في عالم تلاشت فيه الحدود القطرية او كادت يصعب الفصل بين المكون المحلي والدولي لاي حدث سياسي مهما كان حجمه فقيام دولة ثانية في حدود السودان السابقة ماكان له ان يتم لو لا التدخل الخارجي السافر نعم هناك رغبة لابل تطلع من الصفوة الجنوبية لتلك الدولة المستقلة ولكن لو لم يصادف هذا التطلع رغبة من الجهات الخارجية النافذة في عالم اليوم لما اصبح امرا واقعا مع تباين في الدوافع في تلك الشراكة من نكد الدنيا على السودان ازدياد المكون الخارجي في مشكلاته وقضاياه الحساسة يوما بعد يوما فانفصال الجنوب بالتراضي ولو من ناحية اجرائية وكان هذا التراضي بسبب رغبة في شقي الوطن لانهاء النزاعات والتوتر والعيش بسلام فالجميع اصابه الارهاق غير الخلاق و(قال الروووب) فالبتر مهما كانت بشاعته الا ان الانسان عندما يلجا اليه يكون قد اصبح السبيل الوحيد لوقف سريان التسمم في بقية الجسم ولكن للاسف ان قيام الدولة الجديدة في السودان اصبح اضافة للمكون الخارجي في كلا البلدين القديم والجديد في جنوب كردفان والنيل الازرق اليوم تتجلى الازمة بين بين الدولتين في السودان فهاهو السودان القديم يرمي باللوم كله على جارته الوليدة بينما هي على الاقل في جانبها الرسمي تنفي ذلك ولكن الواقع يقول غير ذلك لان الجيش الشعبي الذي يقود المعارك في المنطقتين هو ذات الجيش الشعبي الذي انفصل بالجنوب وعملية الفصم بين الجيشين الشعبين لم تتم في يوم من الايام رغما ان اتفاقية نيفاشا قد قررت ان يتم هذا الامر قبل الانفصال وذلك باعادة الدمج والتسريح بعد نزع السلاح ولكن للاسف الاستعجال للانفصال جعل هذا الامر من ضمن القضايا العالقة بين البلدين في تقديري ان محاولة تحييد دولة جنوب السودان في النزاع الحالي سيكون صعبا ان لم يكن مستحيلا ليس لان هناك فاتورة دولية يجب ان تسددها الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب, اي ضرورة استمرار مخطط التفكيك وليس بسبب (قصة الريدة القديمة) اي الرباط العاطفي بين البلدين وليس لان الخرطوم تدعم المتمردين على جوبا بل لان هناك قضايا عالقة بين البلدين تتمثل في ابيي والحدود والبترول وقضايا جانبية اخرى كالديون والاصول في مشكلة الجنوب القديمة كان البعد الخارجي غير ثابت بل اعترته الكثير من المتغيرات ويكفي ان قرنق تلقى دعما عربيا من القذافي ومن مبارك ومن (عرب تانية حامياني) علاقته مع اثيوبيا وارتيريا شهدت علوا وانخفاضا اما مع كينيا ويوغندا فقد اتسمت بالدعم الثابت وكذا الغرب بصفة عامة اما اليوم فان عقار والحلو يكاد ان يكون سندهما حتى هذة اللحظة من دولة الجنوب حصريا ومن خلال الجنوب سوف ياتي الدعم الدولي ولكن العقل والمنطق يقول ان دولة الجنوب لن تعوزها النظرة البراغماتية وسوف تفكر وتتصرف كدولة ذات مصالح من هنا تاتي اهمية التحاور معها في كافة القضايا العالقة وياحبذا لو كان هذا الحوار في شكل حزمة واحدة فالي اديس اببا بالسلامة وخلونا من حكاية التدخل الخارجي وما الخارجي abdalltef albony [email protected]