لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمر القبض ... السيناريو الخامس .. الفوضي الخلاقة ... بقلم : ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 17 - 02 - 2009


6 – 6
[email protected]
مقدمة
في الحلقة الاولى
من هذه المقالة استعرضنا السيناريو الاول (الطواريء) لردود فعل أمر قبض الرئيس البشير . ورأينا كيف ان هذا السيناريو يدعو للمواجهة والمصادمة باعلان حالة الطواريء , فور اعلان أمر القبض , وتكوين حكومة طواريء برئاسة الرئيس البشير لمجابهة الاخطار، الحقيقية والوهمية، المحدقة بالبلاد. ودعونا الله مع الكاتب الاسلامي أسحق احمد فضل الله ان يكضب الشينة , حتى لا يأتينا بأس اوباما بياتا ونحن نائمون.
في الحلقة الثانية
إستعرضنا السيناريو الثاني " سيناريو التقية " لردود الفعل المتوقعة في حالة صدور أمر قبض ضد الرئيس البشير . وحاولنا أن نوضح أن هذا السيناريو هو سينايو كسب الوقت ، سيناريو السردبة ، سيناريو حني الظهر حتى تمر العاصفة بسلام . السيناريو الثاني هو سيناريو الرضاء بقضاء الله وقدره كما قال بذلك سماحة الشيخ علي عثمان محمد طه :
" إذا صدر أمر القبض ، سنهرب من قدر الله إلى قدر الله".
في هذا السيناريو يتذكر قادة الإنقاذ أن محكمة الجنايات الدولية ليست لديها قوات لتنفيذ أمر قبضها ، وبمرور الزمن سوف ينسى الناس أمر قبض الرئيس البشير , كما نسوا أمر قبض هارون وكوشيب .
أو ربما هذه امانيهم ؟؟؟؟
في الحلقة الثالثة
إستعرضنا السيناريو الثالث " سيناريو البيه عبدالله خليل " والذي حاولنا أن نستعرض فيه الضغوط الكثيفة التي ربما يتعرض لها الرئيس البشير بعد صدور أمر قبض ضده من محكمة الجنايات الدولية ، ضغوط على الصعيد الداخلي ، والإقليمي ، والدولي ، وبالأخص من إدارة أوباما . هكذا ضغوط ربما إضطرت الرئيس البشير إلى تسليم السلطة للجيش لكي :
أولا ً : لكي يضمن سلامتة الشخصية .
ثانياً : لكي يطمئن بأن مشروع السودان الاسلامى الحضاري سوف يستمر , وإن كان تحت مسمى آخر .
ثالثاً : لكي يحرق إتفاقية نيفاشا , وإحتمال إنفصال الجنوب وتفتيت السودان في إستفتاء عام 2011 .
رابعاً : لكي يجنب البلاد العقوبات والحصار , وربما المواجهة العسكرية في مواجهة قوى لن يستطيع الجيش السوداني الصمود أمامها طويلاً .
في الحلقة الرابعة
من هذا المقال ، استعرضنا السيناريو الرابع " سيناريو الحركة التصحيحية " , السيناريو الذي يفترض إحالة الرئيس البشير إلى المعاش , ويخلفه في رئاسة الجمهورية ورئاسة المؤتمر الوطني سماحة الشيخ علي عثمان محمد طه , ويخلف الأخير الفريق صلاح قوش كنائب لرئيس الجمهورية ، وتحدث بعض التعديلات الأخرى في المراكز القيادية في المؤتمر الوطني وحكومة الوفاق الوطني والقوات المسلحة وأجهزة الأمن المختلفة ، حتى يحكم سماحة الشيخ علي عثمان على قمة جهاز متجانس يدين له بالولاء المطلق .
لإبطال مفعول أمر القبض الصادر من محكمة الجنايات الدولية ، تتم محاكمة الرئيس السابق البشير محاكمة صورية أمام محكمة هجين , سودانية/ عربية / افريقية , تحكم عليه أما بالبراءة أو حكماً مخففاً مع وقف التنفيذ . ويتم دق أول مسمار في نعش محكمة الجنايات الدولية .
