حينما وقعت عيناي على أم فيصل حرم السفير محمد بن ناصر الوهيبي وهي تستقبل ضيوف العيد الوطني الثاني والاربعين لسلطنة عمان بزيها التراثي واياديها معصمة بالاساور والخلاخل قد لا يجيد صنعتها إلا ذلك العماني وحتى ولو كان نافخا للكير.. قفزت لذهني سلال الخضر والفاكهة والتمور وعبوات العسل والاسماك المجففة خلال المعرض الزراعي الدولي الذي اقيم بالدوحة السنة الماضية حيث تراص ضيوف السفارة ومن كل الجنسيات تماما كمنتجات عمان ذات الجودة العالية وعرضها بجاذبية لا تنسلخ عن الذوق الرفيع للشخصية العمانية فالرجل يعتمر عمامة ملونة ويمنطق وسطه بخنجر دليل الفخر والشجاعة والنساء يلبسن كل ما هو متقن الخياطة يستر رؤوسهن ويتدلى لاخمص اقدامهن. هو التنوع الانساني فالدراسات التاريخية تشير للصلات القوية بين عمان وحضارات الشرق القديمة في الصين والهند وبلاد مابين النهرين وشرق البحر المتوسط ووادي النيل وشمال أفريقيا والمحيط الهندي.. واشهر الهجرات عندما انهار سد مأرب عام 120 ميلادية فنشأ واحدا من اقوى المراكز الحيوية على طريق الحرير بين الشرق والغرب، جعلته نموذجا للوئام والاستقرار المنتج. وتؤكد الحفريات ان ولاية "صحار" موطن لصناعة وتعدين النحاس ومادة اللبان اعتادت ملكة سبأ أن تقدمه للنبي سليمان ونتيجة لهذا الارث نشأت مجتمعات مستقرة احترفت التجارة والزراعة وصيد الأسماك. المسيرة العمانية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا يمكن وصفها بالرصينة تتدرج من احسن الى احسن وفي هذا الحراك للنساء نصيب حيث ينتخب العمانيون رجالا ونساء ممثليهم في مجلس الشوري والمجالس البلدية ممثلين للولايات وحاليا تحمل ثلاث نساء حقائب وزارية وخلال افتتاحه لمجلس عمان المشترك بين الشورى المنتخب ومجلس الدولة المعين قال السلطان قابوس ان بلاده اهتمت بالتعليم الكمي والمستقبل يتطلب الاهتمام بالكيف والبحث العلمي وجودة التدريب الخ.. ان التعليم النوعي يبقى الهاجس الاكثر قلقا للشعوب الساعية لتوطين المعرفة وفتح مسارات البحث العلمي وكل هذا لا يتأتى إلا بالاستقرار والسلام ورفاهية العيش.. تحادثت وفتيات يتلقين تعليمهن بجامعة قطر والمدينة التعليمية ولمست حماسهن وحيويتهن لتلقي تعليم متقدم وهو دليل حراك متناسق ستقطف ثماره سلطنة عمان فهنيئا لتطاول قامتها ما بين استثمار الارض والانسان وشكرا أم فيصل اتاحة اطلالة من قاعة الاحتفال بالنادي الدبلوماسي على شعب ارتاد البحار وطوع الجبال القاسية التي تحف دياره لتأمين غذائه وكسائه وفتح الافاق لشبابه لتعليم نوعي، فالاقتصادات الناجحة تقوم على الامن الغذائي والبحث العلمي وتوطين السلام فيضحى الوجه صبوحا كنساء السلطنة ببهاء ازيائهن المزركشة وخلاخل زينتهن. عواطف عبداللطيف [email protected] همسة: قليلة هي البلاد التي تستطيع ان تحدث الاخرين بانجازاتها.