نعى الناعى هذا الصباح على الصحافة الأسفيريه انتقال معلم الأجيال الشيخ الجليل عبد القادر شيخ ادريس الى دار الخلود والقرار الحديث عن الأستاذ الفريد الراحل وتذكار مفردات سيرته العطره وسبر اغوار محاسنه ومزاياه ليس بالأمر السهل حتى على الذين زاملوه والتصقوا به طوال فترة حياته العامره بالعطاء المتميز فى مختلف مجالات الحياة .. تعليما وادارة تربويه وهداية ووعظا وارشادا وفوق هذا وذاك ظرفا ومرحا ...رحمة الله عليه وعلى من سبقه من اساتذة اللغة العربية الكبار الى الفردوس الأعلى يجنون الخلد ولأجر من رب غفور كريم ..الشيخ محمد عبد القادر كرف .. عبدالله الشيخ البشير ..محمد محمد على ...وغيرهم من ذلك العقد الفريد الذر اضاء فضاءات المؤسسات التعليميه التى سعد طلا بها بالجلوس الى حلقات درسهم فى سوابق الأزمان لم اسعد بالجلوس الى حلقات درس ابى هاله زمان الطلب والدراسه ولم تجمعنى به زمالة لصيقه فى المدارس ولكنى ظللت القاه بصفة دورية دائمه فى معسكرات التصحيح كل عام فى حنتوب او وادى سيدنا او الخور الخصيب فى اواخر خمسينات وبداية ستينات القرن الماضى .. كان ريحانة عبقة تعطرمجالس المصححين خارج حجرات التقويم ..... عرفنا فى شخصه وقار الشيوخ وتواضع العلماء وحكمة الكبار .. نبرات صوته وهى يحكى ويصور تقع موقع السحر على قلوب سامعيه .. فلا عرو ان كانت سيرته المتميزه كمعلم او خطيب مفوه او كادارى ذرب ومتمكن تسبقه الى كل موقع تربوى جاء نقله اليه لتنداح آثاره بين المدارس وينتفع بعلمه المزيد من الطلاب والمعلمين على حد سواء ...سيرة تسعد زملاءه وتشوق الطلاب الى لقائه والأستماع اليه وانتظار فقشاته والتطلع اليها فى شغف فريد .. ومن عجب ان يكون ذلك ديدن من ذكرت من رفاق دربه فى تعليم اللغة العربيه التى ترهبوا فى صوامع تدريسها ورفعوا راياتها عالية خفاقه فقد كان الأستاذ الفقيد الراحل كان من الرعيل الذى تعشقوا مهنة التعليم وهاموا بها ...احسب انهم جميعا غير معلمين لم يكن ليختاروا مهنة غيرها رحل ابوهاله الى رحاب ربه ليلقى مولانا الشيخ كرف وصحبه الأبرار .. ليته يبلغهم جميعا ما آل اليه حال اللغة العربية بعد رحيلهم ..بعد التعريب لم يبلغ اهل السودان بلح الشام وفقدوا عنب اليمن .. لم تعد هناك "ال" شمسيه وحلت القمرية فى كل كلمة تبدا بالألف واللام واختفت همزة الوصل واضحت همزات كل الكلمات قطعيه .. واصبحت "القلقله" دون الزام او ضرورة والوقوف على آخر حروف الكلمات مع التنوين المل القاتل بصرف النظر عن ألأعراب هى القاسم المشترك الأعظم بين اهل الأعلام من قارئى الأخباراو مقدمى البرامج اما التفريق بين نطق الغبن والقاف لدى المتحدثين فذاك "شرحويطول" ورحم الله محمد صالح فهمى وصحبه الأخيار وداعا ايها المعلم الجليل فقد حملت الرسالة واديت الأمانه وكنت من زهاد المعلمين شهدناك تتعالى وتتسامى عن كل مغنم مستحق لك رغم مشاركتك البينه فى كل ما كان يصب فى مصب تقدم للتعليم وازدهار للمعرفه ... لا نملك ايها الشيخ الجليل الا ان نرفع ألأكف مع اسرتك واهلك وذويك واهل الحلفاية الحزانى وطلابك المنتشرين فى مشارق الأرض ومغربها ضارعين الى العلى الغفار الرحيم ان يتقبلك القبول الحسن مع الشهداء والصديقين وينزلك فى الفردوس ألأعلى جزاء على ما اعطيت وعلّمت وهديت وارشدت .. وانا والله على رحيلك لمحزونون الطيب السلاوى الولاياتالمتحدةالأمريكيه ELTayeb ELSalawi [[email protected]]