بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس توطئة: آن لبعض الإخوة الذين ركبوا موجة المبادئ الإنسانية السامية كالديمقراطية والحرية وحقوق الملكية وحرية التعبير والمساواة بين الجنسين ؛ وهلمجرا سواء كان بوعي للإيمان بتلك المبادئ عن قناعة أو بلا وعي منهم وهؤلاء هم شر البرية كما الأعمى الذي أمسك عصا المعاقين ولكنه لا يعرف كيف يستعملها ؛ تلك المبادئ التي تخضعها قوى التجبر والاستكبار وعلى رأسها أمريكا والناتو وتخضعها لمعايير مزدوجة ؛ فما للخارج غير ما هو للداخل؛ وهي تسوقها لنا عبر عملاءٍ حتى بما في ذلك ضعاف النفوس من بني جلدتنا وهؤلاء لا عتب عليهم ؛ لأنهم هم من سهل عليه رهن سيادة وطنه والتواطؤ لأذيته مع أعداء الأمة ؛ فكيف لنا أن نعاتب من مات ضميره الوطني ؛ وهل يُعاتب من مات ضميره. أما من ركب الموجة بوعيٍ أو لا وعي فقد آن الأوان لهم أن يستفيقوا ويتطهروا بالاعتذار لوطنهم وأهلهم عما اغترفت يداهم بعد قراءة اعترافات جون بيركنز وهي شهادة شاهد من أهلهم ؛ ولا أظن أحد تلك الأبواب يمكنه أن يشكك في شهادته لأنها جاءت بعد أن استيقظ ضميره متأخراً فأن يستيقظ ضميره متأخراً خيرٌ من أن يموت!! نتابع المتن: الفلبين واغتيال بنيقنو أكينو- يقول جون بيركنز[ عندما النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في الفلبين، بقيت ضمن التوقعات وأظهرت تقدم المرشح بنينو أكينو، بعد فرز حوالي 60 في المائة من الأصوات. معالم السرور ظهرت على وجه السناتور بنيقنو أكينو وهو يدلي بصوته بعد انتظار في يوم حار، لمدة أربع ساعات، بسبب تعطل آلات التصويت إضافة إلى الإجراءات الأمنية وقررت الإدارة الأمريكية التحرك فوراً؛ لأنه لم يعجبنا أن يذهب حليفنا الذي عملتُ على إفساده وزوجته وأبنائه اقتصادياً ؛ حتى أصبح كالدمية بأيدينا ؛ خاصة أن بنينو رفع شعار رحيل قاعدتنا الإستراتيجية؛ قاعدة كلاك الجوية التي تسهل لنا الحركة للتدخل في بعض بلدان آسيا للحفاظ على مصالحنا بالدفاع عن أنظمتها الفاسدة حينما نرى أي مهدد لأنظمتها من التنين الشيوعي!! إنها أضخم قاعدة جوية لنا في المحيط الهادي؛ رتبت وكالة المخابرات المركزية إرسال الضباع ومعهم الذئاب الفلبينية وتمت تصفية بنيقنو أكينو ؛ وكنا نرغب في إحداث فوضى برغم المظاهرات الشعبية التي نادت برحيل ماركوس وإميلدا ولكننا رتبنا عملية انتقال السلطة إلى زوجته كورازون التي عقدت معها صفقة انتقال السلطة وإلا سوف تلحق بزوجها فالضباع فقد نسقنا مع وكالة المخابرات المركزية على إبقاء الضباع والذئاب على أهبة الاستعداد بعد أن يتم ترتيب إجراءات رحيل ماركوس وإميلدا وقد اشترطا أن يرحلا ولكن مع كامل أموالهما التي نهباها. والذئاب تعني عملاء الضباع وهم قتلة محليين محترفين يجيدون عمليات القنص التي دربناهم عليها وهه أحد أهم انجازاتنا التي حين نجحنا في تأسيس الذئاب هناك] هايتي - جان برتران إرستيد (بالفرنسية: Jean-Bertrand Aristide) يقول جون بيركنز: [في فترة حكم القس ارستيد الأولى حين ثار عليه أحد رواد الجيش بدأنا هناك تجربة جديدة فقبل أن نبدأ "الحرب الإستباقية " فقد أرسلت بوصفي أحد القتلة الاقتصاديين ليقوم بعملية "الضغط الإستباقي أي أن " أغلق على الضحية بعض الخيارات مسبقاً وأجهزها لتيسير بالاتجاه "المناسب". ولعل أكثر استعمال لهذا الضغط في العالم كان في توجيهنا لتهمة الشيوعية إلى أية حكومة تشم فيها رائحة الاتجاه إلى الشعب