[email protected] سعدت كثيراً بالنقطة التي حققها فتية الهلال في مستهل مشوارهم في دوري المجموعات. سبب سعادتي أن النقطة تحققت من أول لقاء خارجي وضد فريق اعتاد أن يهزم منافسيه بأساليب بعيدة عن مبادئ التنافس الشريف. لكنني لست مقتنعاً بطريقة لعب الأسياد. فقد كنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز على أنيبما بملعبه رغم الصعاب التي يضع خصومه فيها. لكننا أضعنا الفرصة واكتفينا بنقطة استحقينا أكثر منها. صحيح أن تعتبر بمثابة النصر في هذا النوع من البطولات، لكننا توقعنا أداءً أكثر اقناعاً. ولأننا ننشد الأفضل دائماً، لن نهلل ونفرح لهذه النقطة، بل سنركز على السلبيات العديدة التي ظهرت في أولى مباريات الهلال في دوري المجموعات. أول هذه السلبيات أن أخطاء الدفاع بدت مزعجة. أعلم أن هناك من سيقول أن أرضية الملعب السيئة هي ما تسبب في سوء أداء الأزرق، لكنني دائم الاختلاف مع مثل هذه الآراء العاطفية. وطالما أننا نتحدث عن فريق يفكر في الظفر بكأس بطولة كبرى، فلابد أن نفكر بطريقة مختلفة بعض الشيء. وقد ظللت أكرر منذ سنوات أن على لاعبي الهلال أن يتدربوا على اللعب في مختلف الظروف، خاصة الأرضيات المبتلة لأننا نلعب في أفريقيا وفي موسم الخريف. ولهذا لا يقنعني مبرر سوء الأرضية مطلقاً. وكل من تابع اللقاء لابد أنه لاحظ أن الهدفين لم يتسبب فيهما ( قلش) كرة من مدافع أو مرورها من تحت أقدام أحدهم. بل جاء الهدفان بسبب ضعف التغطية والقصور في المراقبة وتقاعس وسط الهلال الدفاعي أن أداء المطلوب منه. رغم النتيجة الجيدة من ناحية حسابات اللعب داخلياً وخارجياً، إلا أن شكل الهلال لم يكن مطمئنناً. بدا معظم لاعبي الفريق في لياقة بدنية متدنية في شوط اللعب الثاني. وأكثروا من التمرير الخطأ، وكانوا يفقدون الكرة بسهولة شديدة. لم يحسن كبار الهلال توظيف خبراتهم الطويلة خلال اللقاء. لم نر تهديفاً من خارج الصندوق كمحاولة للتغلب على سوء أرضية الملعب. استبسل الحارس الواعد جمعة في الزود عن مرماه طوال زمن الشوط الأول. ومع ذلك الضغط المتواصل عليه كان طبيعياً أن يقع في خطأ أو خطأين خلال شوط اللعب الثاني. ولو حرس مرمى الهلال سواه لربما ناءت شباكنا بالأهداف، ويجب ألا يغفل الجهاز الفني للأزرق هذه الحقيقة المهمة جداً. كان جمعة رشيقاً وسريعاً في ردة فعله وبدا واثقاً من نفسه رغم أن الجهاز الفني ظلمه كثيراً. وقبل جمعة ظلموا الدعيع، ولا أدري لماذا استغرب البعض وقوعه في الخطأ خلال مباراة نيل الحصاحيصا. فحراسة المرمى تحديداً تحتاج للممارسة أكثر من أي مركز آخر. ولا يمكن أن يتألق حارسا الهلال الاحتياطيين فيعيدهما الجهاز الفني للدكة بمجرد عودة المعز. وإن فعل ذلك فلابد أن نجد لهما العذر في حالة وقوعهما في الخطأ. ظللت أناشد الأجهزة الفنية المختلفة في الهلال بانتهاج مبدأ التدوير بين حراس الفريق الثلاثة، خاصة في مباريات الدوري الممتاز. لكنهم للأسف يتأثرون بما تكتبه صحف لا علاقة لها بالموضوعية والحياد حتى في تعاملها مع لاعبي الفريق الواحد. لذلك من السهل جداً أن يحجز أي لاعب مركزه بشكل دائم لمجرد أن لديه من يدافعون عنه بأقلامهم. هؤلاء يصنعون نجماً ويدمرون آخر وجماهيرنا تتفاعل للأسف الشديد مع ما تكتبه هذه الصحف وحتى الأجهزة الفنية تتخوف من بعض النجوم الذين تصنعهم صحافة الوهم. صرخنا كثيراً ونبحنا حتى جفت حلوقنا آملين في تغيير هذا الواقع المؤسف، لكن لا حياة لمن تنادي. والناظر لحال كرة القدم السودانية لن يجد عناءً كبيراً في اكتشاف الكم الهائل من الوهم الذي تسوقه هذه الصحف ورغماً عن ذلك هناك من يتهافتون على شرائها كل صباح. وهناك من يحدثونك عن كتاب كبار وما هم بكبار. ولو كنا في بلد تقل فيه معدلات الأمية والجهل بعض الشيء لما وجد الكثيرون ممن يسمون بنجوم الصحافة الرياضية من يطالع لهم سطراً واحداً. هللت بعض الصحف الزرقاء لانتصارات الهلال في المباريات التجريبية وألفوا منها مانشيتات جاذبة، لا لشيء سوء تحقيق المزيد من المبيعات ومكايدة نظرائهم بائعي الوهم في المعسكر الآخر. وأدرك أن حملات التهليل ستستمر بعد تحقيق النقطة الغالية