[email protected] مقدمة ! حدثان في غاية الاهمية ، وقعا في يومي الخميس 17 والأحد 20 نوفمبر 2011 ، في الخرطوم ، وكمبالا ، ومرا مرور الكرام ، علي وسائل الاعلام المختلفة ... مسموعة ، ومرئية ، ومقروءة ! في الظاهر لا علاقة للحدثين ، أحدهما بالاخر ! ولكن في واقع الحال ، هما مربوطان ربطأ محكمأ ، وقويأ ، كقرني الثور ، ومكملان لبعضهما البعض ... لأن الهدف النهائي نتيجة للحدثين واحد ، لا ثان له ، كما سوف نري لاحقأ ! سوف نحاول التشبيك والربط بين الحدثين ، وسبر تداعياتهما علي المشهد السياسي في دولتي السودان ، في هذه المقالة ... من حلقتين ! في هذه الحلقة الأولي من المقالة ، سوف نركز علي الحدث الاول ، وأستعراض مالاته وتداعياته علي نظام الرئيس البشير ! الحدثان هما ! + الحدث الاول كان زيارة نائب مستشار أوباما للأمن القومي ، دينس ماكدونو ، للخرطوم ( الأحد 20 نوفمبر 2011 ) ، ومقابلته للسيد علي كرتي، وزير الخارجية ،والسيد ابراهيم غندور ، الناطق الرسمي بأسم المؤتمر الوطني ، وزيارته لجوبا ( الأثنين 21 نوفمبر 2011 ) ! + الحدث الثاني كان زيارة الرئيس سلفاكير لكمبالا ( الخميس والجمعة 17 و18 نوفمبر 2011 ) ، بدعوة من الرئيس اليوغندي موسفيني ، الذي رجع نفس يوم الخميس 17 نوفمبر 2011 من زيارة رسمية لأسرائيل ! دينس ماكدونو والفريق عطا ؟ قابل مستشار أوباما للأمن القومي ، دينس ماكدونو، وفي معيته برنستون ليمان والقائمة بالاعمال الامريكية في الخرطوم ، ميري ييتس ، السيدان كرتي وغندور ، كلا علي حدة ، في أجتماعات مفتوحة ... لتثبيت السياسات المعلنة ! ثم قابل ، دينس ماكدونو ، الفريق محمد عطا ، رئيس جهاز الامن الوطني والاستخبارات ، راس ( 4 عيون ؟ ) ، ومقابلة سرية ! لم يستطع دينس مقابلة الرئيس البشير نسبة للحظر الامريكي علي مقابلة مسئوليين امريكيين لمتهم بالأبادة الجماعية ضد شعبه ! كان الفريق عطا غاية في السعادة ، وهو يستمع لكلام الحبيب دينس ... وكانه يستمع للسمفونية الخامسة لبيتهوفن ، أو قل ، لكي نكون أكثر دقة ، كأنه يستمع لاحمد الصادق في احدي ابداعاته الموسيقية ! قبل ان نختزل ادناه بعض مقتطفات من مونولوج دينيس الموجه للفريق عطا ، نوضح أن دينيس من صانعي السياسة الأمريكية في السودان ، بخلاف مبعوث اوباما الرئاسي برنستون ليمان ، منفذ السياسات الأمريكية في السودان ! دينس يتكلم مباشرة ، في أذان اوباما ؛ ومكتبه في البيت الأبيض ، فركة كعب من المكتب البيضاوي ، حيث يجلس أوباما ... وحيث يقف الترتار ! صدر بيان صحفي من البيت الأبيض ( الأثنين 21 نوفمبر 2011 ) ، أستعرض محادثات دينيس الرسمية في الخرطوم وجوبا ! ولكن لم يتعرض البيان لمحادثاته السرية المغتغتة مع الفريق عطا ! دعنا نتاوق في مدونة سمانتا باور ، كبيرة مستشاري اوباما ، وصديقة ميشيل الروح بالروح ، والتي تشرب معها الجبنة في تكل البيت الابيض ، والتي كتبت وثيقة أستراتيجية ادارة اوباما في السودان ( نوفمبر 2010 ) ، لنري بعضأ مما قاله دينيس للفريق عطا !! يمكنك ، يا هذا ، أن تستصحب معك ، وأنت تقرأ السطور أدناه ، بدء اوباما لحملته الأنتخابية لولاية رئاسية ثانية ! وأعتماد اوباما ، لحد الجرسة ، علي اللوبي والدعم المالي والأعلامي الصهيوني لحملته الأنتخابية ! كل شئ ولا اللوبي الصهيوني هذه الأيام ، وحتي نوفمبر 2012، موعد الأنتخابات الرئاسية الأمريكية ! نختزل ونسة دينس الدقاقة مع الفريق عطا ، في عشر محطات ، كما يلي : اولأ : أدارة اوباما ممتنة وشاكرة للفريق عطا ، لمساعدته في القبض علي سيف الإسلام القذافي ، في ليلة الجمعة 18 نوفمبر 2011 ، في جنوب ليبيا ! لعب الفريق عطا دورا محوريا وأساسيا ، في الدعم الفني والتنسيق العملياتي ، مع الدليل البدوي الليبي ( يوسف صالح الحطماني ) ، مما قاد للقبض على سيف ، وهو في طريقه الي دولة النيجر ! ثانيأ : + من الأن وحتي نوفمبر 2012 ، لا تهبشوا الرئيس سلفاكير ... وألا جاءكم الأمر الأمريكي بياتأ ، وانتم نائمون ، أو ضحي وأنتم تلعبون ؟ نقطة علي السطر ! أقلب الصفحة ! ثالثأ : + أدارة اوباما ليست ضد الاسلام السياسي ، في المطلق ! الأسلام السياسي الذي يدعي نظام البشير تمثيله ! ادارة اوباما تحب ان تصدق ان مشروع الاسلام السياسي سوف يمتص بعض أسباب ودوافع التشدد الإسلامي ، الذي يعتمد العنف فكراً وأسلوباً، وأنه سوف يؤدي إلى إضعاف وطأة الإرهاب الذي يستخدم الاسلام ! يبارك اوباما أسلام الرئيس البشير ، ويغبطه عليه ، ويتمني أن تتبناه سائر الدول الأسلامية ، فهو : + أسلام مودرن ، وحضاري ومواكب للعصر ! + أسلام ... ولا تنس نصيبك من الدنيا ! + أسلام في جوهره شبق للسلطة والثروة بأى ثمن وتحت أى شعار! + أسلام ليس به من طهارة التدين غير الذقن والمسبحة والغرة السوداء المصنوعة ! يقول اوباما ... أنعم به من أسلام ، اسلام الرئيس البشير ! نعم ... لمشروع الاسلام السياسي المعاصر الذي يتعايش سلميأ مع المشروع الصهيوني ! لا وألف لا ... لمشروع القومية العربية الذي يقاوم المشروع الصهيوني ! في كلمة كما في مائة ، ادارة اوباما ضد توظيف الاسلام السياسي لخدمة القضية الفلسطينية ، وضد مصالح اسرائيل ، كما تم توظيف القومية العربية ( التي تكجنها أمريكا ) في ماض غابر ! ادارة اوباما تشيطن حماس ، ليس لأن حماس حركة أسلامية سنية متطرفة ! ولكن لان حماس تنتهج سبيل المقاومة المسلحة ضد اسرائيل ! ادارة اوباما تشيطن حزب الله ، ليس لأن حزب الله حركة أسلامية شيعية متطرفة ! ولكن لان حزب الله ينتهج سبيل المقاومة المسلحة ضد اسرائيل ! ادارة اوباما تشيطن أيران ، وتفرض عليها عقوبات ومقاطعات اقتصادية مدمرة ، ليس لأن أيران دولة أسلامية شيعية متطرفة ! ولكن لان أيران تدعم دعمأ حقيقيأ ، وليس صوريأ ( كباقي الدول العربية ؟ ) ، حركة حماس ، وحزب الله ، في مقاومتهما المسلحة ضد أسرائيل ! خسرت امريكا حوالي 700 مليار دولار و5 الف من شبابها الغض ، في حربها ضد عراق صدام ؛ ليس لأن صدام العلماني كان يملك علي أسلحة دمار شامل ! وأنما لأن صدام بدأ يساعد المقاومة الفلسطينية بدفع 20 الف دولار لعائلة كل انتحاري يستشهد في اسرائيل ، كما بدأ يساعد الحركات الفلسطينية الحاملة للسلاح ضد اسرائيل ! بدأ صدام يمثل خطرأ علي دولة أسرائيل ، ومن ثم أتخاذ قرار الأطاحة به ، مهما بلغت التكاليف ! بدأت امريكا حربها ضد طالبان أفغانستان ، لانهم بدأوا يساعدون القاعدة ، التي تتخذ من مساندة القضية الفلسطينية مرجعية محورية في ادبياتها واعمالها الارهابية ضد امريكا ، بحجة أن أمريكا تدعم أسرائيل ضد الفلسطينيين ! ترجمة الكلام اعلاه بعربي المسلمية : أدارة أوباما لن تهبش نظام البشير الأسلاموي ، وأن عمل السبعة وذمتها في بلاد السودان ، وضد اهل بلاد السودان ؛ أذا أبتعد نظام البشير عن دعم حماس ، وعن دعم القضية الفلسطينية ، وأصبح يسمع الكلام ، في كل ما يخص أمن وسلامة دولة أسرائيل ! رابعأ : + الديمقراطية تعني السماح للشعب السوداني ان يعبر عن أشواقه في حرية ودون حجر أو أكراه ! وتعني أتباع القول والأشواق بالفعل ! أي بكلمات أكثر وضوحأ ، ترجمة هذه الأشواق ، بواسطة حكومة وبرلمان الشعب السوداني ، الي خطوات واجراءات وسياسات علي ارض الواقع السياسي الوطني والاقليمي والدولي ... لترضي أشواق الشعب السوداني ! أشواق الشعب السوداني تجد تعبيرأ واضحأ لها في التضامن مع الشعب الفلسطيني ، والوقوف ضد اسرائيل! هذا الموقف المبدئي للشعب السوداني ضد اسرائيل ، مرفوض من قبل ادارة اوباما ! أذن أدارة أوباما لا تحتمل ، ولا توافق علي عودة الديمقراطية الي دولة السودان ! نقطة علي السطر ! أدارة اوباما تفضل أستمرار نظام البشير ألأستبدادي ، الذي يقمع أشواق الشعب السوداني ، والذي يسمع وينفذ ، في خنوع ، الاوامر الامريكية ، الداعمة لأسرائيل ! سوف تدعم ادارة اوباما نظام البشير ، ضد قوي الأجماع الوطني ، وضد التحول الديمقراطي ! منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل في 9 يناير 2005 ، أجهضت أدارتي بوش واوباما ، في المهد ، اي محاولات خجولة لعودة الديمقراطية لدولتي السودان ! دعوة أتفاقية السلام الشامل لعودة الديمقراطية لدولتي السودان ، لم يكن الأ ذرأ للرماد في العيون ! وللأسف صدق الانسان العظيم ، لأنه مؤمن مصدق ، كلمات اتفاقية السلام الشامل الداعية لعودة الديمقراطية في دولتي السودان ! ولم يستوعب الانسان العظيم ان تلك الكلمات كانت كلمات للاستهلاك الدولي ، وبس ! ببساطة لان عودة الديمقراطية تعني تلبية اشواق الشعب السوداني الداعمة للقضية الفلسطينية ، وضد مصالح اسرائيل ! خامسأ : معلومات أدارة اوباما ( الأحد 20 نوفمبر 2011 ) ، تؤكد مشاركة حزب مولانا في الحكومة العريضة رغم فنجطة البطل علي محمود حسنين وغيره من الوطنيين الشرفاء ! يمكن أعتبار هذه المشاركة المولانية أكبر ضربة معلم سددها المؤتمر الوطني ، لسببين : + هذه المشاركة سوف تضعف المعارضة السياسية ، وتقذف بالانتفاضة الشعبية الي امات طه ! + هذه المشاركة سوف تفتت الحزب الاتحادي الديمقراطي شذر مذر ، لمصلحة حزب البشير ! أبشر بطول السلامة نظام البشير !