إدانة إفريقية لحادثة الفاشر    دعوات لإنهاء أزمة التأشيرات للطلاب السودانيين في مصر    د. معاوية البخاري يكتب: ماذا فعل مرتزقة الدعم السريع في السودان؟    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    الاجتماع التقليدي الفني: الهلال باللون باللون الأزرق، و جاموس باللون الأحمر الكامل    يا ريجي جر الخمسين وأسعد هلال الملايين    الشعبية كسلا تكسب الثنائي مسامح وابو قيد    مراقد الشهداء    وجمعة ود فور    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    كامل إدريس يدشن أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر    كامل إدريس يدين بشدة المجزرة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالصور.. المودل السودانية الحسناء هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها بإطلالة مثيرة وملفتة وساخرون: (عاوزة تورينا الشعر ولا حاجة تانية)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمر القبض ... السيناريو الخامس .. الفوضي الخلاقة ... بقلم : ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 17 - 02 - 2009


6 – 6
[email protected]
مقدمة
في الحلقة الاولى
من هذه المقالة استعرضنا السيناريو الاول (الطواريء) لردود فعل أمر قبض الرئيس البشير . ورأينا كيف ان هذا السيناريو يدعو للمواجهة والمصادمة باعلان حالة الطواريء , فور اعلان أمر القبض , وتكوين حكومة طواريء برئاسة الرئيس البشير لمجابهة الاخطار، الحقيقية والوهمية، المحدقة بالبلاد. ودعونا الله مع الكاتب الاسلامي أسحق احمد فضل الله ان يكضب الشينة , حتى لا يأتينا بأس اوباما بياتا ونحن نائمون.
في الحلقة الثانية
إستعرضنا السيناريو الثاني " سيناريو التقية " لردود الفعل المتوقعة في حالة صدور أمر قبض ضد الرئيس البشير . وحاولنا أن نوضح أن هذا السيناريو هو سينايو كسب الوقت ، سيناريو السردبة ، سيناريو حني الظهر حتى تمر العاصفة بسلام . السيناريو الثاني هو سيناريو الرضاء بقضاء الله وقدره كما قال بذلك سماحة الشيخ علي عثمان محمد طه :
" إذا صدر أمر القبض ، سنهرب من قدر الله إلى قدر الله".
في هذا السيناريو يتذكر قادة الإنقاذ أن محكمة الجنايات الدولية ليست لديها قوات لتنفيذ أمر قبضها ، وبمرور الزمن سوف ينسى الناس أمر قبض الرئيس البشير , كما نسوا أمر قبض هارون وكوشيب .
أو ربما هذه امانيهم ؟؟؟؟
في الحلقة الثالثة
إستعرضنا السيناريو الثالث " سيناريو البيه عبدالله خليل " والذي حاولنا أن نستعرض فيه الضغوط الكثيفة التي ربما يتعرض لها الرئيس البشير بعد صدور أمر قبض ضده من محكمة الجنايات الدولية ، ضغوط على الصعيد الداخلي ، والإقليمي ، والدولي ، وبالأخص من إدارة أوباما . هكذا ضغوط ربما إضطرت الرئيس البشير إلى تسليم السلطة للجيش لكي :
أولا ً : لكي يضمن سلامتة الشخصية .
ثانياً : لكي يطمئن بأن مشروع السودان الاسلامى الحضاري سوف يستمر , وإن كان تحت مسمى آخر .
ثالثاً : لكي يحرق إتفاقية نيفاشا , وإحتمال إنفصال الجنوب وتفتيت السودان في إستفتاء عام 2011 .
رابعاً : لكي يجنب البلاد العقوبات والحصار , وربما المواجهة العسكرية في مواجهة قوى لن يستطيع الجيش السوداني الصمود أمامها طويلاً .
في الحلقة الرابعة
من هذا المقال ، استعرضنا السيناريو الرابع " سيناريو الحركة التصحيحية " , السيناريو الذي يفترض إحالة الرئيس البشير إلى المعاش , ويخلفه في رئاسة الجمهورية ورئاسة المؤتمر الوطني سماحة الشيخ علي عثمان محمد طه , ويخلف الأخير الفريق صلاح قوش كنائب لرئيس الجمهورية ، وتحدث بعض التعديلات الأخرى في المراكز القيادية في المؤتمر الوطني وحكومة الوفاق الوطني والقوات المسلحة وأجهزة الأمن المختلفة ، حتى يحكم سماحة الشيخ علي عثمان على قمة جهاز متجانس يدين له بالولاء المطلق .
