صحة الانسان هي اغلى ما يملك وهي بالفعل كما القول السائر (تاج على رأس الأصحاء لا يراه الا المرضى)، والسلامة من الأمراض لها قواعد كما القواعد المرورية، والطريق السهل للسلامة من الأمراض هو الوقاية ومعرفة مسبباتها لكي نتجنبها ونلم بمهددات الصحة والمخاطر التي قد تقود الى الاصابة بها. فهناك أمراض معروفة تهدد سلامة الطفولة وهذه محصورة ومعروفة وبزيارة اقرب مركز صحي يستطيع الوالدان معرفتها والحرص على تطعيم اطفالهم ضدها بتناول الجرعات اللازمة، مثل شلل الأطفال، الدفتريا، السعال الديكي والحصباء والتهاب الكبد الوبائي وغيرها من الامراض المعدية. أما بالنسبة للكبار فمن أهم المعوقات التي تقف امام التمتع بصحة جيدة بعيدا عن مخاطر بعض الأمراض الخطرة وفي قمتها (السمنة)، وقديما كانوا يمتدحون الرجل او الفتاة السمينة (البدينة) و يعيبون على الفتاة نحافتها ويقولون (ضعيفة) مثل السوط، ويحبون ذات (الشحم) المكتنز، وهم لا يدرون انه من (أهم) العوامل للاصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين والجلطات والسكتات وغيرها من أمراض العصر. فالسمنة في نفسها داء ومرض. وقد تفاقمت وانتشرت بين الناس لتغيير انماط الحياة والركون الى الكسل وعدم الحركة وعدم التحكم في تناول الأغذية المفيدة والاكثار من النشويات والمشروبات الغازية الغنية بالسكر والحلويات والفطائر والكيك وما اليها. لذلك فعلينا تجنب السمنة والاعتدال في تناول الطعام المفيد وتناول الوجبات المتوازنة التي تشتمل على جميع متطلبات اجسادنا من فتمينات ونشويات ودهون ومعادن وسوائل وألياف، ويمكن تغيير نظام تناول الوجبات وبدل ثلاث وجبات ريئسية يمكن تناول خمس وجبات خفيفة في اوقات متباعدة وهذا سيساعد المعدة على العمل بكفاءة ويعزز من امكانية حرق الدهون وتحسين اداء الجهاز الهضمي وفعاليته والاستفادة القصوى من الغذاء الذي نتناوله، وكذلك تناول الفواكه على معدة (فارغة) وليس بعد الأكل مباشرة لأن ذلك يؤدي الى عسر الهضم، وكذا تناول الماء قبل الأكل بنحو نصف ساعة أو بعد الأكل بنحو ساعة حتى لا نصاب بعسر الهضم والحرقان وكما ينبغي علينا أن نقلل من تناول (الثلاثة البيض) وهي السكر والملح والشحوم، وممارسة التمارين الرياضية او المشي السريع حوالى نصف ساعة يوميا وهو بجانب اثره الصحي على الجسم فهو يؤثر على المزاج وحرق الدهون الزائدة وتنشيط القلب والرئتين وأجهزة الجسم الأخرى. وهناك مسالة اخرى وهي شرب الماء، فعلينا ان نشرب كميات كبيرة من الماء لأن ذلك يساعد على طرد السموم من جميع اجهزة الجسم مما يحسن أداءها ويجعلها تؤدي وظائفها على الوجه الأكمل، وطرد السموم والتخلص منها يساعد على الشعور بالنشاط والحيوية ويقلل من الفتور والشعور بالخمول. سيما في الأجواء الحارة التي يفقد فيها المرء كميات كبيرة من الماء عن طريق العرق، فالماء عنصر مهم لجميع خلايا وأجهزة الجسم فلا تحرمها منه. ولا يقل النوم عن أهمية تناول الماء، فالنوم (ليلا) بالقدر الكافي يريح الجسم ويجدد نشاط اجهزته حيث تأخذ راحتها الكافية لكي تعمل في اليوم التالي بجد ونشاط، وذلك يقتضي بالضرورة الابتعاد عن السهر الذي يحرم كثير من