ومصالح البلاد القومية. وقد اتهمت حكومات قومية عديدة في العالم بالشيوعية لذلك السبب، بل أن القساوسة في أميركا الجنوبية اتهموا بالشيوعية رغم أن ذلك أمر مضحك. والسبب كان أن القساوسة بدءوا يتفهمون مواقف الفقراء ويقفون معها، وهو ما كان يغيظ الحكومات الدكتاتورية الوحشية التابعة للولايات المتحدة والتي تخرج أكثر قادتها (كلهم في إحدى الفترات) من "مدرسة الأمريكتين" في الولاياتالمتحدة للتدريب العسكري. وأذكر أن أحد القساوسة قال لي: "إذا أطعمت جائعاً، قلتم أنك مسيحي طيب، أما إذا سألتني لماذا هو جائع، قلتم أنك شيوعي". .. فاتهمت الولاياتالمتحدة حكومة ارستيد (القس) في هايتي وحكومة الساندنيستا في نيكاراغوا والعديد من الحكومات المستقلة في أفريقيا وآسيا، وكما يبين لنا "وليام بلوم" في كتابه القيم "قتل الأمل" فقد اتهمت الإدارة حكومة ارستيد بالشيوعية علماً بأنه لم تكن لبلاده سفارة لدى الإتحاد السوفيتي بذلك. وفي العراق اتهموا حتى عبد الكريم قاسم بالشيوعية.كان غرض تلك التهم في كل تلك الحالات، تسليط "ضغط استباقي" يمنع تلك الحكومات حتى من التفكير بإنشاء علاقة مع الإتحاد السوفيتي. فعندما تكون متهماً بالشيوعية، فأن أسوأ شيء تفعله هو أن تؤكد ذلك للمشككين، بأن تخطو خطوة بهذا الاتجاه. الولاياتالمتحدة كانت تدرك أن "الإتحاد السوفيتي" يمثل الصديق المحتمل الأقوى الذي قد يعرقل مشاريعها في بلد الضحية ويقوي حكومتها ويجعلها أكثر قدرة على مقاومة ضغوطها، فكان يجب تسليط الضغط الإستباقي اللازم لمنع تلك العلاقة. في 1991 قبل أن يطاح به في انقلاب عسكري في 1 أكتوبر من نفس العام. ولكن الانقلابيين لم يقبلوا أن يسيروا في الخط الذي رسمناه لهم واتفقنا بناءً عليه تسلمهم السلطة بعد أن نساعدهم على خلعه ولكنهم انحازوا لشعبهم وكان علينا أن نتحرك خاصة أننا منحنا ارستيد حق اللجوء في بلادنا وإعادته للحكم عن طريق انتخابات صورية تقوم على أساس انقلاب العسكر على الشرعية الدستورية وقد كلفنا ذلك 175 مليون دولار ؛ و بدأت عملية على إعادته لسدة الحكم بعد أن استوعب الدرس ولم يعد القس ذاك الراهب الطاهر الذي يتحدث عن حقوق الجياع أو يحدثنا عن الفضيلة وذلك بعد إفساد ذمته ومساعديه من الرهبان تماماً ؛ وقد نجحنا في إعادته ليشغل منصب رئيس مجددا بين 1994 و1996، ومن 2001 إلى 2004 ولكن إرستيد أصبح فاسداً فساداً مزمناً لذا خلع عن الحكم بانقلاب عسكري آخر ليتهم الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء خلعه.. انتقل بعدها إلى المنفى ليستقر في جنوب أفريقيا بوساطة أمريكية] فنزويلا – هوغو شافيز: يقول بيركنز:[ أن هوغو شافيز هو ملهم لشعوب أمريكا اللاتينية ونحن لا نخاف إلا من هؤلاء الملهمين لشعوبهم . هوغو أصبح يشكل تهديداً مباشراً لمصالحنا النفطية في فنزويلا ؛ وقد بدأنا العمل فور صدور التوجيهات لنا ولكن ما أثار دهشتنا كيف تمكن هذا النظام وبطريقته نفسها أن يستمر لسنوات وهذا يعني أننا فشلنا ؛ والإدارة لا تقبل منا هذا إطلاقاً برغم أن أداءنا كقتلة اقتصاديين تطور وتحسن كثيراً وقد أثار حفيظتنا تلك النتائج الهزيلة التي لم تحقق نجاحاً بالإضافة إلى أن ما حصل في فنزويلا أثار في أنفسنا الكثير من التساؤلات فقد كنا مطمئنين لاستمرار النظام هناك حتى فاجئنا هوغو شافيز على حين غرة. ففي عام 1998 عندما فاز شافيز في الانتخابات بعد أن كنا قد قمنا بتأمين سلسلة طويلة من الرؤساء الفاسدين جداً