انطلقت في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنك)، أعمال مؤتمر ومعرض قمة عين على الأرض – أبوظبي 2011، في الفترة من 12-15 ديسمير 2011، وسط لفيف من رواد وخبراء قطاع البيانات الجيومكانية والمعلومات البيئية، ومن الوزراء وكبار ممثلي الحكومات المشاركة، وعدد من الخبراء والعلماء، ومنظمات المجتمع المدني المعنين بقضايا التنمية والبيئة، والقطاع الخاص، والإعلاميين من كافة قارات العالم. كما شهد وخاطب فعاليات القمة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، والعديد من رؤساء الحكومات في جزر الكاريبي وآسيا. انعقدت القمة ومعرض عين على الأرض أبوظبي 2011 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايدآل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، واستضافتها هيئة البيئة – أبوظبي (EAD)، بدعم من مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية (AGEDI)، وبالشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للبيئة ((UNEP. إن الأشياء التي لا يمكن قياسها، لا يمكن إدراتها" ... هكذا ابتدرت القمة أعمالها.. وفي كلمتها الافتتاحية، قالت سعادة رزان خليفة المبارك، أمين عام هيئة البيئة – أبوظبي "انعقدت القمة إدراكاً لأهمية جمع البيانات البيئية والمجتمعية والوسائل التي تتيح الحصول على المعلومات والمعرفة الضرورية بشكل مشترك ووفق جهود منسقة، وضمان توفرها وإتاحتها وتوظيفها لدعم إعداد التقارير وجهود صنع القرار، بما يسهم في مواجهة ومعالجة المشكلات البيئية وتحقيق التنمية المستدامة، والسعي لحماية بيئاتنا لصالح الأجيال المستقبلية ". استعرض المعرض أفضل ما تم التوصل إليه في مجال الوصول إلى البيانات البيئية والجيومكانية وتحليلها، بما في ذلك استعراض رؤية أبوظبي الاستراتيجية الرائدة 2030 لتطوير اقتصاد مستدام، في تطبيقات البنى التحتية، والأمن، والسلامة والمرور، ودعم الموارد البيئية. كما اطلع المشاركون على العديد من التجارب الرائدة نحو نمذجة وبناء المعلومات البيئية الالكترونية، وخاصة تجارب دولة الإمارات العربية المتحدة والتي ترسخ نموذجاً يمكن أن يحتذى به في الدول العربية ومنها شركة "مصدر" للطاقات المتجددة والنظيفة والتي تطبق أنظمة الطاقة الشمسية و طاقة الرياح. وقد تناولت أجندة القمة موضوعات القضايا البيئية والتحديات التي تواجه توفر المعلومات البيئية وإتاحتها وتدوالها عبر أسس من الديمقراطية والشفافية، والدقة، والواقعية عبر كافة الشركاء. كما تناولت القمة توثيق المعارف المحلية، وملكية المعلومات، والقوانين التي تحكم هذا العمل. والإستفادة القصوى من خدمات البوابات الإلكترونية وشبكات المعلومات العالمية. وكان من أبرز الموضوعات المهمة والتي ناقشتها القمة: - مشكلات المياه واستهلاك الطاقة . - الاهتمام بالإطار المؤسسي وبناء القدرات والتدريب مما يخدم خلق وظائف خضراء وخاصة وسط قطاعات الشباب والعمال. - بسط الأطر المؤسسية بين الشركاء من القطاع العام والخاص والمجتمعات وعامة المستفيدين، وتحديث طرق الحصول على البيانات. - ضرورة الحفاظ على الكربون الأزرق وذلك بحماية نباتات البحار والمحيطات، وقياس مدى التقدم المحرز في قياس بصمة الكربون عند استهلاك الطاقة. - تعزيز جانب التوعية وسط المستفيدين والمجتمعات، ونمذجة المعارف المحلية، وتشجيع التعليم البيئي. - التحسب للكوارث ودرء مخاطرها. وفي ختام فعاليات "قمة عين على الأرض - أبوظبي 2011" أعرب المشاركون عن قلقهم البالغ إزاء التغييرات البيئية التي تحدث بشكل غير مسبوق على جميع المستويات بما في ذلك تغيرات محتملة لا يمكن عكس مسارها ذات آثار سلبية