بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) .. الآية هذا بلاغ للناس [email protected] توطئة: لماذا نصنع الغبن والشعور بالتهميش بأيدينا؟ هل غرب كردفان والمناطق الحدودية مع شمال دارفور التي هاجمتها حركة العدل والمساواة بعضٌ من فلذة هذا الوطن أم أنها أراضٍ أجنبية؟!.. ممارسات تحتاج لوقفة وتثير كثير من الأسئلة؛ ومجرد طرحها يُظهر أن الدولة تتعامل بانتقائية حتى في الملمات التي يجب أن تتداعى لها الحكومة ومنظمات العمل المدني. دعونا نطرح الأسئلة وعليكم لومي والعتب إذا لم تكن وجيهة ومنطقية!! المتن: عندما هاجمت الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو جنوب كردفان ؛ ومثلما هاجمت الحركة الشعبية بقيادة عقار ولاية النيل الأزرق ، نفس السيناريو قامت به حركة العدل والمساواة المرحوم الدكتور خليل ؛ قامت كل هذه الحركات المتمردة على الشرعية وسلطان الدولة قامت جميعها بقتل الأبرياء وخطف المواطنين الآمنين ونهبت وحرقت ممتلكاتهم بل والمؤسسات الخدمية كالمراكز الصحية ونهبت كل ما فيها وأحرقتها وحطمت أبراج الاتصالات. هبت الدولة بعدها وعديدها وسيّرت كل منظمات العون المدني والولايات لدعم جنوب كردفان والنيل الأزرق كما حظيت بتغطية إعلامية أشبه باللحظية ؛ زارت وزيرة الدولة الأستاذة سناء حمد في ثاني يوم للهجوم الغادر الذي وقع على النيل الأزرق موقع الأحداث وواست المواطنين وتجولت بينهم وقدرنا لها شجاعتها ؛ زار وزير الدفاع وبعض الولاة الولايتين ( جنوب كردفان والنيل الأزرق). سيرت قوافل الدعم العيني لجنوب كردفان والنيل الأزرق وكان اهتمام الدولة ملحوظاً مما دفع وحفز منظمات العون المدني والولايات للقيام بالواجب وزيادة!! الحاشية: هجوم حركة العدل والمساواة على محليات المحليات (أرمل / والزرنخ / ودبنده/ الدم جمد / صقع الجمل والقرى الرابطة بين هذه المحليات) أشعر مواطن هذه المنطقة - والتي كانت ضمن ولاية غرب كردفان التي تمّ تفكيكها وتوزيع أشلائها بين جنوب كردفان - بأنه كمٌ مهمل مهمش لا يتساوى في الحقوق مع بقية أهل موطني الولايتين وهو يقارن وما زال يقارن ما قدمته الدولة لهاتين الولايتين عندما غدرت بهما الحركة الشعبية بقيادة الحلو وعقار .. هل ازدواجية معايير تطبق على مواطني ولاية وتحرم منها ولاية مجاورة؟! أم أنه إنتاج متعمد للتهميش إنتاج بالغبن؟!. أتمنى وأتحدى كل ذي عقلٍ رشيد في الدولة أن يقنع مواطن الولاية البسيط بغير ذلك.. فهل من إجابة مقنعة لذلك؟! هذه المناطق من أهم مناطق توريد الضأن والإبل للتصدير وهي من أكبر مناطق إنتاج صمغ الهشاب ، وهي منطقة تمتلك بعض الآبار المنتجة للنفط والتي آلت بتفكيك ولاية غرب كردفان إلى جنوب كردفان. النهود حاضرة غرب كردفان هي أكبر وأقدم مركز في مديرية كردفان حسب( التقسيم الإداري منذ عهد الاستعمار ؛ هي التي أرفدت المركز بخير بنيها؛ على سبيل المثال لا الحصر ، إبراهيم منعم منصور ؛ على شمو، يسن عمر الإمام ، المرحوم إبراهيم عمر عوض ، المرحوم صالح آدم بيلو؛ الإعلامي البروفيسور عوض إبراهيم عوض ؛ محمد أحمد جحا ؛ محمود أحمد جحا تصوروا النهود لا يوجد بها