وبجدارة من الذين سبقوه في سدة حكم فنزويلا هذا البلد النفطي المؤثر بعد أن أفسدناهم حتى أفقروا شعب هذا البلد الغني وحطموا اقتصاده؛ على كل حال هناك واقع جديد فقد انتخب هوغو شافيز الذي وقف في وجه الولاياتالمتحدة وقد وقف مخاطباً الشعب بأنه سيعيد عائدات النفط لتصبح في خدمة الشعب الذي أفقرته الشركات النفطية الأمريكية؛ وقد شعرنا بعدم الرضا أو القبول لذا رتبنا في عام 2002 المناخ المناسب تمهيداً لعمل ما فقد صدرت التوجيهات بالتوجه نحو بعض ضباط الجيش الفنزويلي فأفسدناهم واشتريناهم ودفعنا لهم بسخاء من جيوب الشركات النفطية الأمريكية العاملة هناك دون تحويل أي أموال من أمريكا حتى لا يتم تتبعها من قبل المخابرات الفنزويلية التي كانت يقظة جداً لمثل هذه العمليات أي أننا مهدنا الأرضية المناسبة لكي تلعب وكالة المخابرات المركزية دورها في التنفيذ وتحديد ساعة الصفر فتحرك الضباط الفاسدون بدباباتهم ؛ ولا شك لدينا ولو بنسبة 1% أن الوكالة وضباعها وراء ذلك فالطريقة التي تمّ ترتيب الانقلاب كانت مشابهة تماماً لما فعله كيرميت روزفلت في إيران للانقلاب على حكم مصدق المنتخب عبر صناديق الاقتراع ؛ فقد قمنا بدفع المال لبعض "الذئاب" لدفع بعض من أفراد الشعب لتخرج للشارع وتحدث حالة من الفوضى والشغب والهرج والمرج وإبداء شعور بالاحتجاج على نظام شافيز ثم يقوم الإعلام المرئي بتضخيمها وقد نظمنا هذه العملية مع بعض وسائل الإعلام ومهدنا لهم التواجد حتى يتمكنوا البث بدً من ساعة الصفر، فالجميع يعلم لو أنك استطعت أن تحشد بضع مئات من الناس كما فعلنا نحن هنا عبر "الذئاب" ؛ فالإعلام يستطيع أن يصور هذه القلة كما لو أن كل الشعب قد خرج محتجاً وعبر هذا البث الزائف يُحشد الرأي العام العالمي الذي من خلال البث الفضائي أن الأمور تتفاقم نتيجة لهذا التضليل والتضخيم الإعلامي وبالتالي يسمح هذا الزخم للإدارة بحشد الدعم السياسي والدبلوماسي لدعم الحركة الانقلابية من حلفائها وأصدقائها.!! أما في حالة شافيز فلم ينجح الأمر فقد كان الرجل ذكياً إذ أيضاً لجأ لمؤيديه من الفقراء الذين بدأت تتحسن أوضاعهم المعيشية وهم غلبة الشعب الفنزويلي وكذلك دعم كثيرُ من قادة الجيش وضباطه الجيش الشرفاء المتحدرين من الطبقات الفقيرة وبهذا التأييد الشعبي وتأييد المؤسسة العسكرية تخطى شافيز الأمر وأسقط في أيدينا وكانت تلك لحظة فارقة في تاريخ أمريكا اللاتينية حيث أصبح شافيز ملهماً لشعوبها حيث نفض الغبار عن ذكرى سيمون بوليفار وتشي جيفارا.. لقد فشلنا لأول مرة فشلاً ذريعاً ولكن كعادة الدارة الأمريكية بديمقراطييها أو جمهورييها لن نيأس لأنها لا نعرف الفشل في هكذا أمور مصيرية لفوز أيٌ منها في الانتخابات حيث تلعب الشركات النفطية أحد أهم الممولين لها]. الحاشية: العراق هو حاشية للموضوع: العراق وغزوه عام 2003 والجلبي وبريمر: يقول جون بيركنز:[ لا بد من أن نرجع قليلاً للوراء ونبدأ من عند نشوب الحرب العراقية الإيرانية, والتي سميت بحرب الخليج الأولى, حيث استمرت ما يقارب الثمانية أعوام (1980-1988م), تكبد فيها العراق خسائر بشرية فادحة بما يقارب مليونا قتيل. وقد أظهرت أمريكا ميلاً سياسياً نحو مساندة العراق لضمان مساعدته من الدول الصديقة لها, ولكنها في الوقت ذاته, كانت تضمر الشر للعراق كما ظهر بعد ذلك, وكان جوهر الموقف الأمريكي من تلك الحرب هو ما كان يردده وزير الخارجية الأمريكي المخضرم "هنري كيسنجر": (سياستنا