في المحصلة النهائية الإجتماعية والأدبية والثقافية والديموقراطية ستكون النتيجة صفرا كبيرا ضياع تلك الصحف المؤتمرية المكتوبة التائهة وتشويه وتدميرهذه المواقع الإسفيرية الفارهة. فهم يلجون إلى مواقع إلكترونية ذات مواصفات قياسية لبث وترويج دعاية مجانية لبضاعة منتهية الصلاحية. فقد بدأت هذه المواقع فارهة لأنها أسست على مباديء أخلاقية عظيمة ، مباديء الصدق والحق والتحرر والعتق، فالهدف نبيل سامي وعظيم وهوعتق وتحرير الشعب من ربقة إستعباد الإنقاذ وجحيم إسلوبها، وفك رقبة الشعب من مكبليه وجلاديه الذين طال وادلهم ليلهم وما أنفكوا يتشكلون و يتلونون ويفصلون ويشردون ويشنون الحروب بدواعي مختلفة. فتحرير الرقاب هو الهدف الأول والسامي للإسلام ولكل الأديان. تحريرها من عبادة الأصنام والذات واللات والعزى والفراعنة والسخرة والسحرة وعبادة العباد لعبادة رب العباد. أسست هذه المواقع على مباديء الحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة. فلذلك سبقتها سمعتها الصالحة النقية قبل أن تعرض في المعارض وبدون أن تشعل لها طلاسم الورش والمؤتمرات وتدق لها طبول الدعاية وتذبح لها في القاعات عجول وخراف الأضحية والسماية. وفاح بخورها السحري المغنطيسي الجاذب الفواح وعطرها ((الون مان شو)) فجذبت القراء والكتاب والشعب والكثيرمن الشعوب ، كل الشعوب التي ترزح تحت وطأة الطغاة المتكبرين والفراعنة المتجبرين والمستأسدين والمستذئبين وناهشي لحم الثروة والسلطة وفارضي نهجهم التسلطي على رقاب الشعب الأمين وهذه الشعوب الطيبة المسالمة كل هذه السنين. فكانت هذه المواقع كالنسمة المنعشة والنغمة المحببة المبهجة المفرحة التي تخرج المشرد الحزين والمهاجر الكئيب من كابوس الغم وكيد الأعداء والهم وتلهم إبداع الشعراء فتقاطر عليها القراء والكتاب وكما أتاها الدهماء. فقد كانت كالبلسم والمبسم والنسمة والدواء والشفاء من السقم والأريج والحضن الدافي الذي يمسح الألم والعناية المكثفة من متاهات الجنون والبعد عن الرياء ومرابط العدم فصارت منابر من لامنبر له وصوت من لاصوت له ويد من لا يد له وسلاح من لاسلاح عنده. نعم صارت كل هذا وغيره نعم فلا تنزلوا الراية من علاها لا تنكسوا العلم . أعلام ورايات هذه المواقع الحرة كانت عالية ترفرف فوق السارية تعلن قوة وعظمة وبهاء وجلال ونقاء وسخاء رسوخ دولة الحق والحرية كإكسير حياة وديمومة بقاء دولة الديموقراطية والمواطنة والمدنية في الفضاء الإسفيري فأصابت الحكومات الديكتاتورية الغيرة والحقد والحسد فصنعت لها آلآف المنتديات ومواقع مشابهة بل وأحيانا كثيرة تجدها (طبق الأصل) بذات الأسماء وتوأمة الأشكال والأسماء للتمويه والخداع نكاية بها وزيادة في الرياء والنخر في الخفاء. لكن فهل يباري ويقارع المؤصل بالمفصل وقوة الحب والوصال بالحقد والكراهية وسموم النصال ، والذهب عيار21الأصلي الفريد بالصيني الفالصو المغشوش المخلوط بالنحاس والحديد والشجاع الصنديد بالرعديد والناصح الأمين بالفاضح المشين والتليد بالتقليد!؟؟ وعندما لم ينفع الندم حرصت وحاولت الإعدام والعدم محاولات إلغاء وإفناء وتشويش وحجب وتهكير ودماروتحطيم هذه المواقع فباءت المحاولات وفشلت الإجتماعات والمداولات وإرتدت سوء النيات على أصحاب العقول العقيرات الناضبات والعاقبة للمتقين. فلقد أنجبت هذه المواقع الإسفيرية مبدعين وكتاب رائعين وزادت الكتاب والصحفيين ألقاً وحفزتهم وملأتهم تصميماً وإنتاجا وأخرجت ما في جعبتهم من نفيس الماس وعسل نحل بطونهم وما في الراس من أدب وإبداع وحمم وألم و دررفولدت مدارس تنفست صعدائها هواءاً نقياً فأخرجت المكنون من مدفون كنوزها كانت مكبوتة ممنوعة من العلن بحد القهروقهر الحكم. وناضلت هذه المواقع سنين عديدة لمحاربة ومكافحة الفساد وتحقيق الحق وإرساء مباديء حقوق الإنسان ومدنية الدولة والمساواة والمواطنة ولتغيير نهج هذا الحكم والقوانين والنظم المتسلطة ومعاقبة الذين طعنوا في الظهرومحاكمة المفسدين والذين بدأوا ظالمين (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) وإعادة الحقوق كل الحقوق