لإبطال مفعول أمر القبض الصادر من محكمة الجنايات الدولية ، تتم محاكمة الرئيس السابق البشير محاكمة صورية أمام محكمة هجين , سودانية/ عربية / افريقية , تحكم عليه أما بالبراءة أو حكماً مخففاً مع وقف التنفيذ . ويتم دق أول مسمار في نعش محكمة الجنايات الدولية .
ربما كان الرئيس أوباما هو المخطط والمشرف على تنفيذ هذا السيناريو ، بمساعدة الرئيس المصري والملك السعودي .
في الحلقة الخامسة ،
استعرضنا الجزء الاول من السيناريو الخامس " سيناريو الفوضي الخلاقة " , الذي يحاكي موديل عراق صدام ، وذلك يعني بالعربي الدارجي السوداني قلب نظام الحكم الإنقاذي بالقوة الغاشمة , وبالتدخل العسكري الخشن المباشر ، كما حدث في أفغانستان للطالبان ، وفي العراق لنظام صدام حسين عليه رحمة الله .
في هذه الحلقة السادسة ، نستعرض الجزء الثاني من السيناريو الخامس " سيناريو الفوضى الخلاقة " .
المكيال الصهيوني
بعد مجزرة غزة ، أصبحت الأولوية الأولى هي إسعاف آلاف الجرحى الذين فاضت بهم مستشفيات غزة ، وإيجاد المأوى من خيام وأسرة وبطاطين لآلاف المشردين الذين يلتحفون السماء ، ويتبرزون في العراء ، دون ماء أو أكل أو حتى ملابس وأحذية . ولكن ماذا فعل المجتمع الدولي , وماذا كانت أولويات المجتمع الدولي ، حسب المكيال الصهيوني .
أرسلت فرنسا فرطاقة تعسكر قبالة سواحل غزة ، لكي تمنع السفن الإيرانية من تزويد حماس بالسلاح عن طريق البحر . هذه هي الأولوية الأولى لفرنسا ، بدلاً من إرسال مستشفى عائم لإسعاف جرحى غزة .
إجتمع في أبوظبي , وعلى عجل , يوم الثلاثاء الموافق الثالث من فبراير وزراء خارجية تسع دول عربية : " مصر ، السعودية ، تونس ، المغرب ، اليمن ، البحرين ، الأردن والسلطة الفلسطينية " ، إجتمعوا ليس لدراسة تقديم عون صحي عاجل لمشردي غزة ، الذين يتبرزون في العراء ، ولكن لكي يضعوا حداً للتدخلات الإيرانية الداعمة لحماس .
العرب يدسون المحافير من الذي يريد أن يدفن آباءهم ؟
وهل كانت حماس سوف تطلب الدعم من إيران , لو دعمها أشقائها العرب ، الذين لا يقدمون الدعم , ويجتمعون على عجل , لكي يوقفوا دعم الغريب لحماس ولشعب غزة .
ولكن ماذا تقول مع المكيال الصهيوني .
إنعقد في كوبنهاجن يومي الأربعاء والخميس 4و5 فبراير إجتماع دولي للبحث في......... " إغاثة منكوبي غزة؟؟؟؟؟؟ "............ لا لا لا ثم ألف لا . وإنما للبحث في إيجاد آلية لوقف تسرب الأسلحة لحماس . وحضره مسئولون من وزارات الدفاع والخارجية والإستخبارات في الولايات المتحدة ، وبريطانيا وكندا ، وفرنسا وألمانيا وأسبانيا وهولنده والنرويج والدنمارك . وإتخذ الإجتماع قرارات ملزمة للدول المشاركة في الإجتماع للعمل وفوراً في شأن منع إيصال أي أسلحة إلى حماس , خصوصاً تعزيز الرقابة البحرية في البحر الأحمر للسفن القادمة من إيران .
