قناعتي في هذه الحياة ألا تخشي في قول الحق لومة لائم .. وهي القناعة التي توارت كثيرا في هذا الزمن بحسابات الخوف لدرجة الرعب ممن يمسكون بالقلم (اصحاب القرار) وكل من يريد تبرير (جبنه) لديه من الشماعات مايكفي ليحتمي بها وهي كثيرة تبدأ من الخوف بكل ماله صلة بالسلطة وأذرعها المختلفة وتتدرج إلي أن تصل إلي رب العمل وأكل العيش والمصالح المتقاطعة .. قبل يومين واصل مجلس الصحافة قراراته في ترصد الصحافة والصحفيين الرياضيين مستخدما أسلوب الإعدام المهني (بالجملة) لستة صحف و27صحفيا منصبا من نفسه وكيلا عن المجتمع السوداني يقرر وفق مزاج قادته الشخصي من يهدده ومايهدده ومن لايهدده ومالايهدده أصبح هو القاضي والحكم في مهزلة لن يرحم التاريخ كاتبيها والمروجين لها ماظهر منهم ومابطن .. أصدروا القرار وحاكموا الصحف والصحفيين أمام الرأي العام قبل أن يحاكمهم القضاء .. المجلس الذي يستهدف الصحافة الرياضية والصحفيين الرياضيين لحسابات معلومة منها غضب بعض الاداريين أو تذمر بعض أهل السلطة أو لتصنيفات سياسية أو لمزاج شخصي بحت تجاه هذا الصحفي أو تلك الصحيفة يلعب دور المتفرج أمام صحف سياسية ساهمت في تمزيق الوطن ونشر النعرات العنصرية والتعصب والكراهية هذا غير البذاءات والإساءات الوضيعة لقيادات ورموز سياسية معارضة .. لذا قبل أن يجتهد المجلس في البحث عن قوانين تسند قرارات الإعدام المهني للصحفيين والصحف المغضوب عليها عليه أولا إقناع الرأي العام السوداني بأنه جهة محايدة تنظر لكل الصحف والصحفيين بعين واحدة وتعاملهم جميعا على قدم المساواة .. لذا يجب على المجلس أن يقنع الرأي العام السوداني أن لاكبير عنده أمام القانون حتي ولو كان أحد أبناءه الشرعيين سياسيا ورياضيا . كل متضرر في هذا المجتمع من مايصدر عن الصحف الرياضية عليه اللجؤ للقضاء سواء كان هذا المتضرر فرد أو جماعة ومجالس الصحافة في كل العالم ليس لها أي صفة عقابية ودورها لايتجاوز الإشراف العادي بعيدا عن أي شكل من أشكال التدخل .. والقضاء والقانون هو الفيصل في كل العالم .. مجلس الصحافة سيف مسلط علي رقاب الصحفيين المصنفين عنده فهو يمكن أن يهدد ببساطة رئيس تحرير صحيفة رياضية بإسقاط الرئاسة عنه لأنه إختلف معهم في رأي إن لم يكن مصنفا عندهم من المغضوب عليهم .. ويمكن في المقابل أن يتجاوز عن بذاءات وضيعة وتحريض يومي علي الكراهية من كتاب سياسيين معروفين بتصنيفاتهم ومنهم رؤساء تحرير .. قال شاعر الشعب محمد الحسن سالم حميد (خلها بلدا ضاقت بيك محل ماتقبل تلقي عينيها تحمر في عينيك) .. وإلي أن نصل إلي هذه القناعة مثل كثيرين فضلوا الرحيل بسبب التضييق والكبت وتكميم الأفواه يجب أن يتوحد جميع الصحفيين الرياضيين لمناهضة هذا القرار الظالم بكل ماتحمل هذه الكلمة من معني .. فقد آن الأوان للصحفيين الرياضيين لتكوين أجسام قوية قادرة علي الدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم .. آن الأوان لأن يتجاوزوا محطة جمعية الصجفيين الرياضيين وإتحاد الصحفيين ويتجاوزوا قيادات العمل الراجفة الباحثة عن مايدعم مصالحها الشخصية أكثر من بحثها عن مظالم وحقوق ومهددات محرريها وعامليها .. لن نتحدث بلغة أكل العيش والتشريد الفردي والجماعي ولكن نتحدث عن الحقوق والعدالة والمساواة بدون تصنيفات أمام القانون ..نتحدث عن دولة القانون . آن الآوان لأن يتوحد جميع أهل قبيلة الصحافة سياسية كانت أم رياضية أجتماعية وفنية .. آن الأوان لأن يستوعبوا الدرس ويعلموا أن القضية قضية صحافة بمعناها المطلق وأن محاولة فرز الكيمان وخلق جزر بين الصحف والإيحاء بأن قضاياها تختلف عن بعضها البعض يعني في النهاية إستغفالها والإنفراد بها مثل مايحدث الآن للصحافة الرياضية وصحفييها . hassan faroog [email protected] \\\\\\\\\\\\