مجرد شارع أسفلت واحد وفي ذات الوقت في التقسيم قبل الأخير للولايات حينما كانت ولاية غرب كردفان قائمة نُقلت حاضرة الورية إلى رجل الفولة والأسباب كانت واضحة ومعروفة وتمّ تعمير الحاضرة الجديدة للولاية فأقيمت بها – اللهم لا حسد- شوارع الأسفلت والمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ؛ بينما كان الوالي يقيم في النهود!! غرب كردفان المصدر الرئيس للضأن الحمري والكباشي والمصدر لخير الإبل يعيش إنسانه وحيوانه ونباته وجماده العطش ؛ مشكلة تاريخية مزمنة لا تحل بحفاير حصاد المياه ، حتى حينما فككت ولاية غرب كردفان وتمّ توزيع دمها بين ولايتي جنوب كردفان وشمال كردفان ، استأسدت ولاية شمال كردفان عليها ؛ وكان ذلك واضحاً للعيان حينما افتُتح العديد من مشروعات التنمية ، قولوا لنا ماذا كان نصيبها.؟!! النهود حاضرة غرب كردفان بها مستشفى منذ عقد أربعينيات القرن الماضي وحتى قبل فترة حكم مايو كان المستشفي يقدم خدمات متميزة لمواطني المنطقة ؛ أما اليوم وبعد التمدد السكاني والعمراني والحضاري أصبح هذا المستشفى قاعاً صفصفا ، تصوروا لا يوجد به أخصائي عظام وإن أصاب أحدهم قدٌ يفوق قدرة المستشفى على علاجه عليه أن يتحرك بكسوره إلى الأبيض أو الخرطوم ونحن تخطينا العقد الأول من الألفية الثالثة!! النهود حاضرة غرب كردفان تم تأسيس أول نادي ثقافي اجتماعي عام 1917 من القرن الماضي ؛ أرجو من وزير الثقافة أن يذهب ليرى ما آل إليه حال النادي اليوم رغم محاولات أهل البر والإحسان لإبقائه على قيد الحياة بينما تحتفل الوزارة في العاصمة القومية بالمهرجانات الدولية .." لو ما كفّى البيت حرم على الجار"!! الهامش: لا تسألوني كيف نصنع الغبن والتهميش؟! ولكن السؤال الذي يجب أن يُطرح هو: من وراء دفع المناطق الطرفية للتمرد على سلطان الدولة ؟! وهل أصبحت إستراتيجية الدولة التعامل فقط بردود الأفعال والأمر الواقع وتحترم المتمرد وتفاوضه؛ تهمل ور تحترم المواطن المسالم؟!هل هناك طابور خامس من داخل المؤتمر الوطني والحكومة لإنتاج الأزمات ويصنع امن داخلها متاريس الأزمات والعقبات أمام ثورة الإنقاذ ؟! إنني أشعر كأحد أبناء هذه الولاية بذات الغبن والمرارة والألم التي يلعقها أهلي هناك ، فهل من رجلٍ رشيد ذو عقلٍ راجح بين الطاقم الحكومي يتأمل مشهد ولحظة هجوم حركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم وهي تروع النساء والأطفال وكبار السن وتخطف وتأسر الشباب وتحرق المنشآت وتنهب الأموال والأرزاق وتخلف الشهداء والجرحى؟! دلوني على مسئول رفيع تحرك من المركز لمواساتهم، دعك عن مد يد العون لهم فهم في شدتهم عموماً، هم استعاضوا بالله في حضور الدولة وأرجو أن لا تأتي لحظة الندم بعد فوات الأوان!! كان الشرتاي محمد عبيد الله – شرتاي غبيش- وهي من أعمال مجلس ريفي حمر- رجلٌ حكيم وصديق يأنس له والدي – سمعته يتجاذب الحديث معه وهما يتحدثان عن الظلم :[ الظلم سم لو ما قادر على عاقبتو ما تقربو".!! ؛ وقال طرفة إبن العبد: [ وظلم ذوي القربى أشد مضاضة...على النفس من وقع الحسام المهند]!! أقول قولي هذا ناصحا .. اللهم بلغت، اللهم فاشهد!!