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية بعد رجوع المبعوث الخاص الأمريكي جورج ميتشل من زيارته للشرق الأوسط ، بأن أولوية واشنطون في الوقت الحالي هي ........." إغاثة غزة؟؟؟؟؟؟؟ " ..........لا ولا ولا وألف لا . بل أولوية واشنطون هي وقف إطلاق الصواريخ بإتجاه إسرائيل , ومنع إعادة تسليح حماس .
هذا هو المكيال الصهيوني .
وإستمرت مصر في قفل معبر رفح , ومنع الإغاثة الدولية من الدخول إلى غزة ، تنفيذاً لإتفاق المعابر الموقع في نوفمبر 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ، برعاية أمريكية .
أعلاه المكيال الصهيوني الذي يستعمله المجتمع الدولي في دارفور والسودان كما سوف نبين أدناه :
المجاهد حاج ماجد وإسرائيل :
يقودنا التسلسل المذكور في خاتمة الحلقة الخامسة لبلاد السودان .
فإن المتابع للمدونات الإسرائيلية ولمدونات اللوبيات اليهودية / الأفانجليية في الولايات المتحدة وبالأخص مجموعة منظمات أنقذوا دارفور , يقرأ بمزيد من التعجب قصة المجاهد حاج ماجد ، الذي نفخته مدونات هذه اللوبيات , وشيطنته على أنه أخطر على أمن وسلامة الولايات المتحدة , وإسرائيل من الشيخ أسامة بن لادن , والملأ عمر , وحسن نصر الله , وخالد مشعل , مجتمعين .
تدعي هذه المدونات ، ولا نستطيع الحكم بصدقية هذا الإدعاء , فالكلام لا يقاس بمسطرة كما قال طيب الذكر صلاح جاهين . نعم..... تدعي هذه المدونات بأن المجاهد حاج ماجد ، أمير الدبابين وأمير الكتائب الإستراتيجية الخاصة , الذي يقود " جيوش " الدفاع الشعبي ومليشيات الجنجويد , المسلحة بأحدث ما أنتجته مصانع السلاح الروسية والصينية , بما في ذلك سرب من طائرات الميج المقاتلة . تدعي المدونات بأن الأمير حاج ماجد
" ولا نقطع بوجود شخص بهذا الإسم في بلاد السودان "
قاد مظاهرات عارمة خرجت من مساجد الخرطوم يوم الجمعة الثاني من يناير تندد بإسرائيل وأمريكا لمجازر غزة ، وتم قفل السفارة الأمريكية في الخرطوم يوم الخميس الموافق الثامن من يناير , خوفاً من الأمير حاج ماجد ومليشياته . وتدعي المدونات أن قوات الدفاع الشعبي التي تعتبر من أقوى وأعتى القوات المسلحة في أفريقيا والعالم العربي ، قد فتحت باب الجهاد في فلسطين للمجاهدين السودانيين لقتال الكفرة واليهود , ورفع القرح عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .
وفي هذا السياق تذكر مدونة تحالف مجموعة منظمات أنقذوا دارفور بأن الألمان والمجتمع الدولي قد إستخفوا بهتلر في أواسط الثلاثينيات ، ثم حدث ما حدث من أهوال ومحارق . وتدعي هذه المدونات بأن المجاهد حاج ماجد هو هتلر القرن الحادي والعشرين ، وإذا لم تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل على تصفيته ومعه قواته الجبارة ، فإن إسرائيل والولايات المتحدة سوف يكونان في كف عفريت . وتستطرد المدونات في إدعائها بأن المجاهد حاج ماجد قد هدد بأن الذي يرش الرئيس البشير بالماء ، فسوف يرشه المجاهد حاج ماجد بالكلاش , وصواريخ القراد , وأسلحة الدمار الشامل , والإنتحاريين المفخخين النائمين بين اللا جئين السودانيين في إسرائيل والولايات المتحدة .
الرئيس البشير وإسرائيل :
كما تشير المدونات إلى لقاء أجراه الرئيس البشير مع قناة الجزيرة في يوم الثامن من يناير ، حين حرض الرئيس البشير في هذا اللقاء الدول العربية لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة , وحرض مصر والأردن وموريتانيا بإنهاء التطبيع مع إسرائيل .
