فى مطلع العقد الرابع من القرن المنصرم ظهرت اعمال البرت كامى الغريب اسطوره سيزيف ,سؤ تفاهم عبرها وضحت فلسفته القائمه على العبث. حينها كان فى اتساق مع سارتر جمعتهم صداقه فى تلازم بلا قسور .بعد صدور كتابه المتمرد دب الخلاف بينهم واصبح البرت كامى فى نظر كثيرين من ضمنهم جان بول سارتر ليس من المناصرين لقضايا حركات التحررو ذهب كل منهم فى حال سبيله سارتر فى التزامه الادبى و كامى فى عبثه الفعَال.فى كتابه المتمرد انتقد الافكار الايدولوجيه خاصه الماركسيه والغولاق وكذلك النازيه والمسيحيه وحتى الثورات .اشاد بالتمرد الذى يمثل الخلاص الابدى للانسان .كانه يقول ان العبث فى اعماله الاولى هو حاضن التمرد وان خلاص الانسان فى تمرده وليس فيما ساد عن الميتافزيقا ولا الثوره و لاحتى الايدولوجيه .بعد هذه المقدمه ما علاقه البرت كامى بفرانسس دينق ؟ الاجابه فى عمل البرت كامى سؤ تفاهم يورد فى عمله الدرامى قصه ذلك القادم من سفره الذى دام لزمان طويل واراد ان يخفى هويته عن امه و اخته ليله وصله النزل الذى يدرنه اراد ان يعرف استطاعه الام والاخت فى التعرف عليه بعد غيابه الطويل .عرض كل ما لديه وما يوحى بانه يملك الكثير من المال .فى اليل فكرت البنت واقنعت الام بفكره قتل النزيل .فى الصباح عرفن ان المقتول هو الابن الغائب انتحرت الام وابنتها وضاعت فكره حياه سعيده بعد الاستحواز على المال .فكره عمل كامى هى لو ان النزيل قدم نفسه بهويته الحقيقيه لانقذ نفسه والاخريات .وهنا تغيب فلسفه ايمانويل كانت باسئلتها عن المعرفه ,الاخلاق ,القدره على الحكم ومن هو الانسان .ما علينا نحن هنا مع العبث الفعَال لكامى .وهنا ان هذه الدراما تتطابق مع مقوله فرانسس دينق التى اصبحت متداوله وسط الكتاب السودانين وتعنى ان السودانين تحدثوا عن كل شى الا عما يفرقهم لم يتحدثوا ابداكانه يقول اذا تحدثنا عما يفرقنا لانقذنا نفسنا والاخرين البرت كامى نبذ العنف وكما وصفه سارتر بانه ضد حركات التحررفى دول العالم الثالث ومن الداعمين للاستعمار وخاصه موقفه مع فرنسا ضد الثوره الجزائريه اما فرانسس دينق كان يختلف مع قرنق ونجده فى كتاباته عن والده والناظر بابو نمر اقرب لافكار البرت كامى وكذلك فى كتابه حرب الروى اقرب لنبذ العنف .فكره التمرد عند فرانسس نجدها فى تمجيده لثقافه الدينكا واحيانا يضعهاجنب لجنب مع التراث التوراتى وهذا يطابق تمرد كامى ضد الميتافيزقا.وبقى ان نوضح ان متمرد كامى نابذ العنف لدرجه اتهامه بانه ضد حركات التحرر وداعم للاستعمار نجدها هنا صفه يطلقها حكام الشمال على الثورى الجنوبى الذى خاض غمار اطول حرب فى القاره الافريقيه .كامى فى المتمرد انتقد الثوره الفرنسيه والماركسيه و الثوره البلشفيه ودعى لرفض كل ما ينفى الانسان .اعتزاز فرانسس بتراث الدينكاواضعا اياه فى مصاف الاديان يدلل على ايمانه بالانسان.فرانسس دينق زيارته قبل الاستفتاء يرى ان ما يفرق لم نتحدث عنه بشكل جاد طارحا بعض الافكار لتفادى الانفصال ويضرب مثلا بمدينته ابيي للاسف لم تصدق نبؤته هاهى الان تحت السنه نيران الحرب.افكاره لمحاوله تفادى الانفصال تتشابه مع افكار كامى بان تبقى الجزائر ضمن سياده فرنسا دليل على امكانيه تعايش الحضاره الاسلاميه والحضاره الغربيه .تفادى الانفصال استعصى على عبقريه فرانسس دينق كما استعصت الثوره الجزائريه على عبقريه كامى فى مساله انزال الافكار على ارض الواقع نجد ان صاحب الفعل هو الذى يفوز فرانسس قدم افكاره فى اعماله الادبيه اما الدكتور جون قرنق كان رجل فكر وفعل وعبر التاريخ اصحاب الفعل هم الذين يكتبون التاريخ مثل النبى موسى كان صاحب فكر وفعل تجلى فى قيادته التى يمجدها سفر الخروج.رغم ان فكره ارض الميعاد كانت رائجه قبله ولكنه انزلها منزله الواقع. وكذلك الدكتور منصور خالد قرن الفكر بالفعل بانتماءه للحركه الشعبيه .ان منصور يعلم اكثر من غيره ان السياسى الجيد يجب يحمل فى يده بجانب القلم مطرقه .مطرقه الدكتور منصور خالد كانت قوه الحركه التى جعلت نظام مثل الانقاذ لا يؤمن الا بالعنف يصل لاتفاق منصف لاهل الجنوب ووضع الحركه الشعبيه فى موقف المنتصر .بعكس المعارضه الشماليه كانت مشلوله ورجعت ذليله مكسوره وطيله الست اعوام كانت فى انتظار انزال استحقاقات نيفاشا . بعد التاسع من يوليو عليها ان تتقمص دور منصور اى ان تجمع القلمالمطرقه فكره السودان الجديد التى قاتل قرنق من اجلها وناصره منصور جمعت شخصين عرفا الحياه وعرفا اكثر الحقل الذى يعملان فيه جون جاء بفكره عظيمه وقاد الحركه فى ظل ظروف عصيبه الى ان تحققت مراميه فى نيفاشا اما منصور يعلم علم اليقين ان من اراد ان يعمل فىحقل السياسه عليه ان يحمل القلم والمطرقه .اصبح منصور رجل فعل حينما اخذ بجانب القلم شاكوش يتمثل فى قوه الحركه واوجع به راس الانقاذ ضرب . وبقى ان نذكر ان ذات يوم كان كامى جزء من المقاومه ضد النازيه فرانسس كتب عن الجنوب وقبيله الدينكا ولكن قرنق من فاز بالابل .اما ما تبقى من السودان القديم عليه العمل من اجل قيام جمهوريه تتحقق فيها فكره السودان الحديد يكون الاساس فيها للمواطنه ليس للقيم المضافه اى وزن يذكر .اماالسائد الان من عمل داخل الاحزاب القديمه وتشرزمات قبليه وجهويه وفئويه لا تقدم المجتمع باتجاه العمل الجاد من اجل خلق وطن وامه كما كان يقول الحبيب بورقيبه .