في نيجيريا. لكنني أقول بكل صراحة ووضوح أن الطريقة التي لعب بها الهلال مباراة أنيمبا لا يمكنها أن تقودنا لمنصات التتويج. وإن أردنا تحقيق اللقب هذا العام فثمة عمل كبير ينتظر الأزرق ومجلسه وجهازه الفني ولاعبيه. ألا تجدون غرابة في أن يواجه الهلال صعوبة كبيرة في مباراة الفريق الكيني الأولى، ثم يتفوق عليه بفارق كبير في الأهداف خلال التجربة الثانية، قبل أن يصعب على الأزرق التغلب على نيل الحصاحيصا الذي يدربه ( ابراهومة). ألا يؤكد ذلك أن أحوال الأزرق ليست على ما يرام وأن عملاً كبيراً يفترض أن يتم قبل أن نتحدث عن قدرتنا على المضي بعيداً في بطولة أفريقيا الأولى! فكيف إذاً يسعد بعضكم بما تكتبه الصحف الزرقاء هذه الأيام يا جماهير الهلال؟! أتريدون لقباً طال انتظاره أم تكفيكم فقط ( تريقة ) بعض كتاب الهلال على نظرائهم الحمر؟! استغربت كثيراً لجلوس مهاجم الهلال الذي دفع فيه النادي أكثر من ثمانمائة ألف دولار في الدكة ليشارك بدلاً عنه بكري. عذراً فربما لا يعجب البعض ذكر بكري ( حاف ) كده ودون أن ألحق به لقب ( العقرب). لكنني لا أحبذ استخدام مثل هذا النوع من الألقاب. ولو كنت مكان بكري المدينة لقلت لهم كفوا عن نعتي بهذا اللقب القبيح. هم طبعاً أرادوا أن يخلقوا حول الفتى هالة ولذلك لابد أنه سعيد باللقب. لا يزال بكري في بداية الطريق وظني أن من يتحدثون عن قدرته على قلب الموازين ولعب دور الورقة الرابحة يسوقون الوهم لا أكثر. لا أريد أن أقلل من شأن أي لاعب في الهلال، لكنني أرفض المغالاة و الإفراط في المديح لأن لاعبينا يعانون من هشاشة التكوين النفسي ومثل هذا الإطراء المبالغ فيه ينهي مسيرة الواحد منهم قبل أن تبدأ جيداً. فامنحوا صغار اللاعبين الفرصة لصقل مهاراتهم ودعوهم يثبتوا أقدامهم وكفاكم تهريجاً ومتاجرة. أعيد التعبير عن استغرابي لجلوس لاعب كلف خزينة الهلال نحو مليون دولار على الدكة. وسبق أن رددت مراراً أن النجوم الذين تدفع فيهم أنديتنا المليارات يفترض أن يجدوا طريقهم للتشكيلة الأساسية منذ الوهلة الأولى، وإلا يصبح تسجيلهم إهداراً لموارد نحن في أشد الحاجة إليها. ولو كنا نريد لاعب دكة يا ميشو لما احتجنا لاستبدال فليكس بمن هو أغلى ثمناً. إن استحق اوتوبونج قيمة الصفقة يكون مكانه اللعب أساسياً وإن لم يستحقها فكيف وافقت كمدرب على ضمه! عجبت كثيراً لزميل وجد في ظفر الهلال بنقطة من مباراة انيمبا فرصة لإعادة رئيس الهلال الأسبق صلاح إدريس لدائرة الضوء. قال الكاتب المعنى أن صلاح هو من جلب سادومبا وبكري وعبده جابر وأن علينا أن نحفظ له الجميل. لكن فات على الكاتب الذي أعني أن صلاح سافر من قبل مع اللاعبين الذين جلبهم وعادوا من ملعب أنيمبا بهزيمة ثقيلة. العبرة إذاً ليست في عدد اللاعبين الذين سجلهم لأن الطبيعي هو أن يسجل كل من يرأس الهلال عدداً من اللاعبين، لكن العبرة في الطريقة التي يُدار بها النادي. ولا أدري لماذا يصر بعض أصحاب الأقلام على خداع القراء بعض أن انكشف المستور تماماً. وإن نظر الأهلة للتسجيل ( بالدين ) كانجاز فأنا على استعداد تام لتزويد الأزرق بلاعبين في قامة ميسي واينيستا، طالما أنني لن أدفع شيئاً سوى القليل جداً وترك الكثير كمديونية على الهلال. صلاح إدريس دمر الهلال وأساء له كثيراً ومن يريد أن يهلل ويطبل له وينال رضاءه فليفعل ذلك بعيداً عن الهلال. صحافة الأفراد هي من ضيعت على الهلال والمريخ العديد من الفرص. ما فعله صلاح إدريس في الهلال في فترات سابقة يفعله حالياً جمال الوالي في المريخ، ولهذا نقول للمريخاب الحلانا يحلكم. فقد أذل الوالي الأحمر ومسح بكرامته وكبريائه الأرض. وها أنتم تتابعون كل يوم فصلاً جديداً من مسرحية الحضري العبثية دون أن يقول البعض للوالي الغالي ( تلت التلاتة كم). لم أصدق بالأمس حين علمت أن الوالي اتصل بالحضري طالباً منه العودة لخوض مباراة أهلي شندي، إلا بعد أن رأيت الحارس عديم الأخلاق يحرس مرمى المريخ. أعود لموضوعي الأساسي ( مشاركة الأزرق في دوري الأبطال ) وأقول أننا نرغب بشدة في الظفر باللقب هذا العام لكن لسه بدري على الحديث عن قدرة الأزرق على الوصول لمنصات التتويج.