محتملة قد تؤثر على التنمية الاقتصادية والإجتماعية على وجه العموم، والفئات الفقيرة والضعيفة في المجتمعات على وجه الخصوص. جاء ذلك خلال الجلسة الختامية لإعلان قمة عين على الأرض، وقد أكد الإعلان على أهمية وضرورة تبادل المعلومات الموثقة ذات الصلة بجانب إتاحة الوصول إليها من قبل مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة والذي هو جزء هام من السياسات والتدابير العلمية والاجتماعية، وخاصة الفئات الفقيرة والضعيفة في المجتمعات. وأعرب المشاركون عن تقديرهم لحكومة دولة الإمارات لتنظيم واستضافة " قمة على الأرض الأولى " بالشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للبيئة داعين إلى وضع رؤية تمكن من اتخاذ القرارات من اجل التنمية المستدامة من خلال توفير معلومات موثوقة وحديثة وذات صلة، واتاحة الوصول العادل اليها. وأقر المشاركون بأن أهداف تعاونهم هو تعزيز التعاون بين المجتمعات والشبكات والنظم والمؤسسات ومزودي التكنوليوجيا ذات العلاقة من أجل توحيد المعلومات الاقتصادية والبيئية والإجتماعية ضمن نظام مشترك للمعلومات بهدف النهوض بالتنمية المستدامة من خلال الاستفادة من التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتعزيز بناء القدرات والدعم التكنولوجي للبدان النامية. ووافق المشاركون على مواصلة تعاونهم على أساس عدة مبادئ في مقدمتها أنه ينبغي أن تكون أجندة التعاون مرنة ومتوازنة وذات أهداف واضحة وموضوعات محددة ووفق جدول زمني محدد وأن تكون دائمة ومستحدثة بما يتناسب والتنوع في اختصاصات الجهات المعنية وهياكلها الادارية وبما يساهم في بناء الثقة بين الشركاء. وأكد الاعلان ضرورة أن تكون أنماط التعاون مستوحاة من مبدأ التبعية بحيث يتم توزيع الوظائف والمهام لتنفيذها من قبل الاشخاص المؤهلين لتولي هذه المسؤولية. كما يجب ان يتم حفظ المعلومات قريبة من مصدرها لكي لا تضيع المعرفة المتكونة حول استخداماتها وقيودها. ودعا المشاركون إلى إيجاد آلية فعالة لجمع وادارة وتوزيع البيانات البيئية مشيرين إلى أن مسؤولية ضمان جودة المعلومات تقع على عاتق أولئك الذين يجمعون ويعالجون البيانات. كما دعا المشاركون إلى توفير المعلومات بطريقة تتجنب التكرار غير الضروري في جمع البيانات وتدعم عملية صنع القرار. وطالب المشاركون بإتاحة المعلومات البيئية وتوفيرها للجمهور مع تفسير أية استثناءات ترد في القانون بشكل مفصل مع الاخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة في الافصاح بحيث يكون الوصول الى المعلومات فوريا وفعالاً، وغير مكلف بالنسبة لجميع المستخدمين المهتمين. وأشار إعلان قمة "عين على الأرض" إلى المبدأ العاشر من إعلان ريو حول البيئة والتنمية الذي يقر بأن لكل فرد الحق في الوصول الى المعلومات المتعلقة بالبيئة والموجودة بحوزة السلطات العامة الحكومية، ويتوجب على الدول العمل على تسهيل وتشجيع الوعي لدى الجمهور ومشاركته عن طريق اتاحة المعلومات على نطاق واسع. وأعرب المشاركون عن قناعتهم بأن تعزيز القدرة على ادارة وتبادل المعلومات وتسهيل الحصول عليها في البلدان النامية والبلدان التي تمر انظمتها الاقتصادية بمرحلة انتقالية من شأنه دعم عملية التنمية والوصول الى غايات واهداف مؤشرات التنمية المستدامة. ودعا الاعلان الى تعزيز الجهود لدمج المعلومات والبرامج البيئية في مناهج التعليم بمختلف المراحل اضافة الى تطوير برامج مبنية على الخبرات الحياتية من أجل التنمية المهنية مثل أنشطة التعلم بالمراسلة أوعن بعد. ووافق الاعلان على العمل والتعاون مع هيئة الاممالمتحدة لتأسيس ملتقى للتعاون بين شبكات المعلومات البيئية شبه