اطل علينا عيد استقلال السودان السادس والخمسين ونحن فى حاله لا سلم وصراع مرير وطويل عبر درب من الدماء سالت فى كل بقاع السودان قبل الانفصال وبعد الانفصال . وما عاد الاول من يناير يعنى شيئا لابناء جنوب السودان مع انهم كان لهم القدح المعلى فى الكفاح والنضال من اجل استقلال السودان . ولم ارى مناسبه الاحتفال بعيد الاستقلال تمر بولايه كسلا فعندما كان رئيس الجمهوريه يلقى خطابه بالقصر الجمهورى كان هناك برنامج بتلفزيون كسلا مع الدكتور الزين عوض صالح كأن كسلا ولايه خارج السودان فقد كنت اتوقع ان يتم نقل الاحتفال بالقصر الجمهورى مباشره ولكننا لم نندهش فكسلا خارج خارطه السودان وكأن الرئيس عمر البشير من دوله اخرى . ويوم الاستقلال خرجنا الى السوق فى الصباح لم نجد ما ألفناه فى زمن مضى حيث كانت اعلام جمهوريه السودان ترفرف فى كل عمود كهرباء وفى كل محل تجارى وفى كل مكان من المدينه حتى المنازل كانت ترفع بها اعلام الوطن .. ويبدأ الاحتفال صباح الاستقلال فى ذاك الزمن الجميل فى ميدان عام حيث يبدأ الاحتفال بعرض عسكرى تشارك فيه كل القوات النظاميه وفرق الكره والاحزاب والمدارس والاداره الاهليه كل ذلك فى موكب مهيب حيث يلقى المحافظ كلمته وكل اهل المدينه حضور نساء ورجال . ثم فتره ما بعد الظهيره بدار الرياضه بكسلا حيث تجرى منافسات رياضيه فى كل ضروب الرياضه ثم الفتره المسائيه لللاهازيج والموسيقى والاناشيد الوطنيه التى تمجد الاستقلال وترى دموع الرجال الذين صنعوا الاستقلال قد فاضت من اعينهم يتذكرون ما قاموا به من واجب تجاه الوطن . لقد ماتت ذكرى الاستقلال فى النفوس حيث اعتبر رجال الانقاذ ان الاستقلال الفعلى هو يوم انقلاب الانقاذ .. ذلك الانقلاب الذى فعل فعل السحر وفرق ما بين السودانى وشقيقه السودانى ... فقد صادرت الانقاذ فينا الفرح والمعنى النبيل للاستقلال ... كثيرون لا يعرفون من هو اسماعيل الازهرى فقد تم تزييف التاريخ ليكون البشير هو بطل الاسقلال .. وتناسى اهل كسلا اذا كانوا يذكرون محمود فرج مالك الذى قاد اول موكب للاستقلال بمدينه كسلا من المجلس البلدى الى مبانى المديريه ..لن يعرفوا من هو محمود فرج مالك ... فهو من التاريخ الجميل لهذا الوطن وهذه الولايه وفرغت الانقاذ الاستقلال من معناه حيث اصبح الوطنى هو الذى يؤمن بالانقاذ رمزا ومعنى ولا مكان للذى يقول لا ... اما ان تهتف هى لله هى لله واما فانت من الطابور الخامس الموعود بلحس الكوع والموصوف بالدغمسه وقد تصنف باعتبارك معارض جبان وخسيس لانك لم تركب معهم فى ذاك المركب الذى هو غارق لا محاله بمن فيه ... وما فيه . لقد وصلتنى دعوه من من اللجنه العليا للمشاركه بالاحتفال بعيد الاستقلال بامانه الحكومه بولايه كسلا وضحكت فى سرى ما هو الجديد الذى سوف يقوله الوالى عن الاستقلال .. سوى انه قد ينكأ الجراحات التى تثور اعماقها فى اعماقها .. والى كسلا السونامى الذى اتى على المدينه وقلبها راسا على عقب دك ذكريات الاستقلال وطعم الاستقلال انتزعه من الافواه قتل ذكرياتنا ولا رجل واحد فى كسلا يقول له لا لا فالكل كان يعيش الدهشه ... ولا زالت الاراضى التى دمرها مأوى للكلاب الضاله ولم نرى اهل الخليج يشيدون العمارات كما قيل فى ارض هى من اصول الولايه الثابته . لم نفرح ولم نبتهج لهذا اليوم الذى اصبح ذكرى لا طعم لها . فقد قالت الانقاذ انها تعتبر استقلال السودان هو يوم انقلابهم على الحكومه الديمقراطيه .. لقد وجدت فى احدى المرات علم السودان معلق بالمقلوب فى احدى الوزاررات ولم ارضى وتحدثت الى اهل الوزاره الذين لا يعرفون ( القلبه من العدله ) فانزلوا العلم من الساريه لاننى نبهتهم الى ان هذا الامر قد تتم به ادانه بموجب قانون العلم .. ولكن كم هم الذين يعرفون بان هناك قانون للعلم . لك الله يا كسلا التى كانت تدار بواسطه ضابط مجلس خير اداره .ولا جديد فى الحكومه الجديده وكما قال لى احد الاذكياء معلقا على تشكيل الحكومه الجديده ( ياخى دى مرتبه بال فيها شافع وقلبوها ) . عبد الله احمد خير السيد المحامى بكسلا عبد الله احمد خير السيد خير السيد [[email protected]]