تجاه تلك الحرب أن لا تهزم العراق, وأن لا تنتصر إيران). وكانت لنا هناك علاقات سرية مع إيران, حيث كانت أمريكا تبيع لإيران الأسلحة وقطع الغيار, وتأخذ الثمن لتشتري به أسلحة أخرى لتسليح المتمردين المعروفين بثوار (الكونترا), وذلك فيما عرف وقتها بفضيحة (إيران جيت). كانت معظم أسلحة إيران ومنذ زمن الشاه هي أمريكية, بينما أسلحة العراق جميعها من الاتحاد السوفيتي وفرنسا. ويومها رضخت إيران أخيراً لوقف الحرب وقبول قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم (598) الصادر في عام (1988م). حتى أن جاءت حرب الخليج الثانية وهي غزو العراق للكويت عام (1990م), والتي كانت عاملاً مساهماً وفرصة سانحة لنتوغل في المنطقة ونفرض سيطرتنا عليها وفرض سياساتنا على زعمائها خاصة زعماء الدول النفطية للمنطقة واحتلال للعراق. كانت مجموعة المحافظين الجدد من أكثر القوى الفكرية والسياسية التي حرضت الحكومة الأمريكية وعملت على غزو العراق واحتلاله. تمكنت الولاياتالمتحدةالأمريكية عام (2003م) أن تغزو العراق وتحتله بالقوة العسكرية بعد حرب الخليج الثالثة, حيث أصبح العراق دولة محتلة, وذلك حسب تعريف الاحتلال العسكري في المادة (42) من أنظمة لاهاي والتي نصت على ما يلي: ( تعتبر الأراضي محتلة عندما توضع فعليا تحت سلطة جيش معادٍٍ, ولا يطاول الاحتلال إلا الأراضي التي أسست فيها هذه السلطة ويمكن ممارستها فيها). كانت ذريعة حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية حول امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل زائفة, (فقد فند كل من "جيه مير شهايمر", و"ستيفان أم والت" في دراستهما المعنوية (حرب غير ضرورية), الذرائع الأمريكية حول عدم إمكانية احتواء الرئيس صدام حسين, الممتلك أو الطامح لامتلاك أسلحة الدمار الشامل, بما فيها الأسلحة النووية. في (الأول من مايو 1991م) أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب أن العمليات القتالية الكبرى في العراق قد انتهت, وحان الآن نزع سلاح العراق, وتحرير شعبه, والدفاع عن العالم ضد خطر جسيم هو سلاح الدمار الشامل. وعند استلام الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن مقاليد الحكم في الولاياتالمتحدةالأمريكية, صرح في خطابه عن حالة الإتحاد: "لقد علمت الحكومة البريطانية أن صدام حسين سعى مؤخراً للحصول على كميات ضخمة من اليورانيوم من أفريقيا". وتبين لاحقاً خطأ هذا الزعم وذلك حسب تقارير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في (مارس 2002م) التي بينت أن هذا الزعم كان زائفاً. وبالإضافة إلى هذا, فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية فندت هذا الزعم آنذاك بأنه باطل ولا صحة له. في (30 مارس 2003م) قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد – أثناء ذروة الحرب - بشان أسلحة الدمار الشامل : إننا نعرف أين هي. إنها في المنطقة حول تكريت وبغداد, وإلى الشرق والغرب والجنوب والشمال بعض الشيء). وقد لجأت الولاياتالمتحدةالأمريكية لإيهام مجلس الأمن الدولي بأن العراق يهدد السلام والأمن الدوليان في عدة نقاط منها: أ. أن العراق يمتلك أسلحة بيولوجية وكيماوية, وأنه في الطريق إلى الحصول على أسلحة نووية أيضاً. ب. أن للعراق ارتباطات قديمة بمنظمات إرهابية دولية, وأنه قد يلجأ في المستقبل إلى إمداد بعض تلك المنظمات بأسلحة الدمار الشامل لاستخدامها ضد