العالمية والمتخصصة بما يساهم في تعزيز الترابط بين هذه الشبكات وفعالية دعم جهود التقييم وتبادل المعلومات وعمليات صنع القرار لأهداف التنمية المستدامة. وأكد إعلان قمة "عين على الارض" ضرورة العمل والتعاون مع مجموعة مراقبة الارض وغيرها من المبادرات والشركاء ذوي الصلة لدعم تعزيز التنمية والتوسع في نطاق معايير التوافق الموجودة حاليا فيما يتعلق بتبادل البيانات والمعلومات بالاضافة الى وضع مقاربة عالمية لتوفير منصات تستند الى "الشبكات الالكترونية" لدعم تبادل المعلومات. والتزم الاعلان بتفعيل المشاركة في المبادرات وتقويتها ودعم التعاون الفني لبناء القدرات والدعم التقني للوصول الى المعلومات وتبادلها في الدول النامية، والدول ذات الانظمة الاقتصادية التي تمر بمرحلة انتقالية، بما في ذلك دعم تطوير الشبكات والتعاون الاقليمي وجمع البيانات واجراء الابحاث والدراسات التحليلية والرقابة والتقييم البيئي المتكامل، وصياغة أطر العمل التشريعي والمؤسسي للوصول الى المعلومات. وحث اعلان قمة "عين على الأرض" على تعزيز تطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص لاستخدام المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات وتشجيع القطاع الخاص على توظيف جهودهم البحثية وامكانياتهم التنموية في تعزيز تطبيق اهداف وغايات التنمية المستدامة المتفق عليها على المستويين الوطني والدولي. ورحب باقامة معرض عين على الأرض والمبادرات الخاصة التي تم وضعها والعمل الفني الذي حددته القمة حول السياسات والحوكمة والتواصل المؤسسي لغايات تبادل المعلومات والمحتوى واحتياجات المستخدم والبنية التحتية التقنية وبناء القدرات والامكانيات والتعليم ونشر الوعي وعرض التطبيقات . ووافق الاعلان على تأسيس "مجتمع عين على الارض" بدعم وتسهيل من مبادرة أبوظبي العالمية للمعلومات البيئية وبرنامج الاممالمتحدة للبيئة لتحقيق تقدم المبادرات الخاصة وغيرها من المشاريع والبرامج المماثلة الحالية والمستقبلية بما فيها تنمية القدرات الوطنية. ودعا اعلان قمة "عين على الارض" برنامج الاممالمتحدة للبيئة وجميع الجهات الفاعلة في تنمية التعاون الى مساعدة البلدان النامية والبلدان التي تمر في انتقالية عند الحاجة من خلال برامج موجهة لبناء القدرات في اطار جهودهم لتطوير تشريع وطني فعال ودعم الوصول المفتوح الى المعلومات بما يتماشى مع توجيهات برنامج الاممالمتحدة للبيئة في المبدأ العاشر. ودعا الاعلان كذلك الحكومات وهيئات الاممالمتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والجهات المانحة متعددة وثنائية الاطراف والقطاع الخاص الى تعزيز مساهمتهم في تطبيق المبادرات الخاصة التي تم التوافق عليها خلال القمة وتفعيل الاجراءات المحددة اعلاه . وقرر المشاركون في ختام الاعلان الاجتماع قبل نهاية عام 2013 لمراجعة التقدم الذي تم احرازه فيما يتعلق بتنفيذ الاعلان الحالي ودراسة الاتجاهات المناسبة لمواصلة الجهود لتعزيز وتقوية البنية التحتية المعرفية الضرورية لتحقيق تقدم الانسانية والركائز الثلاثة للتنمية المستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية. هذا وقد أطلقت القمة عدة مبادرات رئيسة وأخرى فرعية: 1- مبادرة "عين على الأمن المائي". 2- مبادرة "عين على إدارة الكوارث". 3- مبادرة "عين على الاستدامة المجتمعية والمرونة". 4- مبادرة "عين على الكربون الازرق". 5- مبادرة "عين على التنوع البيولوجي". 6- مبادرة "عين على التعليم البيئي". 7- مبادرة "عين على الإتاحة للجميع". 8- مبادرة "عين على تشبيك الشبكات". حنان الأمين مدثر رئيس منظمة المبادرة البيئية للتنمية المستدامة