمادية ..فابيي ..الآن أصبح مقاسها نفس مقاس حلايب فعلى النظام أن يتخلى عن تلك المعايير التى كان يتعامل بها لمدة 22 عاماً ويبدأ بتعامل جديد ومرن فابيي ليست أرض فقط وثروات .. أبيي قبل كل شئ هى إنسان وثقافة ووطن ..كما حلايب فى وجداننا فلن يستطيع لا مصر ولا الانقاذ من نزعها من دواخلنا ..فأبيي وحلايب ..درتان فى وجدان الشعب السودانى ... مع ودى... نشر هذا المقال بتاريخ 11 / 2 / 2012