قضية إعتداء رئيس مجلس إدارة نادي الهلال الأمين البرير علي الحكم الجزائري الحيمودي وضحت إلي حد كبير أن الإعلام الرياضي المصنف (هلال مريخ) مازالت تسيطر عليه هذه العقلية فصرنا نقرأ ونتابع هنا وهناك حملات تصل مرحلة التشفي والإنتقام للتقليل من قيمة الآخر وتحقيره والتركيز علي الجوانب السالبة وتضخميها والتعامل معها علي أنها قضية الموسم وفي قضية البرير تحديدا قال القضاء الرياضي كلمته ممثلا في لجنة الإنضباط بالاتحاد الافريقي وتم إيقافه إلي حين الفصل النهائي فيها وإلي هنا إنتهت القضية في تقديري فالرياضة التي نعرفها تدير كما ذكرت وسأظل أردد نفسها بنفسها ولن تستطيع أي قوة علي وجه الأرض مهما كان وزنها وحجمها السياسي أن تبدي في الشأن الرياضي ولو وجهة نظر دعك من تكوين لجان تحقيق وتدخلات حكومية مباشرة ممثلة في وزراء ومفوضيات ولجان تحكيمية وغيرها من الاجسام الغريبة التي لاتنتمي للمنظومة الرياضية .. إلي هنا ويجب أن يكون الأمر واضح ومفهوما فقد كتبنا جميعا وأدنا الحادثة وطالبت من خلال هذه المساحة رئيس مجلس إدارة نادي الهلال بإعتزال العمل الرياضي لفداحة الجرم الذي إرتكبه والذي لايشبه الرياضة والرياضيين لأنه بإختصار لم يعد محل ثقة بعد هذا السلوك المشين ولكن بعد أن أصدر الإتحاد الافريقي قراره بإيقاف الرجل إلي حين الفصل في القضية لم يعد لتناول هذا الموضوع معني إلا من باب التشفي وتصفية حسابات شخصية أو لخدمة أجندة تتعلق بالصراعات الإدارية أو العداء بين الناديين الذين يفترض أنهما كبيران .. الأخطر من ذلك أن هذه القضية أفرزت لنا إعلام جديد خرج من تصنيف الهلال والمريخ إلي إعلام الوزارة وهو إعلام رسمي تم إختياره بقرار تحت مسمي المستشارية الإعلامية أو شيء من هذا القبيل ونشرت بوسائل الإعلام أسماء لعدد من الشخصيات الصحفية والإعلامية بعض هذه الأسماء قال أنه قرأ مثل الأخرين قرار إختياره في الصحف ولايعرف عنه شيئا والبعض تعامل بحسن نية كما قالوا رغم أن القرار حولهم بحسن نية أو بسؤ نية إلي إعلام حكومي بقرار حكومي .. ووسط هذا التنازع يؤدي آخرون دورهم كإعلام وزاري كأفضل مايكون وبهمة ونشاط يحسدون عليه ولعل قضية البرير الأخيرة أكدت وبما لايدع مجالا للشك أن الصراع الإعلامي حولها لم يعد بين إعلام الهلال والمريخ كما كان في السابق ولكنه صراع بين إعلام الوزارة وإعلام الحقيقة .. ويجب ألا نغفل هنا أن المستشارية الإعلامية المذكورة تتبع للوزارة الإتحادية وقد إنحاز بعض صحفييها لقرار الوزير الولائي المكلف الذي لايساوي حبره من واقع الإنحياز لفكر تسييس الرياضة .. والمتابع لمايكتبه إعلام الوزارة في هذه القضية يلحظ من البداية تحريضه لتدخل السلطة في قضية ليست من إختصاصها ويلحظ حالة عدم التوازن التي تناول بها إعلام الوزارة القضية بعد فشل المخطط الداعي لإغتيال أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية وضياع تكوين لجنة التحقيق وشهودها السبعة شمار في مرقة .. وأحرر من هذه المساحة شهادة وفاة لهذه اللجنة التي شيعت إلي مثواها الأخير قبل أن تري النور ولن تراه إلا في حالة واحدة موافقة الأمين البرير المثول أمامها حفظا لماء وجه الوزارة وإعلامها المنتشر علي صفحات الصحف بعد أن أثبت لهم وبالقانون أنهم ليسوا جهة إختصاص .. إعلام الوزارة إعلام جديد وخطر قادم علي كرة القدم السودانية لتمرير الأجندة التي فشل في تمريرها عبر المؤسسات الرياضية.. إعلام الوزارة إعلام تحريض السلطة علي الرياضة والرياضيين ومثلما فشلت لجنة التحقيق الوزارية فشلا زريعا ستفشل كل محاولات السيطرة علي الرياضة عن طريق السلطة .. وللمرة الأخيرة مشكلة البرير ستنتهي عند الاتحاد الافريقي وليس لجنة التحقيق وخاب في حالة الوزارة من إستشار .. hassan faroog [[email protected]]