الغرب عموما, وأمريكا خصوصا. ج. أن النظام الحالي العراقي أستخدم في الماضي أسلحة الدمار الشامل ضد مواطنيه مما يجعله نظاماً خارجاً على القانون والمواثيق والأعراف الدولية. د. أن العراق يهدد أمن جيرانه وسلامتهم, بامتلاكه تلك الأسلحة, وبسبب سياسته العدوانية التي دفعته إلى غزو إيران والكويت وضرب السعودية وإسرائيل. (وتعلل تحالف الحرب بأن قرار مجلس الأمن (1441) يخول استعمال القوة في مخالفة صريحة لإجماع فقهاء القانون الدولي - العرب والغربيين - باستثناء المستشار القانوني لرئيس وزراء بريطانيا. وقد أصدر مجلس الأمن الدولي مشروع قرار رقم (1441) في (8 نوفمبر 2002م), في الفقرة الثالثة عشر, والتي نصت على ما يلي: يذكر في هذا السياق بأن المجلس حذر العراق مراراً من أنه سيواجه نتائج خطيرة لانتهاكاته المستمرة لالتزاماته). في حقيقة الأمر أن العراق أصبح أنموذجاً صارخاً ومفضوحاً للطريقة التي تعمل بها الإدارة عندنا حيث أننا نمثل أولى خطوط الدفاع كقتلة اقتصاديين؛ حيث ذهبنا إلى هناك وحاولنا ونجحنا في شراء البعض وفشلنا مع البعض الآخر ولكنا نجحنا في أن نكبلهم بقروضٍ ضخمة ؛ ولكننا مع كل ذلك لم نستطع شراء صدام لذا كان لزاماً أن نطبق في العراق ما قمنا به مع عمر توريخوس في بنما. فأرسلنا الضباع للإطاحة به بعد أن فشلنا كقتلة اقتصاديين تماماً في إفساد رأس النظام اللهم إلا القلة من المعارضين الأفاقين أمثال أحمد الجلبي ؛ وقد فشلنا أيضاً في تصفية صدام لأن أمنه الشخصي كان متيقظاً وجيد التنظيم والاحترافية. في عام 1991 كنا قد أرسلنا قواتنا وانتصرنا وكان بإمكاننا قتله ولكننا كنا نعتقد أن صدام قد استوعب الدرس الذي يجعله سيقوم بتنفيذ كل ما نمليه عليه وخاب تقديرنا ، فقد فشلنا في هذه المرة كقتلة اقتصاديين وكذلك الذئاب والضباع . في عام 1991 لم نقضِ على صدام كونه الرجل القوي الذي يمكنه إخضاع الأكراد ويحجم إيران ويتركها ضمن حدودها. لو قُدر لنا أن ننجح لكنا نبيع لصدام المقاتلات وننهب النفط مقابلها ولكنا لم نستطع ؛ لذا كان لا بد من إرسال قواتنا في 2003 فأطحنا بالنظام وتم تفكيكه بعد أن نصّبنا بريمر حاكماً عسكرياً على العر اق وفي ذات الوقت فرضنا عقد الكثير من صفقات أعاد الأعمار لأنفسنا عبر شركة هاليبورن وبلاك ووتر . في العراق قمنا بتنفيذ المراحل الثلاث لإستراتيجيتنا المعتمدة في هذا المجال ؛ فبدأنا بالخطوة الأولى منها عبر القتلة الاقتصاديين و فشلتنا؛ ثم بدأنا بتنفيذ الخطوة الثانية عبر الضباع والذئاب وً فشلت وكان لا بد من التدخل العسكري والغزو ً وجحنا]. هامش: هذه الاعترافات بحد ذاتها خير دليل على ممارسة ازدواجية المعايير الغربيةوالأمريكية تحديداً ضد الدول المستضعفة لنهب ثرواتها سواء كان ذلك عبر أنظمة ديكتاتورية قمعية أو حتى عبر بعض الأنظمة المنتخبة ديمقراطية ولكنها أنظمة فاسدة فساد ممارستها الديمقراطية عبر ضخ المال السياسي الأجنبي؛ فهل هناك بعد كل ما سقناه من حقائق دامغة من يصف تدخل الغرب في شئوننا بأنه يريد بنا خيراً ؟! أيها السلع المشتراة.. أيها المخادعون أرجوكم راجعوا ضمائركم علها تستفيق من غيها فإن لم يكن من أجل وحدة الوطن؛ أو حتى من باب الحفاظ على عروض أسركم حيث سيعيث الغزاة وأذنابهم فيها فساداً!! .. وأعلموا أن من هان عليه عرضه ؛ هان عليه عرضه الديوث. أقول قولي هذا واستغفر الله لي وسائر المؤمنين.. المؤمنين!! abubakr ibrahim [[email protected]]