وذكرت المدونات الإسرائيلية بأن الرئيس البشير توعد إسرائيل بعظائم الأمور في مدينة الدامر يوم الإثنين 26يناير ، حيث أكد بأنه ضد الحلول الإستسلامية بأن لا يعطى لليهود شبراً من أرض فلسطين , وأنه إلتقى بالفصائل الفلسطينية ونقل لهم وقوف الشعب السودان معهم . وإعتبر أن معركة غزة كانت بداية النهاية إسرائيل .
كما سافر الرئيس البشير إلى دمشق يوم السبت العاشر من يناير حيث إلتقى بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس , وناقش معه إستمرار الدعم السوداني " سياسي وعسكري ومالي " لحماس ، خصوصاً إستمرار إرسال الصواريخ القراد إلى قطاع غزة ، وربما صواريخ أبعد مدى وأكثر دقة من القراد , كما تدعي المدونات اعلاه.
وإعتبرت إسرائيل على لسان إحدى متنفيذها , أن ذلك يعتبر بمثابة إعلان حرب على إسرائيل . كما إصطف الرئيس البشير مع فسطاط الممانعة بقيادة سوريا , وإشترك في مؤتمر القمة العربي الذي تم عقده في الدوحة يوم الجمعة الموافق 16 يناير لمناقشة الوضع في غزة , والذي قاطعته مصر والسعودية , باوامر امريكية .
وفي هذا السياق يمكن التذكير بأن الوزير المصري مفيد شهاب قد صرح بأنه ليس من مخرج أمام الرئيس البشير غير التعاون مع محكمة الجنايات الدولية ، مما يؤكد أن مصر قد غيرت موقفها المؤيد للرئيس البشير أمام المحكمة ، وقلبت له ظهر المجن , بعد واقعة الدوحة .
أعلاه يفسر تسليح إسرائيل لقوات حركة العدل والمساواة أبان غزوة أمدرمان في العام المنصرم , وحالياً عبر تشاد , من خلال شركة يملكها الإسرائيلي داني ياتوم ، إبن الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي , كما نشرت العرب أونلاين على موقعها الإلكترونى في يوم الثلاثاء الموافق الثالث من فبراير 2009
كما أن آفي ديختر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الحالي أعد تقريراً في سبتمبر 2008 أوصى فيه بأن تصعد إسرائيل من دعمها للحركات الدارفورية الحاملة للسلاح لكي تغير مجرى الأوضاع في دارفور والسودان نحو التأزم والتدهور , فينشغل السودان بنفسه ودارفوره , فلا يقدم أي دعم للدول العربية التي يطلق عليها دول المواجهة مع إسرائيل .
أختار الرئيس البشير ، وطواعية وعن قناعة ، بأن يرمي بنفسه في مياة فلسطين المليئة بأسماك القرش ، وكأنه يعطي ذريعة لإدارة أوباما لكي تفترسه كما نبحت بذلك أبان حملة أوباما الإنتخابية . وبالنسبة لأمريكا ، فإن أمن وسلامة إسرائيل ، عندما يكونان على المحك ، فإن الكلام يكون قد دخل الحوش .
هيلري كلينتون :
في يوم الثلاثاء الموافق الثالث عشر من يناير , صرحت وزيرة الخارجية المعينة هيلري كلينتون في جلسة إقرار تعيينها أمام مجلس الشيوخ بأن أيقاف الإبادات الجماعية في دارفور , سوف يكون من أولويات السياسة الخارجية لإدارة أوباما . وأرسلت إنذاراً قوياً لكل من يهمه الأمر في أزمة دارفور . وقالت :
إنها أزمة إنسانية فظيعة سببها نظام فاسد وقاس جداً في الخرطوم !!!!!
ولكن الأهم من ذلك , أن لوبيات الضغط في أمريكا قد أحاطت بمبنى مجلس الشيوخ أبان جلسة إستماع كلينتون , وهي تحمل اللافتات التي تذكر كلينتون بوعودها , ووعود الرئيس المنتخب أوباما أبان الحملة الإنتخابية , بايقاف الإبادات الجماعية في دارفور ، هذه اللوبيات تناست غزة والعراق وأفغانستان والحرب على الإرهاب وركزت ، حصرياً ، على دارفور .