اعضاء جسمك من الراحة ولابد ان ينال الجسم القسط الكامل من النوم ليتسنى افراز بعض الانزيمات التي ينشط افرازها في ساعات الليل وعند النوم، حيث تقل حركة بعض الأعضاء وتنعم بالراحة مما يجدد نشاطها وفعاليتها وحيوتها، والنوم لا بد ان يكون خلال ساعات الليل لكي يؤدي الغرض منه، فاذا استعصى عليك وأصابك الأرق فنصيحتي لك بالتمدد على ظهرك وان تنسى كل مشاغل وهموم الحياة أو (تتناساها) وتغمض جفنيك لكي تنعم بنوم عميق، والقدر المثالي من النوم يتراوح بين ست الى ثماني ساعات في الليلة. اما اذا استمر معك الأرق فيستحسن مراجعة الطبيب. لا تغضب وتحكم في تصرفاتك وكن ايجابيا في تفكيرك ونظرتك للأمور، وتفاءل دائما بالخير وابتسم للحياة والدنيا مهما (كشرت) في وجهك، ولا تجعل الشعور بالاكتئاب ينغص عليك حياتك، وكن دائما في تحد للشعور بالملل والكأبة لأن ذلك يقلل من (درجة) سعادتك ويؤثر على شهيتك للأكل وللحياة و (مسراتها)، فالكآبة والاكتئاب قد يؤثران على طاقتك وحيوتك و اهتماماتك الذاتية وهواياتك فتسود الدنيا امامك، الى درجة (الزهد) المخل في أشياء قد تكون اساسية أو من مقومات سعادتنا، ذلك لأن الصحة النفسية تؤثر على صحة الأبدان (العقل السليم في الجسم السليم). امتنع عن العادات الضارة وفي مقدمتها التدخين أو تناول التمباك (الصعوط) أو تعاطي الشيشة، ومن باب اولى المخدرات والمسكرات، فهي محرمة من قبل ديننا الحنيف، وتذكر انك عندما تدخن فانك لن تؤذي نفسك فقط فجلسائك (وقد يكون طفلك الرضيع أو الصغير) يتضررون بنسبة اكبر، وتذكر ان التدخين سبب رئيسى وعامل هام مباشر في الاصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب وتصلب الشرايين، وكذلك التمباك سبب مباشر لسرطان الفم والشفة. وتذكر انه بالامكان الاقلاع عن التدخين وعدم العودة له باستصحاب واستذكار مخاطره على صحتك ومضاره الصحية والاقتصادية وكيف انك تبدد (مالك) الذي قد ينفعك في تحقيق بعض رغباتك وامنياتك أو انجاز بعض متطلباتك الأسرية التي قد تحقق لك ولآولادك السعادة والرفاهية. وللمحافظة على الصحة، علينا اجراء الفحوصات الطبية اللازمة بصفة دورية مثلا كل سنة أو سنتين حسب ارشادات الطبيب، وكذلك حسب تقدم العمر للاكتشاف المبكر لأمراض مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم بالنسبة للأمراض التي قد لا تظهر لها اعراض واضحة، والاهتمام بصحة الفم والاسنان ولسلامة النظر يجب اجراء فحص النظر ومع تقدم العمر اجراء فحص الجلكوما (بعد سن 45) للتأكد من سلامة (ضغط) العين، وسلامة البصر. وعلى الأم الاهتمام بصحتها للكشف المبكر عن سرطان (الثدي)، سيما في أشهر (الحمل) لسلامة وضع الجنين وتطور مراحل النمو السليم وخلوه من التشوهات، وللأم لسلامتها من صحة امراض الحمل (سكري الحمل) وغيرها وللأطفال الحرص على اعطائهم كل جرعات التطعيم، والاهتمام بأسنانهم وخلوها من التسوس وأمراض اللثة وتشوهاتها. ونصيحتي لك (التوسط) في الأكل وتناول الأطعمة وأعمل بالنصيحة الشعبية (قم من الأكل وأنت مشتهيه)، يعني (لا) تشبع، كما نصحنا المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وسلمنا الله من شر الأمراض.