سمعنا مؤخراً من خلال الصحف أن السيد رئيس الجمهورية اتصل باتحاد الكرة لحسم الفوضى الرياضية. فدهشت أيما اندهاش.حيث أنه من المعروف عن الرئيس عمر البشير أنه منذ أن يقوم بتعيين وزير أو مسئول فإنه لا يتدخل في شئون وزارته و لا يستدعيه لكي يحاسبه أو يلومه و لا يسأل عن حقيقة تهم الفساد أو سوء الإدارة ،بل حتى لا يستدعيه لكي يسأله عن سوء الأداء أو الإخفاق في مرفقه. فالرئيس غائب عن المشهد العام بشكل مطلق. فالأحاديث عن الفساد قد سمع بها القاصي و الداني ،و المواطن و الأجنبي ،بل الإثباتات و الدلائل و بكل التفاصيل اللازمة.و لكن لا يبدو أن الرئيس قد سمع بها. بل إن أحاديث الفساد قد طالت و مست معظم مؤسسات الدولة خاصة المؤسسات التي تؤثر على حياة البشر مثل وزارة الصحة و مؤسساتها .و تلك التي تؤثر على أمن المواطن ( جهاز الأمن و الشرطة)، المؤسسات الخدمية مثل سوداتل و سودانير و الأراضي، و هيئة الحج و العمرة ،و غير ذلك من مؤسسات .كما طالت تهم و أحاديث الفساد معظم المسئولين الذين يتبعون لرئيس الجمهورية مباشرة (حيث أن مجلس الشعب لا دخل له)و على سبيل المثال لا الحصر: وزير المالية،وزير الزراعة ، وزير الدفاع و(والذي كان زير الداخلية سابقاً).و هناك أحداث جسام تسقط الحكومات و تقيل الوزراء ،و تدفع المسئولين للاستقالة مثل أحداث كجبار و كسلا و إنتهاك حرمات المواطنين (قصة صفية اسحق)و غير ذلك من أحداث.فلا نجد رئيس الجمهورية قد تدخل أو يوجه بالتحقيق أو الإقالة أو حتى إفساح المجال لمن اخفق أو قصّر .فالسيد رئيس الجمهورية لا وجود له في كل تلك المشاهد، لا تسمع له صوتاً أو تحس له ركزا ، و كأنه غير موجود أو غير مسئول ،أو لا يهمه من الأمر شيئاً.أو لكأنه مشغول بموضوعات و أمور أخرى أكثر جسامة؟ إلا أنه يظهر فجأة مطالبا بحسم الفوضى في مجال الرياضة.يا للهول- أنت إذن موجود؟ و تسمع كل تلك الاتهامات و كل الأحاديث التي تتحدث عن الفساد و الفشل و الفوضى؟و تعرف كذلك معنى الفوضى ؟. و لكن أليس حسم الفوضى الضاربة أطنابها في كل مفاصل الدولة أولى باهتمام سيادتك؟أليست الفوضى في الأسواق و الخدمة المدنية و الفساد الذي ينخر في كل ما أنت مسئول عنه أولى بالحسم؟. إننا نأسف سيادة الرئيس إذا أقلقنا راحتك الرئاسية. mohammad alhussien [[email protected]]