وكان الرئيس المنتخب أوباما يراقب كل ذلك بإهتمام شديد ! وعينه علي عام 2012 عندما يتم اعادة انتخابه!!!!!!!
ولكن يظهر أن سياسة إدارة أوباما بخصوص دارفور قد تغيرت 180 درجة من السياسة الصدامية والتدخل العسكري الأمريكي المباشر في دارفور التي توعد بها أوباما نظام الخرطوم أبان حملته الإنتخابية .
ذلك التغيير الكبير يمكن قراءته من تصريحات السفيرة سوزان رايس يوم الثلاثاء الموافق27 يناير عندما قدمت أوراق إعتمادها للأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك . فقد ركزت السفيرة رايس على محاولة حل مشكلة دارفور بالطرق الدبلوماسية , وعن طريق تقوية القوات الأممية العاملة في دارفور . وبلعت تصريحاتها النارية السابقة بخصوص التدخل العسكري الأمريكي المباشر في السودان .
وفي هذا السياق يمكن التذكير بأن الرئيس أوباما عين في الأسبوع الأول له من الحكم ، مبعوثاً رئاسياً خاصاً للشرق الأوسط " متشيل " وآخر لأفغانستان وباكستان " هولبروك " ، ولكنه لم يعيد تعيين مبعوث رئاسي خاص لدارفور ليحل محل وليم سون ، ودان فورث من قبله . مما يبرهن أن دارفور لم تعد في سلم أولوياته . رغم أنه ذكر أكثر من مرة أبان حملته الإنتخابية أن دارفور تمثل له الشر في إطلاقه . وكان قد ذكر " راجع يوتيوب بتاريخ 30 يوليو 2007 " أنه سوف يخوض معركة هرمجدون في دارفور .
ولمن لا يتذكر معركة هرمجدون , نقول إنها المعركة الأخيرة بين الخير والشر ، المعركة التي سوف ينتصر فيها المسيحيون الحقيقيون , والذين سوف يصعدون مع المسيح إلى السماء , في حين تهلك بقية الناس من كل الأديان في معركة هرمجدون .
أين نحن الآن من هرمجدون ؟ بل حتى من تعيين مبعوث رئاسي خاص لدارفور ؟
هوه الكلام بتقاس بمسطرة ؟
الخال سلفاكير:
النظام الأمريكي " سواء أن إدارة بوش السابقة أو إدارة أوباما الحالية " نظام مؤسسات ، وعليه فلا تغيير في الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الأمريكية بتغيير الرئيس . والنظام الأمريكي يعرف أن الرئيس البشير على قلب رجل واحد مع حماس , وضد إسرائيل . ويعرف أن الخال سلفاكير متعاطف مع إسرائيل , لدرجة أن الحركة الشعبية رفضت إدانة إسرائيل في المجلس الوطني في منتصف يناير الماضي , بعد مجزرة غزة .
وعليه وعند لقاء الخال , مع بوش في واشنطون , بداية يناير الماضي , شن بوش حملة مقذعة ضد حماس , وإتهمها بمهاجمة إسرائيل وقتل الأبرياء بصواريخها ، ودافع عن حق إسرائيل في الوجود الذي تهدده حماس ........ هكذا ؟
قال بوش كل ذلك , والخال يبتسم إبتسامة عريضة , لم نعهدها منه , وهو المكشر دوماً .
إذاً النظام الأمريكي الذي تحركه إسرائيل كما تحرك أنت إصبعك ، يعرف أن الرئيس البشير عدو لإسرائيل وبالتالي لأمريكا ولذلك :
الله قال بقولته .
فالس مع بشير :
فالس مع بشير فيلم إسرائيلي نال عدة جوائز هذه السنة . وهو يحكي قصة مجزرة صبرا وشاتيلا , والتواطؤ الإسرائيلي مع الكتائب المسيحية في لبنان في إرتكاب هذه المجزرة , بحق الأطفال والنساء والشيوخ من لاجئ فلسطين ......بل الكلاب والقطط والغنم في مخيم صبرا وشاتيلا .
