من حق جماهير الهلال أن تخرج إلي الشوارع في فرح هستيري بعد صعود فريقها المستحق إلي دور الأربعة في البطولة الكبري (بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري) من حقها أن تعبر عنه بكل الأشكال والألوان رقصا وغناء وهتاف .. من حق الجمهور الهلالي أن يخرج عاري الصدور ملونا للوجوه ومشعلا للنيران .. من حقه أن يملأ في هذا اليوم الدنيا ضجيجا وزعيقا وصراخا .. من حقه أن يحتل الطرقات وأن يكون سيد المجالس في الأفراح والأتراح يناقش بثقة .. يتحدث عن أفضليتهم في العشر سنوات الأخيرة ومقعدهم الذي أصبح دائما مع الكبار في المحفل الافريقي ونجومه الذين أصبحوا معروفين علي مستوي القارة لاعبا لاعبا بداية من القائد وبرنس الكرة السودانية هيثم مصطفي وحتي جمعة جينارو الحارس الشاب الذي حرم أنيمبا من طعم الفوز علي أرضه ووسط جمهوره .. فرط الهلال في مباراتين ماكان ينبغي أن يفرط في نقاطهما الاولي أمام القطن الكاميروني قبل شبكه هدفين من فرصتين وأضاع رماته مالايقل عن السبعة فرص أضمن من الهدفين .. وكاد أن يقتل الأمل في نفوس عشاقه بخسارة لم تكن متوقعة أمام أنيمبا النيجيري بأمدرمان .. ولن أبالغ إن قلت أن كثير من أنصار الفريق لم يضعوا إحتمال واحد في المائة للتأهل من واقع الإحباط أولا والحسبة المعقدة ثانيا للمباراتين .. والخوف من فقد اللاعبين والجهاز الفني للثقة بعد الهجوم العنيف الذي تعرضوا له عقب مباراة أنيمبا .. ولكن اللاعبين كانوا في الموعد لم تهتز ثقتهم ولم يفقدوا التركيز طوال زمن المباراة دافعوا بقوة وهاجموا بشراسة وأضاع رماته كالعادة فرصا بالجملة حيرت المعلق ومقدم الأستوديو والمحللين الذين أجمعوا علي أنه الفريق الأكثر إضاعة للفرص المضمونة في المجموعتين ووضعوا علامات إستفهام مختلفة إجتهدوا في تفسيرها مع كثير من الحيرة .. بالدرجة جعلت المحلل المصري المميز زكريا ناصف يعلنها صراحة أن خروج الهلال وعدم تأهله لدور الأربعة ستقع مسؤوليته بالكامل علي أقدام لاعبيه الذين أدهشونا وهم يتبارون في إهدار فرص يمكن أن يستثمرها شخص مر من أمام الاستاد ولاعلاقة له بكرة القدم .. لعب الهلال بقيادة مدربه الشاطر ميشو علي كل الإحتمالات .. لم يغفل الدفاع ولم يندفع نحو الهجوم إلا في حالات متباعدة كان ينتبه لها سريعا ويعود من جديد للإستحواذ والسيطرة وفرض أسلوبه علي الخصم .. بتركيز عالي في الاستلام والتمرير ويمكن القول أننا لم نشاهد الهلال طوال هذه البطولة بهذه الدرجة من الإتقان في الإستلام التمرير مثلما كان في هذه المباراة التي تعتبر أفضل مباراة يؤديها الفريق مؤكدا علو كعبه في السنوات الأخيرة علي أندية شمال أفريقيا والتي كان مجرد التفكير في التعادل أمامها علي أرضها ووسط جمهورها من المستحيلات .. يستحق اللاعبون والجهازين الفني والإداري التهنئة علي التأهل المستحق الذي قاتلوا من أجله مبكرا وكانوا من أوائل المرشحين بشهادة مدربي الفرق المنافسة والمحللين والمراقبين ... يستحقون التهنئة علي سرعة لملمة جراح الهزيمة الأخيرة والتأكيد علي أن الكبير كبير حتي ولو كان في أسواء الظروف والظروف التي أعنيها هنا منها الفني بالغيابات والاصابات بجانب الأجواء المفتعلة وغير الصحية التي أحاطت بالفريق وكادت أن تدمر كل شيء لولا ثقة اللاعبين في جهازهم الفني وثقة الجهاز الفني في لاعبيه .. صعد الهلال لمواجهة الترجي التونسي في نصف النهائي بعد أن ضمن حافزا ماليا محترما من الكاف لإنجاز الصعود إلي دور الاربعة أضافه إلي حافزه المالي من الاتحاد الافريقي أيضا بإنجاز الصعود لدور المجموعات (الثمانية) .. وسيستمتع الهلال بدولارات الكاف وعينه علي المزيد بعد لقاء الترجي الذي ستختلف حسبته من كل الجوانب فنيا وإداريا .. وأهم حاجة ختونا الكاردينال .. الذي سيظهر غدا بالحافز الدولاري .. حد يراهن؟ hassan faroog [[email protected]]