ربما كان الرئيس أوباما هو المخطط والمشرف على تنفيذ هذا السيناريو ، بمساعدة الرئيس المصري والملك السعودي .
في الحلقة الخامسة ،
استعرضنا الجزء الاول من السيناريو الخامس " سيناريو الفوضي الخلاقة " , الذي يحاكي موديل عراق صدام ، وذلك يعني بالعربي الدارجي السوداني قلب نظام الحكم الإنقاذي بالقوة الغاشمة , وبالتدخل العسكري الخشن المباشر ، كما حدث في أفغانستان للطالبان ، وفي العراق لنظام صدام حسين عليه رحمة الله .
في هذه الحلقة السادسة ، نستعرض الجزء الثاني من السيناريو الخامس " سيناريو الفوضى الخلاقة " .
المكيال الصهيوني
بعد مجزرة غزة ، أصبحت الأولوية الأولى هي إسعاف آلاف الجرحى الذين فاضت بهم مستشفيات غزة ، وإيجاد المأوى من خيام وأسرة وبطاطين لآلاف المشردين الذين يلتحفون السماء ، ويتبرزون في العراء ، دون ماء أو أكل أو حتى ملابس وأحذية . ولكن ماذا فعل المجتمع الدولي , وماذا كانت أولويات المجتمع الدولي ، حسب المكيال الصهيوني .
أرسلت فرنسا فرطاقة تعسكر قبالة سواحل غزة ، لكي تمنع السفن الإيرانية من تزويد حماس بالسلاح عن طريق البحر . هذه هي الأولوية الأولى لفرنسا ، بدلاً من إرسال مستشفى عائم لإسعاف جرحى غزة .
إجتمع في أبوظبي , وعلى عجل , يوم الثلاثاء الموافق الثالث من فبراير وزراء خارجية تسع دول عربية : " مصر ، السعودية ، تونس ، المغرب ، اليمن ، البحرين ، الأردن والسلطة الفلسطينية " ، إجتمعوا ليس لدراسة تقديم عون صحي عاجل لمشردي غزة ، الذين يتبرزون في العراء ، ولكن لكي يضعوا حداً للتدخلات الإيرانية الداعمة لحماس .
العرب يدسون المحافير من الذي يريد أن يدفن آباءهم ؟
وهل كانت حماس سوف تطلب الدعم من إيران , لو دعمها أشقائها العرب ، الذين لا يقدمون الدعم , ويجتمعون على عجل , لكي يوقفوا دعم الغريب لحماس ولشعب غزة .
ولكن ماذا تقول مع المكيال الصهيوني .
إنعقد في كوبنهاجن يومي الأربعاء والخميس 4و5 فبراير إجتماع دولي للبحث في......... " إغاثة منكوبي غزة؟؟؟؟؟؟ "............ لا لا لا ثم ألف لا . وإنما للبحث في إيجاد آلية لوقف تسرب الأسلحة لحماس . وحضره مسئولون من وزارات الدفاع والخارجية والإستخبارات في الولايات المتحدة ، وبريطانيا وكندا ، وفرنسا وألمانيا وأسبانيا وهولنده والنرويج والدنمارك . وإتخذ الإجتماع قرارات ملزمة للدول المشاركة في الإجتماع للعمل وفوراً في شأن منع إيصال أي أسلحة إلى حماس , خصوصاً تعزيز الرقابة البحرية في البحر الأحمر للسفن القادمة من إيران .
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية بعد رجوع المبعوث الخاص الأمريكي جورج ميتشل من زيارته للشرق الأوسط ، بأن أولوية واشنطون في الوقت الحالي هي ........." إغاثة غزة؟؟؟؟؟؟؟ " ..........لا ولا ولا وألف لا . بل أولوية واشنطون هي وقف إطلاق الصواريخ بإتجاه إسرائيل , ومنع إعادة تسليح حماس .
هذا هو المكيال الصهيوني .
