اليد هي الوسيلة التي نستخدمها في شتى الاستخدامات مما يجعل اليد عرضة للتلوث والأوساخ والاتساخ ، واليد الكل يعلم أنها تضم خمس أصابع ولها أسماء ، ونبدأ بالأصغر ويسمى الخنصر والذي يليه البنصر ثم الوسطي والسبابة فالإبهام وهو الأكبر، واستخدامات الأيدى لا تخف على أحد ، فنستخدمها في شتى الأعمال بدأً بالتصافح والسلام ، والكتابة وعملية التعليم والتعلم ولفاقدي البصر،الأكل والشرب ، كما نغسل بها ملابسنا وننظفها ونتوضأ بها ونرفعها للتكبير عند الصلاة ، وننظف بها أجسادنا ، كماهي الوسيلة التي يستقبل بها الجسد كل ما يدخل إليه كما نستخدمها في القتل وارتكاب الجرائم بأنواعها ، ونستخدمها في الإشارة والإيماء وحتى في المظاهرات حيث نرفع الأيدي للتعبيرعن شيئ في دواخلنا ، كما نرفع الإصبعين الوسطى والسبابة علامة النصر( فكتوري ) ، نرفع إصبع الإبهام للدالة على علامة الإعجاب أوالفرحة والاستخدامات عديدة ومتنوعة لليد . وعادة نظافة الايدي وغسلها بالماء والصابون موجودة تقريبا لدى كل الشعوب ، لكن تتفاوت في معايرها ودرجاتها وتطبيقها ، فنجدها أكثر ممارسة لدى الشعوب الأكثر تعليما ، وأقل تطبيقا وممارسة لدى الشعوب المتخلفة لعدم علمهم بما تنجم عنه من انتقال الأمراض ، لكن في بعض الأحيان تقل لدي الشعوب المتطورة بعد دخول الوجبات السريعة (تيك أوي ) أو لدى ركوب الطائرات ،حيث تقدم الوجبات بطرق معينة ولا نحتاج لنظافة الايدي ، فتكون الوجبة ملفوفة بطريقة معينة أو مغلفة ويمكن تناولها دون لمسها مباشرة باليد ، أوحتى نظافتها تكون بمناديل الورق ، وحتى أصبحت هذه العادة متبعة في المناسبات العامة فيقدم للواحد وجبته جاهزة ومغلفة وهو في صالة عرس أو ( صيوان ) فرح دون أن يغسل يدية . يمر بنا هذه الايام (اليوم العالمي لغيسل الايدي) – الذي يصادف اليوم الخامس عشر من أكتوبر من كل عام – الذي أقرته منظمة الصحة العالمية ، و كان بداية انطلاقته في العام ثمانية والفين ميلادية ، وشارك فيه مئة وعشرون مليون طفل من القارات الخمس ، و في البرنامج قام هؤلاء الأطفال بغسيل أيديهم بالصابون في أكثر من سبعين دوله حول العالم ، فهذا البرنامج يعزز وينشر ثقافة نظافة الايدي يجب أن تكون سلوك نغرسه منذ الصغر في أبنائنا ، يكتسبونه بمرور الزمن بالاستمرار والتعود علية ، فهو قيمة تربوية أساسية في حياتنا كي ندرئ خطر انتقال الأمراض إلينا ، وهدف البرنامج هو تقليل مخاطر الأمراض التي تحدق بنا ، فنظافة الايدي يجب أن تكون بالماء والصابون وهو هدف البرنامج وليس بالماء فقط ، كما أن هناك مؤسسات منوط بها نشرهذه الثقافة أو القيمة التربوية ( نظافة الأيدي ) ، والمؤسسات هي المستشفيات والمراكز الصحية ووسائل الاعلام من إذاعة وتلفزيون وصحف ، وكذا المؤسسات التربوية التعليمية من مدراس ورياض أطفال لأنها هي الأساس في التربية ، ويقال التعليم في (الصغر كالنقش على الحجر)، ونظافة الأيدي بالماء والصابون تقينا من أمراض متعددة مثل الاسهالات والالتهابات الرئوية وهناك أمراض أخرى ، وهناك دراسات تؤكد ان غسيل الأيدي يمكن أن يحمي مليون شخص سنويا من الموت ، أما عدم نظافتها يشكل خطراً يهدد حياة الأفراد فلنحرص على هذا السلوك ، ولنرفه شعاراً ، وهو( يجب غسل الأيدي قبل الأكل وبعده بالماء والصابون ) ، لكن للأسف نجد كثيرمن الشعوب تحرص على غسيل الأيدي بالماء فقط قبل الاكل وبعد الاكل يغسلون الأيدي بالماء والصابون وخاصة السودانيين ، أليس هذا خطأ كبير فليكن العكس . وفي هذا اليوم العالمي لنظافة الايدي فلنكن أكثرحرصاً على نظافة أيدينا من الجراثيم والتلوث والاوساخ ، ولنحرص أن تكون صفحة أيدينا بيضاء من كل دنس وغسيل الأموال ، وليست ملطخة بدماء الغدر والخيانة ، والقتل والجرائم ، وسرقة المال العام ، ونتساءل هل غسل بعض الزعماء أو القادة أيديهم من دماء شعوبهم التي سفكت أو مازالت تسفك في ربيع الثوارت التي تعم العالم والمنطقة العربية ؟؟.