[email protected] * بعد أقل من اثنتين وسبعين ساعة من اعلان الاتفاق ( المفاجأة ) بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال فى اديس أبابا، نسفه الرئيس بمفاجأة أكبر بالتوجيه الذى اطلقه من داخل المسجد الذى بناه تخليدا لذكرى والده بضاحية كافورى بالخرطوم بحرى للقوات المسلحة السودانية بمطاردة الفريق عبدالعزيز الحلو أحد كبار قادة الحركة الشعبية حتى القبض عليه، الأمر الذى سيؤدى عمليا لنسف الاتفاق الذى جاء بردا وسلاما على الكثيرين ما عدا قلة من بينهم خال الرئيس البشير الطيب مصطفى واعوانه ..!! * مصدر المفاجأة فى توجيه البشير انه نسف اتفاقا كان عرابه الدكتور نافع على نافع الرجل القوى واحد أكثر معاونى البشير إلتصاقا به، والذى كان وجوده على رأس هذا الاتفاق الذى يمهد الطريق لحل الكثير من المشاكل بين الحكومة والحركة الشعبية (قطاع الشمال) ويحدد مستقبل العلاقة بينهما، بل ومستقبل العلاقة بين دولة جنوب السودان وخليعها، هو نفسه مفاجأة كبرى للجميع باعتباره احد اكبر غلاة المتشددين فى المؤتمر الوطنى والحكومة وصاحب المواقف المتصلبة ضد كل محاولات الصلح بين المؤتمر الوطنى ومعارضيه بما فى ذلك اتفاق السلام الشامل، وهى المواقف التى قربته من البشير وجعلته الرجل الثانى فعليا فى البلاد ، فكيف يأتى (فجأة) ليعقد اتفاقا يتعارض تماما مع مواقفه وآرائه ؟! * وقبل يوم واحد من من تلك المفاجأة الرئاسية، فجر البشير مفاجأة أخرى ( وان حظيت بردود فعل أقل )، وذلك بنسف التصريح الذى أدلى به مستشاره ومسؤول ملف دارفور واحد منظرى الحزب الحاكم الدكتور غازى صلاح الدين عتبانى بتخصصيص منصب نائب الرئيس بعد خلوه بانفصال الجنوب لمنطقة دارفور ولقد نفى الرئيس ذلك فى حديث للصحفيين فى طريق العودة من رحلة الصين ( المغامرة ) والتى وجدت تغطية واتسعة من أجهزة الاعلام بسبب ما احاط بها من ملابسات وتزامنها مع صدور اوامر القبض من المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس القذافى وابنه واحد معاونيه !! * إذا أضفنا الى ذلك مفاجأة إقصاء الفريق صلاح قوش قبل اسابيع قليلة من منصبه كمستشار امنى للرئيس ثم عزله من منصبه القيادى بحزب المؤتمر الوطنى، وهو الذى كان صاحب نفوذ كبير وأحد الأقوياء فى الدولة والحزب والمدير السابق والمؤسس الفعلى لجهاز الامن الوطنى لجاز لنا ان نتساءل .. هل حزب المؤتمر الوطنى ( بكل هيلمانه) هو مجرد مسرح عرائس يمسك البشير بكل خيوطه او مجرد صورة معلقة على جدران القصر الجمهورى تعطى الناظر إليها احساسا زائفا بوجود شكل مؤسسى للحكم بينما تتركز كل السلطات فى يد البشير وحده تماما مثلما كان عليه حال الحزب الوطنى فى مصر، أم انه بوادر انقلاب جديد من البشير على المؤتمر الوطنى تعيد الى الاذهان انقلابه السابق على الترابى وتجعل الثورالأسود يهزى ويردد : ( أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض ) .. وما دايم غير الدايم !! الاخبار، 3 يوليو 2011