وإستمرت مصر في قفل معبر رفح , ومنع الإغاثة الدولية من الدخول إلى غزة ، تنفيذاً لإتفاق المعابر الموقع في نوفمبر 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ، برعاية أمريكية .
أعلاه المكيال الصهيوني الذي يستعمله المجتمع الدولي في دارفور والسودان كما سوف نبين أدناه :
المجاهد حاج ماجد وإسرائيل :
يقودنا التسلسل المذكور في خاتمة الحلقة الخامسة لبلاد السودان .
فإن المتابع للمدونات الإسرائيلية ولمدونات اللوبيات اليهودية / الأفانجليية في الولايات المتحدة وبالأخص مجموعة منظمات أنقذوا دارفور , يقرأ بمزيد من التعجب قصة المجاهد حاج ماجد ، الذي نفخته مدونات هذه اللوبيات , وشيطنته على أنه أخطر على أمن وسلامة الولايات المتحدة , وإسرائيل من الشيخ أسامة بن لادن , والملأ عمر , وحسن نصر الله , وخالد مشعل , مجتمعين .
تدعي هذه المدونات ، ولا نستطيع الحكم بصدقية هذا الإدعاء , فالكلام لا يقاس بمسطرة كما قال طيب الذكر صلاح جاهين . نعم..... تدعي هذه المدونات بأن المجاهد حاج ماجد ، أمير الدبابين وأمير الكتائب الإستراتيجية الخاصة , الذي يقود " جيوش " الدفاع الشعبي ومليشيات الجنجويد , المسلحة بأحدث ما أنتجته مصانع السلاح الروسية والصينية , بما في ذلك سرب من طائرات الميج المقاتلة . تدعي المدونات بأن الأمير حاج ماجد
" ولا نقطع بوجود شخص بهذا الإسم في بلاد السودان "
قاد مظاهرات عارمة خرجت من مساجد الخرطوم يوم الجمعة الثاني من يناير تندد بإسرائيل وأمريكا لمجازر غزة ، وتم قفل السفارة الأمريكية في الخرطوم يوم الخميس الموافق الثامن من يناير , خوفاً من الأمير حاج ماجد ومليشياته . وتدعي المدونات أن قوات الدفاع الشعبي التي تعتبر من أقوى وأعتى القوات المسلحة في أفريقيا والعالم العربي ، قد فتحت باب الجهاد في فلسطين للمجاهدين السودانيين لقتال الكفرة واليهود , ورفع القرح عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .
وفي هذا السياق تذكر مدونة تحالف مجموعة منظمات أنقذوا دارفور بأن الألمان والمجتمع الدولي قد إستخفوا بهتلر في أواسط الثلاثينيات ، ثم حدث ما حدث من أهوال ومحارق . وتدعي هذه المدونات بأن المجاهد حاج ماجد هو هتلر القرن الحادي والعشرين ، وإذا لم تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل على تصفيته ومعه قواته الجبارة ، فإن إسرائيل والولايات المتحدة سوف يكونان في كف عفريت . وتستطرد المدونات في إدعائها بأن المجاهد حاج ماجد قد هدد بأن الذي يرش الرئيس البشير بالماء ، فسوف يرشه المجاهد حاج ماجد بالكلاش , وصواريخ القراد , وأسلحة الدمار الشامل , والإنتحاريين المفخخين النائمين بين اللا جئين السودانيين في إسرائيل والولايات المتحدة .
الرئيس البشير وإسرائيل :
كما تشير المدونات إلى لقاء أجراه الرئيس البشير مع قناة الجزيرة في يوم الثامن من يناير ، حين حرض الرئيس البشير في هذا اللقاء الدول العربية لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة , وحرض مصر والأردن وموريتانيا بإنهاء التطبيع مع إسرائيل .
وذكرت المدونات الإسرائيلية بأن الرئيس البشير توعد إسرائيل بعظائم الأمور في مدينة الدامر يوم الإثنين 26يناير ، حيث أكد بأنه ضد الحلول الإستسلامية بأن لا يعطى لليهود شبراً من أرض فلسطين , وأنه إلتقى بالفصائل الفلسطينية ونقل لهم وقوف الشعب السودان معهم . وإعتبر أن معركة غزة كانت بداية النهاية إسرائيل .
