كسلا السودان [email protected] ناضل شعب جنوب السودان زمنا طويلا من اجل قيام دولته المستلقة والتي يريد ان تحفظ له خصوصيته وتفرده ومنها يريد ان ينطلق الي العالم الرحب وفق ثقافتة وتراثه الكبير وبعيدا عن هيمنة الشمال وثقافته العربية والاسلاميةالتي هي مصدر خلاف ورفض كبير وبائن ... اعترفنا بآسباب ذلك او لم نعترف لا يعني لنا الان شيئا ولكن ما يعنينا حقا هو حتمية وجود دولة مدنية فاعلة وقابلة للحياة بها من المؤسسات التي تمكنها من ادارة الشأن الاجتماعي والاقتصادي وتقديم الخدمات لمواطنيها بالقدر الذي يلبي ادني ما هو مطلوب للحياة الكريمة ,ممايشكل ضمانا لاستقرار وراحة المواطن الجنوبي ولان غير ذلك هو اكبر خطر يهدد وجود الدولة الوليده وتماسكها واستقلالها وعدم هيمنة دول الجوار عليها والمتهمة من قبل الشمالين بالاطماع في ثروات هذا الاقليم البكر ,وايضا سوف يكون ذلك اكبر مهدد لوحدة وتماسك دولة السودان الشمالي واقلها يشكل مصدر للازمات الانسانية والاقتصادية والامنية والتي سوف تكون مستعصية لحالة الفقر والجهل والهشاشة التي تسود في السودان شماله وجنوبه , ومن اثار الحروب المدمرة واجوائها والتي سادت الجنوب في ظل دولة السودان القديم لم تتمكن الحكومات المركزية المتعاقبة من تنمية الجنوب رغم الاجتهاد الملحوظ في ذلك وفي هذه النقطة انا اختلف مع من يقول ويذهب باتجاه فشل هذه الحكومات في ادارة التنوع وتقديم الخدمات وبناء الموسسات والمرافق الخدمية , واعزي ذلك الي تمترس شعب الجنوب حول اهمية الاستقلال من الشمال والعمل علي ذلك, مما اخر عملية التنمية وعطل بناء المؤسسات والقدرات مما طول امد الحرب وشجع علي استمراريتها ,وايضا الدمار الذي صاحب كل ما يشير الي جهد الحكومات المركزية في البناء والتعمير .ونتيجة لكل ذلك تجد دولة الجنوب نفسها بعد ان انتفت اسباب الحروب وتحقق مطلبهم النفيس, بانهم حارج قائمة الدول المدنية بمفهومها الحديث.. وبل انهم اقرب الي الخطوة الاولي من البدايات الصعبة ..لذلك علي كل جيران دولة الجنوب مد يد العون والمساعدة في بناء القدرات والمؤسسات الفاعلة وسن القوانين والتشريعات التي من خلالها يمكن ان تولد دولة مدنية حديثة قادرة علي البقاء والعطاء ولابد ان ينجح هذا المسعي ولابد ان يلتفت الجنوبين الي ذلك... فما نشاهده اليوم ونسع اخباره فان كل امراض الشعب السوداني السياسية والاقتصادية من افقار وفساد وقبلية وجهوية وعصابات نهب ولوردات حرب ,مستوطنة في اعماق تضاريس الدولة الوليدة لذلك اتمني عدم بقيام حكومات كسيحة تدير فيها هذه الدولة بكل ماهو ليس له علاقة بالحكم الرشيد وان لا يكون ليلهم مظلم وطويل ... محمد عثمان عبدالله محمد