إلى أهلها والتعويض عن كل ما جرى من ألم وغبن وأذى وحسرة وضياع سنين وأسى وإهدار كرامة لازيادة مظلومين ومغبونين وزيادة التمكين تمكين. وهذا ما تفعله صحافة الحكومة ودعاة محاربة الفساد والمفسدين القدماء الجدد بعد كل هذه السنين وزمرة المطبلين دون مراعاة للأذى النفسي الذي يصيب الشعب من تسفيه مطالبه ومطالباته الدائمة بحقوقه المنتهكة ومعاقبة المتسببين الفاسدين والتمادي في إستغفاله وإستغبائه وإستهباله وتكويشه وتدويشه ودروشته ويقرعون في أجراس أبواب هم من فتحوا ضلفاتها مشرعة وأباحوا ساكنيه وعامليه ومن فيه وأشعلوا ومنذ89م وقود فساد وكذب فاستشرى . ولعلمكم وأكيد معرفتكم أن لكل الصحف الحكومية مواقع خاصة بها وعندما شعروا بقلة مردود صحفهم وتجاهل الشعب لمواقع الحكومة الخاصة ومواقع الصحف الإلكترونية الحكومية قراءة وإتطلاعا فهم أصلا يمنعون المشاركة الكتابية إن لم تطبل وتصطف في صفهم ويعتبرون كل من ليس معهم دخيلاً ومنكداً ومعارضاً وعميلاً وشيوعياً ملحدا لادين له وغير مسؤولاً عن الشؤون الدينية في حزبه . فصاروا يتغلغلون في كل المواقع المهمة النشطة بعد أن ناخت مواقعهم الإلكترونية تلك وانحسرت فائدتها وقل قراءها وباءت بالفشل وتدهورت صحتها كثيراً وهي في الرمق الأخير. فلابد لهم من الإنعاش والتنفس فوجدوه في هذه المواقع القوية المعروفة المشهورة بالجذب المغناطيسي المذكورة وفي مقدمتها سودانيزأون لاين وسودانايل والراكوبة وشبكة سودانيات وحريات وغيرها والتي تتسم بعلو هامة منتوجها ومردودها وفقه ثقافتها المنطلقة الحيوية النافذة لجوف كيان الداء والمرض العضال لتفتيت السرطان الديكتاتوري. وهم يعلمون علم اليقين وزي جوع بطونهم أن مجرد الكتابة في الفيسبوكات أطاحت وأسقطت الحكومات فما بالكم بالكتابة في مثل هذه المواقع الزلزالية البركانية التي ترج وتعج وتموج في الداخل كالمراجل بمجرد المشاهدة والإتطلاع والمروربجانب نسيم ولفيح ولهيب عناوينها المشتعلة. يعلمون إن كل هذه المواقع الفريدة أضافت منهجا وفهما وللسودان والسوداني موقعا وتفردا وعظمة وقيمة وأصالة لأنها لمت وشملت كل ألوان التحرر الإبداعي وأطياف وقبائل وفئات المجتمع السوداني وجامعاته ومعاهده وثانوياته وجهاته الثمانية من جامعة الخرطوم جاءوا والنيلين وجامعة السودان وجامعة جوبا والجامعات المصرية والعالمية ومن رمبيك ودنقلا وبورتسودان ومروي ونيالا وخورطقت والفاشرووادي سيدنا والخرطوم القديمة والجديدة وحنتوب الجميلة فصقلته وعصرته فجاء زيت زيتونه نقيا وعسل نحله ملكي رائقاً مصفى وأتسعت للجميع ووسعتهم فكانت سوداناً مصغراً وخلية نحل منتجة. لمت وجمعت الجبة مع السديري والجلابية والتوب والسربادوك والسروال والمركوب وجلد النمر والإيطالي والسفاري والإسموكينق وجاء منصور خالد معهم يحمل أفكارا جديدة. ثم جاء هؤلاء الصحفيون الحكوميون وللأسف الشديد تم تكريمهم وتقديمهم وإعطائهم أولويات أكثر من أصحاب الحق أصحاب الديار المهمشين كما فعلت الإنقاذ تماما على الرغم إنهم لايكتبون حصرا لهذه المواقع بل يأتون بالبايت والمكلوش وتقتبس منهم المواقع ما في صحفهم الحكومية الكئيبة البائرة هذه رغم إعجاب الكثيرين بهم ، فغضب الأستاذ شوقي إبراهيم وقال إنه سوف يغادر سودانيز أون لاين والراكوبة فقد وجد شبكة سودانيات أفضل حالاً وتحترم عقول القراء. نعم لماذا لايكتب هؤلاء الصحفيين مواضيع خاصة لهذه المواقع ويوضحون فيها مدى الحرية والشجاعة الأدبية الكافية المقنعة ضد النظام المتهالك الذي نخره الفساد وأصابه ورم السرطان الأخلاقي وتسوس هيكل عدله فتهشش لايستطيع أن يقيم أود قضية منسية. لماذا لايأتون بالجديد بدون دواء وتأثيرات مخدرة وحماية وحوافز حكومة المؤتمر (الوطني) ليكونوا فعلا إضافة ودفعة قوية مؤثرة لهذه المواقع الإلكترونية لماذا لايقدمون مواضيع حقيقية تتسم بالصدق والشفافية ويصدقون القول وأن كل مؤسسات نظامهم خائرة والخدمة العامة منهكة منهارة لكسب ثقة هذه المواقع فيكونوا إضافة وليس إعاقة وعالة عليها وبالتالي إعاقة نهضة السودان. abbaskhidir khidir [[email protected]]