كما سافر الرئيس البشير إلى دمشق يوم السبت العاشر من يناير حيث إلتقى بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس , وناقش معه إستمرار الدعم السوداني " سياسي وعسكري ومالي " لحماس ، خصوصاً إستمرار إرسال الصواريخ القراد إلى قطاع غزة ، وربما صواريخ أبعد مدى وأكثر دقة من القراد , كما تدعي المدونات اعلاه.
وإعتبرت إسرائيل على لسان إحدى متنفيذها , أن ذلك يعتبر بمثابة إعلان حرب على إسرائيل . كما إصطف الرئيس البشير مع فسطاط الممانعة بقيادة سوريا , وإشترك في مؤتمر القمة العربي الذي تم عقده في الدوحة يوم الجمعة الموافق 16 يناير لمناقشة الوضع في غزة , والذي قاطعته مصر والسعودية , باوامر امريكية .
وفي هذا السياق يمكن التذكير بأن الوزير المصري مفيد شهاب قد صرح بأنه ليس من مخرج أمام الرئيس البشير غير التعاون مع محكمة الجنايات الدولية ، مما يؤكد أن مصر قد غيرت موقفها المؤيد للرئيس البشير أمام المحكمة ، وقلبت له ظهر المجن , بعد واقعة الدوحة .
أعلاه يفسر تسليح إسرائيل لقوات حركة العدل والمساواة أبان غزوة أمدرمان في العام المنصرم , وحالياً عبر تشاد , من خلال شركة يملكها الإسرائيلي داني ياتوم ، إبن الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي , كما نشرت العرب أونلاين على موقعها الإلكترونى في يوم الثلاثاء الموافق الثالث من فبراير 2009
كما أن آفي ديختر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الحالي أعد تقريراً في سبتمبر 2008 أوصى فيه بأن تصعد إسرائيل من دعمها للحركات الدارفورية الحاملة للسلاح لكي تغير مجرى الأوضاع في دارفور والسودان نحو التأزم والتدهور , فينشغل السودان بنفسه ودارفوره , فلا يقدم أي دعم للدول العربية التي يطلق عليها دول المواجهة مع إسرائيل .
أختار الرئيس البشير ، وطواعية وعن قناعة ، بأن يرمي بنفسه في مياة فلسطين المليئة بأسماك القرش ، وكأنه يعطي ذريعة لإدارة أوباما لكي تفترسه كما نبحت بذلك أبان حملة أوباما الإنتخابية . وبالنسبة لأمريكا ، فإن أمن وسلامة إسرائيل ، عندما يكونان على المحك ، فإن الكلام يكون قد دخل الحوش .
هيلري كلينتون :
في يوم الثلاثاء الموافق الثالث عشر من يناير , صرحت وزيرة الخارجية المعينة هيلري كلينتون في جلسة إقرار تعيينها أمام مجلس الشيوخ بأن أيقاف الإبادات الجماعية في دارفور , سوف يكون من أولويات السياسة الخارجية لإدارة أوباما . وأرسلت إنذاراً قوياً لكل من يهمه الأمر في أزمة دارفور . وقالت :
إنها أزمة إنسانية فظيعة سببها نظام فاسد وقاس جداً في الخرطوم !!!!!
ولكن الأهم من ذلك , أن لوبيات الضغط في أمريكا قد أحاطت بمبنى مجلس الشيوخ أبان جلسة إستماع كلينتون , وهي تحمل اللافتات التي تذكر كلينتون بوعودها , ووعود الرئيس المنتخب أوباما أبان الحملة الإنتخابية , بايقاف الإبادات الجماعية في دارفور ، هذه اللوبيات تناست غزة والعراق وأفغانستان والحرب على الإرهاب وركزت ، حصرياً ، على دارفور .
وكان الرئيس المنتخب أوباما يراقب كل ذلك بإهتمام شديد ! وعينه علي عام 2012 عندما يتم اعادة انتخابه!!!!!!!