ولأن رقصة الفالس لا تتم إلا بين إثنين ، فإن البشير ( زولنا وليس بشير الجميل بتاع لبنان المقصود في الفيلم ) يرقص مع الأمم المتحدة رقصة الفالس في دارفور. ويهدد الأمم المتحدة بأن هذه الرقصة لن تدوم إذا أصدرت محكمة الجنايات الدولية أمر قبض ضده . فهو في هذه الحالة سوف يوقف الرقص , ولن يجدد عقد القوات القوات الأممية في دارفور عند إنتهاء سريانه , وربما أصبحت هذه القوات هدفاً مشروعاً لهجمات السودانيين الأحرار الشرفاء الذين لن يقبلون الهوان والذل لرمز سيادتهم وعزتهم .
وبعد فهذه القوات الأممية التي لم تبلغ بعد نصف حجمها المتوقع ، تسعة آلاف بدلاً من ستة وعشرين ألفاً ، لا تحفظ سلاماً في دارفور بل تعمل حصرياً على حفظ سلام نفسها وإدارة شئونها . فهي تجسيد للفشل الذريع بكل ما تحمل كلمة فشل من معان .
هاك ياهذا سببا اخرا لشيطنة البشير للقضاء عليه !!!!!!!!!
الكديسة والفار :
وتمضي المدونات في تهديدها وإنذارها للرئيس أوباما بأن إسرائيل والولايات المتحدة , إذا لم تتغديا بالرئيس البشير والأمير حاج ماجد وقواتهم ، فإن الأمير حاج ماجد سوف يفطر بهما , على رأس قواته المدججة بأحدث أنواع أسلحة الدمار الشامل . وقد أعذر من أنذر .
ألا تذكرك هذه القصة ، يا هذا ، بصدام حسين ؟ ألا تذكرك هذه القصة بالعجاجة التي تثيرها الفارة " المدعو الأمير حاج ماجد " ضد الكديسة " إسرائيل وأمريكا " في المركب في وسط البحر ؟
نسيت أن أقول أن الكاتب الصهيوني دانيال بايبس قد ذكر في مدونته بأن الأمير حاج ماجد يخطط لإبادة الجنس الأمريكي والجنس اليهودي من على الوجود . نعم .... هكذا مرة واحدة .
ثم تصور يا رعاك الله ، في هذا الجو المشحون بالحقد والكراهية وشيطنة نظام الإنقاذ في شخص الأمير حاج ماجد . في هذا الجو المشتعل يصدر أوكامبو أمر قبض ضد الرئيس البشير بجرائم إبادة جماعية في دارفور . وحسب اللوبيات أعلاه فسوف تمتد هذه الإبادات الجماعية من دارفور إلى إسرائيل والولايات المتحدة , بوجود قوات الأمير حاج ماجد التي تمتلك على أسلحة الدمار الشامل ، والإنتحاريين المفخخين بأسلحة بيولوجية وكيماوية , والمزروعين في مدن إسرائيل والولايات المتحدة بين اللاجئين السودانيين .
الصاعق :
أمر قبض الرئيس البشير سوف يكون بمثابة الصاعق الذي يفجر القنبلة الإسرائيلية / الأمريكية في وجه نظام الإنقاذ , وعلى رأسه الرئيس البشير والأمير حاج ماجد .
أمر قبض الرئيس البشير دليل مادي محسوس . وسوف يعطي صدقية وشرعية لإدعاء اللوبيات الصهيونية
أولاً : بأن الرئيس البشير وقواته قد مارسوا إبادات جماعية في دارفور .
ثانياً : لولا قفل السفارة الأمريكية يوم الخميس الموافق الثامن من كانون ثان فإن قوات الأمير حاج ماجد كانت سوف تبيد أفراد السفارة الأمريكية إبادة جماعية وسط الخرطوم , وعلى عينك يا تاجر .
وثالثاً : قوات الأمير حاج ماجد سوف تنقل هذه الإبادات الجماعية من دارفور والخرطوم إلى إسرائيل والولايات المتحدة . إذا لم يتم إيقافهم وفوراً ، بل في هذه اللحظة .
