Mohamed Abdel Hamid [[email protected]] التاريخ: 14-11-2011 أغنية رومانسية عند غروب الشمس تحرك المشاعر ، فيلم للسهرة في آخر الليل يهدئ الأعصاب ، مسلسل كوميدي ينسيك هموم الدنيا ، أغنية وطنية تشعل الحماس. من منا لا يحتاج إلى هذه اللحظات التي تدخل البهجة في حياة الفرد المليئة بالهموم و الضغوطات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية. و قد أصبح من السهل الحصول على هذه اللحظات في أي مكان و زمان فما أكثر القنوات الفضائية المحلية و العربية و الأجنبية. لكن أليس من الغريب و المضحك و المؤلم أنه عند انتقالك من برنامج فني إلى برنامج سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي أو حتى رياضي تجد نجوم الفن أيضا هم من يتصدرون الحديث. نجوم الفن يطربوننا بآرائهم السياسية و يرشدوننا عن كيفية تعاملنا مع المشاكل الاجتماعية و يحللون المباريات الرياضية بل و أصبحوا في مناصب قيادية و سياسية. إنها ظاهرة أصبحت متفشية في العالم العربي بشكل هزلي و مضحك و شر البلية ما يضحك. نجوم الفن هم أناس لديهم مواهب و قدرات استثنائية في مجالهم و لكنهم أقل شئنا في المجالات الأخرى من أولئك الذين كافحوا للحصول على درجات علمية في مجالات السياسة و الاقتصاد و علم الاجتماع و غيرها من المجالات. أين أساتذة الجامعة و المفكرون و الفلاسفة و المحللون عن شاشات التلفاز؟؟؟ ألم يعلمنا ديننا أن نضع الشخص المناسب في المكان المناسب و أن نعطي كل ذي قدر قدرة. أين نحن من قول الله عز و جل (قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون) الزمر.ألم يحذرنا رسولنا محمد عليه الصلاة و السلام من ذلك و أخبرنا أنها من علامات الساعة حين قال عليه الصلاة و السلام: " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال أبو هريرة: كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " البخاري. هل يقول المنطق غير ذلك؟؟؟ حتى أن الأمثال العربية القديمة تحثنا على أن "نعطي الخبز لخبازه" و أن "نعطي الرمح باريها". تخيلوا أن تستضيف البرامج الفنية أناس من عامة الشعب المكافحين ليحللوا القدرات الصوتية للمغنين و المغنيات و ينتقدوا طريقة تمثيل الفنانين ثم يقوموا بتوجيه النصائح لهم عن كيفية الرقي بأعمالهم و تطوير أدائهم. تخيلوا لو يحدث ذلك...كيف ستكون ردة فعل نجوم الفن؟؟؟؟ لعل الإجابة واضحة. ولعل التساؤل الأهم هو: من نلوم على هذه المهزلة؟ نجوم الفن الذين أتتهم فرص أكثر للظهور على شاشات التلفاز و هم أصلا يعشقون الظهور عليها. أم نلوم القنوات الفضائية التي تعطيهم تلك الفرص. أم نلوم المشاهد الذي أعطاهم أكثر من قدرهم و ساهم في الرفع من شأنهم من خلال متابعة تلك البرامج و المشاركة فيها. على كل فرد منا أن يسأل نفسه هذا السؤال، و إن تضمنتك الإجابة فلتبدأ بالتغيير. فالمجتمع القوي المتماسك هو الذي يساهم في تطويره كل فرد من أفراد ذلك المجتمع.