ولكن يظهر أن سياسة إدارة أوباما بخصوص دارفور قد تغيرت 180 درجة من السياسة الصدامية والتدخل العسكري الأمريكي المباشر في دارفور التي توعد بها أوباما نظام الخرطوم أبان حملته الإنتخابية .
ذلك التغيير الكبير يمكن قراءته من تصريحات السفيرة سوزان رايس يوم الثلاثاء الموافق27 يناير عندما قدمت أوراق إعتمادها للأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك . فقد ركزت السفيرة رايس على محاولة حل مشكلة دارفور بالطرق الدبلوماسية , وعن طريق تقوية القوات الأممية العاملة في دارفور . وبلعت تصريحاتها النارية السابقة بخصوص التدخل العسكري الأمريكي المباشر في السودان .
وفي هذا السياق يمكن التذكير بأن الرئيس أوباما عين في الأسبوع الأول له من الحكم ، مبعوثاً رئاسياً خاصاً للشرق الأوسط " متشيل " وآخر لأفغانستان وباكستان " هولبروك " ، ولكنه لم يعيد تعيين مبعوث رئاسي خاص لدارفور ليحل محل وليم سون ، ودان فورث من قبله . مما يبرهن أن دارفور لم تعد في سلم أولوياته . رغم أنه ذكر أكثر من مرة أبان حملته الإنتخابية أن دارفور تمثل له الشر في إطلاقه . وكان قد ذكر " راجع يوتيوب بتاريخ 30 يوليو 2007 " أنه سوف يخوض معركة هرمجدون في دارفور .
ولمن لا يتذكر معركة هرمجدون , نقول إنها المعركة الأخيرة بين الخير والشر ، المعركة التي سوف ينتصر فيها المسيحيون الحقيقيون , والذين سوف يصعدون مع المسيح إلى السماء , في حين تهلك بقية الناس من كل الأديان في معركة هرمجدون .
أين نحن الآن من هرمجدون ؟ بل حتى من تعيين مبعوث رئاسي خاص لدارفور ؟
هوه الكلام بتقاس بمسطرة ؟
الخال سلفاكير:
النظام الأمريكي " سواء أن إدارة بوش السابقة أو إدارة أوباما الحالية " نظام مؤسسات ، وعليه فلا تغيير في الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الأمريكية بتغيير الرئيس . والنظام الأمريكي يعرف أن الرئيس البشير على قلب رجل واحد مع حماس , وضد إسرائيل . ويعرف أن الخال سلفاكير متعاطف مع إسرائيل , لدرجة أن الحركة الشعبية رفضت إدانة إسرائيل في المجلس الوطني في منتصف يناير الماضي , بعد مجزرة غزة .
وعليه وعند لقاء الخال , مع بوش في واشنطون , بداية يناير الماضي , شن بوش حملة مقذعة ضد حماس , وإتهمها بمهاجمة إسرائيل وقتل الأبرياء بصواريخها ، ودافع عن حق إسرائيل في الوجود الذي تهدده حماس ........ هكذا ؟
قال بوش كل ذلك , والخال يبتسم إبتسامة عريضة , لم نعهدها منه , وهو المكشر دوماً .
إذاً النظام الأمريكي الذي تحركه إسرائيل كما تحرك أنت إصبعك ، يعرف أن الرئيس البشير عدو لإسرائيل وبالتالي لأمريكا ولذلك :
الله قال بقولته .
فالس مع بشير :
فالس مع بشير فيلم إسرائيلي نال عدة جوائز هذه السنة . وهو يحكي قصة مجزرة صبرا وشاتيلا , والتواطؤ الإسرائيلي مع الكتائب المسيحية في لبنان في إرتكاب هذه المجزرة , بحق الأطفال والنساء والشيوخ من لاجئ فلسطين ......بل الكلاب والقطط والغنم في مخيم صبرا وشاتيلا .