القرار
في يوم الثلاثاء الموافق الثالث من فبراير 2009 ، طلب قضاة محكمة الجنايات الدولية الممسكات بملف الرئيس البشير , مقابلة ممثلي الضحايا والشهود في قضية الرئيس البشير ، وكذلك أوكامبو ومسجلة المحكمة . أراد القضاة التأكد بأن قرارهم عندما يصدر ، سوف لن تكون له آثار سلبية على الضحايا الباقين على الحياة , وعلى الشهود , وأنهم قد إتخذوا التحوطات اللازمة لذلك .
ماذا يعني هذا ؟
يعني ذلك أن قرار المحكمة سوف لن يكون في صالح الرئيس البشير ، وإلا لما طلبوا من ممثلي الضحايا والشهود أخذ الحيطة اللازمة ، قبل اعلان القرار . يعني أن هكذا قرار سوف يكون أما أمر قبض ، أو إستدعاء للمثول الطوعي .... بعبارة أخرى إدانة للرئيس البشير .
خاتمة
والآن ما هو السيناريو المتوقع حدوثه من بين السيناريوهات الخمسة التي تم إستعراضها في هذه الحلقات وهي :
السيناريو الأول الذي يدعو للمواجهة والمصادمة وتكوين حكومة طوارئ لمحاربة طواحين الهواء .
السيناريو الثاني الذي يدعو للتعقل والتريث والسردبة وحني الظهر حتى تمر العاصفة , وعدم إتخاذ أي مبادرات والتصرف كأن شيئاً لم يكن .
السيناريو الثالث الذي يدعو لتسليم السلطة للجيش لمعالجة عدم الشرعية التي يخلقها أمر القبض .
السيناريو الرابع الذي يتوقع حدوث إنقلاب داخلي أو حركة تصحيحية بدعم خارجي ناعم للتخلص من الرئيس البشير , أما طواعية أو عنوة , وإحلال نائبه في محله .
السيناريو الخامس يتوقع تكرار موديل عراق صدام وأفغانستان الطالبان أي إستعمال القوة الغاشمة للإطاحة بالرئيس البشير وإجتثاث نظام الإنقاذ من جذوره .
أختار الرئيس البشير السيناريو الاول من بين السيناريوهات الخمسة المذكورة أعلاه , كما هو موضح ادناه :
اولا : في لقائه يوم الخميس الموافق الخامس من فبراير بمتقاعدي الجيش والأمن والشرطة في القصر الجمهوري في الخرطوم ، إختزل الرئيس البشير الموقف في أربعة كلمات مفتاحية :
أوكامبو جزاه الله خيراً !
ثانياً : في لقاء على هامش إجتماعات قمة السلطة الأفريقية المنعقدة مؤخراً في أديس أبابا , بين الرئيس البشير والأمين العام للأمم المتحدة , طلب الأمين العام من الرئيس البشير وقف العمليات التي تخوضها القوات المسلحة السودانية للسيطرة على مدينة مهاجرية في دارفور ، خشية وقوع ضحايا مدنيين وضحايا من قوات حفظ السلام الأممية . عندها أفحم الرئيس البشير الأمين العام قائلاً :
" سنطرد حركة العدل والمساواة من مهاجرية ونبسط سيطرتنا عليها حتى لو ذهب بان كي مون بنفسه إليها وتحصن في رئاسة قوات اليوناميد "
اعلاه يعني بالعربي الفصيح بأن الرئيس البشير قد إختار السيناريو الأول ... سيناريو المواجهة والمصادمة وحكومة الطوارئ و" اللي عاوزنا يجينا "و " نحن ناس حارة " .
ولكن المصيبة أن السيناريو الأول ربما يلد السيناريو الخامس أي موديل عراق صدام فتكون الطامة الكبرى على بلاد السودان وأهل السودان .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم :
" الحاقة ، ما الحاقة ، وما أدراك ما الحاقة .... فيومئذ وقعت الواقعة ، وإنشقت السماء فهي يومئذ واهية ......... يوم تكون السماء كالمهل ، وتكون الجبال كالعهن ............ كلا إنها لظى ، نزاعة للشوى ......" .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.