ولأن رقصة الفالس لا تتم إلا بين إثنين ، فإن البشير ( زولنا وليس بشير الجميل بتاع لبنان المقصود في الفيلم ) يرقص مع الأمم المتحدة رقصة الفالس في دارفور. ويهدد الأمم المتحدة بأن هذه الرقصة لن تدوم إذا أصدرت محكمة الجنايات الدولية أمر قبض ضده . فهو في هذه الحالة سوف يوقف الرقص , ولن يجدد عقد القوات القوات الأممية في دارفور عند إنتهاء سريانه , وربما أصبحت هذه القوات هدفاً مشروعاً لهجمات السودانيين الأحرار الشرفاء الذين لن يقبلون الهوان والذل لرمز سيادتهم وعزتهم .
وبعد فهذه القوات الأممية التي لم تبلغ بعد نصف حجمها المتوقع ، تسعة آلاف بدلاً من ستة وعشرين ألفاً ، لا تحفظ سلاماً في دارفور بل تعمل حصرياً على حفظ سلام نفسها وإدارة شئونها . فهي تجسيد للفشل الذريع بكل ما تحمل كلمة فشل من معان .
هاك ياهذا سببا اخرا لشيطنة البشير للقضاء عليه !!!!!!!!!
الكديسة والفار :
وتمضي المدونات في تهديدها وإنذارها للرئيس أوباما بأن إسرائيل والولايات المتحدة , إذا لم تتغديا بالرئيس البشير والأمير حاج ماجد وقواتهم ، فإن الأمير حاج ماجد سوف يفطر بهما , على رأس قواته المدججة بأحدث أنواع أسلحة الدمار الشامل . وقد أعذر من أنذر .
ألا تذكرك هذه القصة ، يا هذا ، بصدام حسين ؟ ألا تذكرك هذه القصة بالعجاجة التي تثيرها الفارة " المدعو الأمير حاج ماجد " ضد الكديسة " إسرائيل وأمريكا " في المركب في وسط البحر ؟
نسيت أن أقول أن الكاتب الصهيوني دانيال بايبس قد ذكر في مدونته بأن الأمير حاج ماجد يخطط لإبادة الجنس الأمريكي والجنس اليهودي من على الوجود . نعم .... هكذا مرة واحدة .
ثم تصور يا رعاك الله ، في هذا الجو المشحون بالحقد والكراهية وشيطنة نظام الإنقاذ في شخص الأمير حاج ماجد . في هذا الجو المشتعل يصدر أوكامبو أمر قبض ضد الرئيس البشير بجرائم إبادة جماعية في دارفور . وحسب اللوبيات أعلاه فسوف تمتد هذه الإبادات الجماعية من دارفور إلى إسرائيل والولايات المتحدة , بوجود قوات الأمير حاج ماجد التي تمتلك على أسلحة الدمار الشامل ، والإنتحاريين المفخخين بأسلحة بيولوجية وكيماوية , والمزروعين في مدن إسرائيل والولايات المتحدة بين اللاجئين السودانيين .
الصاعق :
أمر قبض الرئيس البشير سوف يكون بمثابة الصاعق الذي يفجر القنبلة الإسرائيلية / الأمريكية في وجه نظام الإنقاذ , وعلى رأسه الرئيس البشير والأمير حاج ماجد .
أمر قبض الرئيس البشير دليل مادي محسوس . وسوف يعطي صدقية وشرعية لإدعاء اللوبيات الصهيونية
أولاً : بأن الرئيس البشير وقواته قد مارسوا إبادات جماعية في دارفور .
ثانياً : لولا قفل السفارة الأمريكية يوم الخميس الموافق الثامن من كانون ثان فإن قوات الأمير حاج ماجد كانت سوف تبيد أفراد السفارة الأمريكية إبادة جماعية وسط الخرطوم , وعلى عينك يا تاجر .
وثالثاً : قوات الأمير حاج ماجد سوف تنقل هذه الإبادات الجماعية من دارفور والخرطوم إلى إسرائيل والولايات المتحدة . إذا لم يتم إيقافهم وفوراً ، بل في هذه اللحظة .
القرار
في يوم الثلاثاء الموافق الثالث من فبراير 2009 ، طلب قضاة محكمة الجنايات الدولية الممسكات بملف الرئيس البشير , مقابلة ممثلي الضحايا والشهود في قضية الرئيس البشير ، وكذلك أوكامبو ومسجلة المحكمة . أراد القضاة التأكد بأن قرارهم عندما يصدر ، سوف لن تكون له آثار سلبية على الضحايا الباقين على الحياة , وعلى الشهود , وأنهم قد إتخذوا التحوطات اللازمة لذلك .
ماذا يعني هذا ؟
يعني ذلك أن قرار المحكمة سوف لن يكون في صالح الرئيس البشير ، وإلا لما طلبوا من ممثلي الضحايا والشهود أخذ الحيطة اللازمة ، قبل اعلان القرار . يعني أن هكذا قرار سوف يكون أما أمر قبض ، أو إستدعاء للمثول الطوعي .... بعبارة أخرى إدانة للرئيس البشير .
خاتمة
والآن ما هو السيناريو المتوقع حدوثه من بين السيناريوهات الخمسة التي تم إستعراضها في هذه الحلقات وهي :
السيناريو الأول الذي يدعو للمواجهة والمصادمة وتكوين حكومة طوارئ لمحاربة طواحين الهواء .
السيناريو الثاني الذي يدعو للتعقل والتريث والسردبة وحني الظهر حتى تمر العاصفة , وعدم إتخاذ أي مبادرات والتصرف كأن شيئاً لم يكن .
السيناريو الثالث الذي يدعو لتسليم السلطة للجيش لمعالجة عدم الشرعية التي يخلقها أمر القبض .
السيناريو الرابع الذي يتوقع حدوث إنقلاب داخلي أو حركة تصحيحية بدعم خارجي ناعم للتخلص من الرئيس البشير , أما طواعية أو عنوة , وإحلال نائبه في محله .
السيناريو الخامس يتوقع تكرار موديل عراق صدام وأفغانستان الطالبان أي إستعمال القوة الغاشمة للإطاحة بالرئيس البشير وإجتثاث نظام الإنقاذ من جذوره .
أختار الرئيس البشير السيناريو الاول من بين السيناريوهات الخمسة المذكورة أعلاه , كما هو موضح ادناه :
اولا : في لقائه يوم الخميس الموافق الخامس من فبراير بمتقاعدي الجيش والأمن والشرطة في القصر الجمهوري في الخرطوم ، إختزل الرئيس البشير الموقف في أربعة كلمات مفتاحية :
أوكامبو جزاه الله خيراً !
ثانياً : في لقاء على هامش إجتماعات قمة السلطة الأفريقية المنعقدة مؤخراً في أديس أبابا , بين الرئيس البشير والأمين العام للأمم المتحدة , طلب الأمين العام من الرئيس البشير وقف العمليات التي تخوضها القوات المسلحة السودانية للسيطرة على مدينة مهاجرية في دارفور ، خشية وقوع ضحايا مدنيين وضحايا من قوات حفظ السلام الأممية . عندها أفحم الرئيس البشير الأمين العام قائلاً :
" سنطرد حركة العدل والمساواة من مهاجرية ونبسط سيطرتنا عليها حتى لو ذهب بان كي مون بنفسه إليها وتحصن في رئاسة قوات اليوناميد "
اعلاه يعني بالعربي الفصيح بأن الرئيس البشير قد إختار السيناريو الأول ... سيناريو المواجهة والمصادمة وحكومة الطوارئ و" اللي عاوزنا يجينا "و " نحن ناس حارة " .
ولكن المصيبة أن السيناريو الأول ربما يلد السيناريو الخامس أي موديل عراق صدام فتكون الطامة الكبرى على بلاد السودان وأهل السودان .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم :
" الحاقة ، ما الحاقة ، وما أدراك ما الحاقة .... فيومئذ وقعت الواقعة ، وإنشقت السماء فهي يومئذ واهية ......... يوم تكون السماء كالمهل ، وتكون الجبال كالعهن ............ كلا إنها لظى ، نزاعة للشوى ......" .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.